امراض الطفولة القاتلة .. أنواعها اعراضها ، طرق الوقاية منها
إعداد / بشير الحزمي بحسب ماأورده التقرير الصادر عن منظمة الامومة والطفولة ( اليونيسيف) حول وضع الامومة والطفولة في العالم (2005م) فإن مايقرب من مليوني طفل تحت سن الخامسة يموتون سنوياً بسب عدم تحصينهم ضد أمراض الطفولة القاتلة والحقيقة التي لامراء فيها أن للتحصين منافع جمة لايمكن انكارها فلولاه لبلغ الاطفال الذين يموتون من الحصبة ثلاثة من بين كل مائة طفل حي ولبلغ الذين يموتون بسبب مرض السعال الديكي اثنين من بين كل مائة طفل ولتعرض طفل واحد على الاقل من بين مائتي طفل لاعاقة دائمة نتيجة اصابته بشلل الاطفال .. وأشار الى أن أمراض الطفولة القاتلة مسؤولة عن وفاة نحو ثلث مجموع وفيات الاطفال تحت سن الخامسة في العالم معظمهم يموتون قبل إكمال عامهم الاول أما من كتبت له النجاة فيظل رهن خطر اعتلال الصحة او الاعاقة المستديمة ومايترتب عليها من اعباء كثيرة سواء على المستوى النفسي او الاجتماعي او الاقتصادي ..صحيفة 14 أكتوبر تضع أمام القارئ الكريم بعض الحقائق الهامة عن أمراض الطفولة القاتلة : ثمانية امراض خطيرة -هناك امراض كثيرة تندرج تحت مسمى امراض الطفولة القاتلة الاّ أن ثمانية انواع من تلك الامراض تنفرد بميزة عن باقي الامراض المعدية الاخرى التي تصيب الاطفال بكونها سريعة العدوى وفتاكة وهي : ( السل ، شلل الاطفال ، الكزاز ، السعال الديكي ، الخناق ، التهاب الكبد البائي ، التهاب سحايا المخ بالمستديمة النزلية (ب)، الحصبة ).السل : مرض سريع العدوى تسببه بكتيريا عصوية الشكل تتمتع بقدرة كبيرة على مقاومة الجفاف ومقاومة دفاعات الجسم تنتقل باستنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء المنبعث من فم أو أنف المصاب بهذا المرض بفعل العطس او السعال او بملامسة بصاقه او لعابه دون الالتزام بقواعد النظافة كذلك بمشاركة المريض الشرب من اناء واحد او استعمال الاشياء التي يقع عليها شيء من افرازات أنف المصاب او لعابه .. ويظل الاطفال عرضة للاصابة بهذا المرض منذ ولادتهم بصورة اكثر من غيرهم كون اجهزتهم الدفاعية ضعيفة ولا مناعة لديهم ضد هذا المرض الفتاك وكما أن للعدوى بهذا المرض اشكالاً متعددة فقد يصيب اي عضو آخر في الجسم خارج الرئتين كالعمود الفقري ، الامعاء ، العظام والمفاصل ، الغدد الليمفاوية ، الدماغ والسحايا .. الخ ، بيد أنه غالباً مايصيب الرئتين بنسبة تزيد على 80 من حالات الاصابة ( ايجابية اللطخة).ومن أعراض هذا المرض: سعال مزمن خاصة فور الاستيقاظ من النوم ، حمى مصحوبة بالعرق البارد ليلاً ، فقدان الشهية للطعام ، شحوب الوجه والجلد ، وهن وهزال ، فقد متواصل للوزن ، وفي الحالات المتأخرة يصحب السعال آلم في الصدر مع بصاق دموي ، كما تظهر مضاعفات خطيرة تزداد معها معاناة المريض لعل أبرزها :سعال يصاحبه خروج الدم ، تكهف الرئة مع نفث الدم ، وفاة الاطفال دون السنتين من العمر والمتقدمين في السن ( فوق سن الخمسين ).شلل الاطفال :مرض فيروسي تتراوح حصيلته مابين عدوى خفية وبين مرض شللي قد يفضي الى الوفاة إن أصاب اعصاب الجهاز التنفسي او غيرها من اعصاب العضلات الحيوية وهو يؤدي في معظم الحالات الى شلل رخوى في إحدى الساقين او كليهما ، وشلل الاطفال مرض يسببه فيروس ضارى توجد منه ثلاثة انماط (3،2،1) وهذه الانماط الثلاثة يمكنها أن تسبب الشلل ولكن النمط (1) هو أكثر احداثاً للشلل وبمجرد أن يدخل هذا الفيروس الى جسم الانسان فإنه يتجه بصفة خاصة الى مهاجمة الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي والدماغ مما ينتج عنه إتلافها ، وتبدأ اعراض الاصابة بشلل الاطفال غالباً باعتلال طفيف تصحبه حمى خفيفة والتهابات بالحلق وتقيؤ وألم بالبطن وفقدان الشهية وبعض التوعك وهذه الاعراض ليست مميزة ولايمكن التمييز بينها ومن حالات العدوى الفيروسية الخفيفة الاخرى وسرعان ما يشفى المريض من هذه الاعراض شفاءً تاماً وتكون المظاهر العصبية مصحوبة بالتوعك والحمى والصداع والآلام العضلية وفرط الاحساس وتشوش الحس وربما توجد كذلك اعراض الغثيان والتقيؤ او الاسهال او الامساك او فقدان الشهية فضلاً عن تيبس الرقبة وفي الحالات التي تنهي بالشلل يلاحظ أن مسار المرض يمر عبر طورين اصغر ، أكبر واحياناً ماتفصل بين الطورين عدة أيام بلا اعراض ، ويعاني المريض في الطور الاصغر من الحمى والاعراض النفسية العلوية واعراضاً معدية معوية أما الطور الاكبر فيبدأ بالآم عضلية وتشنجات بالعضلات ومعاودة الحمى وقد تختفي المنعكسات قبل أن يظهر بوضوح ضعف العضلات ويتسم فيروس شلل الاطفال بقدرة فائقة على الانتقال فالتعرض لشخص يحمل العدوى في بيت سيء الاصحاح قد يؤدي الى معدل يكاد يصل الى 100 لعدوى المخالطين غير الملقحين ويكون المصاب بالعدوى اشد قدرة على نقلها اثناء الطور المبكر للعدوى في الحالات قبل بداية الاعراض واثناء الايام المبكرة للمظاهر السريرية .وكل شخص ليست لديه مناعة ضد المرض يمكن أن تصيبه العدوى ويمكن اكتساب المناعة من خلال مقرر كامل من التطعيمات وتكتسب المناعة من شلل الاطفال عن طريق التلقيح ويبدأ تلقيح الطفل بعد ولادته وحتى سن الخامسة من العمر ويعطي اللقاح للطفل على هيئة قطرات فموية وتكاد لا توجد اية موانع ضد التطعيم باللقاح الفموي ويعتبر اللقاح الفموي هو اللقاح المفضل للقضاء على شلل الاطفال .الكزاز :داء معدي ينجم عن تلوث الجروح المختلفة او عن تلوث الحبل السري للوليد بسبب قطعه بأداة حادة غير نظيفة عند الولادة او مداواة سرة الوليد او الجزء المتبقي من الحبل السري بعد القطع بمواد غير معقمة ملوثة بميكروبات المرض العصوية التي تتكاثر بدورها في الجرح الملوث وتعزز سمومها لتسري في دم الطفل الوليد ، فإذا ما وصلت الى الجهاز العصبي فإنها تسبب تقلصات وتشنجات في العضلات خصوصاً عضلات المضغ والبلع مما يؤدي الى عجز الطفل عن الرضاعة والبكاء وبالتالي يفارق الحياة .. أما إذا دخلت جرثومة الكزاز الى جسم الام غير المحصنة فمن المؤكد أن حياتها ستكون ايضاً في خطر ولهذا يجب أن يراعي اثناء الولادة قبل استخدام اي اداة لقطع الحبل السري أن تكون نظيفة ومعقمة ، وذلك بغسلها اولاً ثم غليها بالماء مدة ساعة ، او تطهيرها بالنار وتركها لتبرد قبل استخدامها دون ملامسة الجزء الذي يقطع به الحبل السري باليد ، الى جانب غسل المولدة ( القابلة) ليديها جيداً بالماء والصابون .السعال الديكي ( الشاهوق):مرض جرثومي حاد يصيب الرماغي والقصيبات الهوائية وأهم ما يتسم به هذا المرض حدوث سعال تشنجي متكرر وعنيف يعقب بعدها شهقة ذات نغمة عالية ويحدث عقب كل نوبة من هذه النوبات تقيؤ واخراج مخاطي بيد أن هذه النوبات تبدو متباعدة في البداية ثم تتقارب بمرور الوقت شيئاً فشيئاً ، ويعتبر الشاهوق أو السعال الديكي وبالاً على الاطفال صغار السن ويشكل خطراً كبيراً عليهم ، فهم عرضة للاصابة به منذ الولادة فيما يعد احد الاسباب الرئيسة في ارتفاع معدل الوفيات خلال السنوات الاولى من العمر لاسيما قبل بلوغ الشهر السادس ومن مضاعفاته : التهاب القصبة الهوائية الرئوية ، توسع القصبات ، نزيف ملتحمة العين ، الفتق وتدلي المستقيم الناتج عن السعال الشديد .الخناق ( الدفتريا):داء جرثومي وخيم يصيب الجهاز التنفسي خاصة اللوزتين والحلق والحنجرة والانف ، ويتسبب باصابات موضعية عند موضع دخول الجراثيم ، وبحدوث عرض تسمم الدم الناتج عن انطلاق سموم عصيات الخناق الى الدم .. أما بالنسبة لمضاعفاته فهي متعددة وعالية الخطورة ، مثل : شلل الحنك ، ارتجاع السوائل من الى الدم .. أما بالنسبة لمضاعفاته فهي متعددة وعالية الخطورة ، مثل : شلل الحنك ، ارتجاع السوائل من الانف ، شلل الاطراف السفلية ، التهاب وشلل عضلة القلب ، شلل الحجاب الحاجز ، في النهاية يؤدي مرض الخناق الى الوفاة على إثر انداد الجهاز التنفسي وهبوط القلب .التهاب الكبد الفيروسي البائي :أحد امراض الطفولة الفيروسية المعدية الاكثر خطورة لما يخلفه في الكبد من أثارمدمرة ومن علامات هذا المرض فقدان الشهية اضطرابات في البطن غثيان وتقيؤ ولعل اهم الاعراض التي تميزه عن غيره من الامراض .. ميلان لون الجلد الى الاصفرار واصفرار العينين او مايعرف بالصفار ( اليرقان) وفي أسوأ الحالات يسبب فيروس هذا المرض تليف الكبد ، بل وربما يتطور وينجم عنه سرطان الكبد المفضي حتماً الى الوفاة .أما طرائق عدواه فهي متعددة مثل : نقل دم ملوث بالفيروس او مشتقات هذا الدم الى شخص سليم تداول استخدام ( الحقن ، إبر الوخز والوشم ، مثقب خرص الاذن ، موس الحلاقة ، ادوات الحجامة ، اداة خلع الاسنان ..) بصورة غير مأمونة بين اكثر من شخص ، تداول استخدام ادوات طبية غير معقمة للمجارحة او لاجراء عمليات جراحية بما في ذلك جراحة الاسنان .. فضلاً عن أن الأم المصابة بالمرض بامكانها نقل عدوى المرض الى وليدها اثناء الولادة وايضاً من خلال ارضاعه من حليبها .المستديمة النزلية (ب):مرض بكتيري ( جرثومي ) لايقل خطورة عن باقي امراض الطفولة القاتلة الاخرى ، ويقع ضمن (6) انواع من انواع المستديمة النزلية ، لكنه اخطرها علي الاطلاق لتسببه في 90 من حالات الاصابة بالالتهابات الرئوية الشديدة والالتهابات التنفسية الحادة واشهرها الانفلونزا وإلتهاب لسان المزمار وانسداد مجرى التنفس ، وكذا التهاب السحايا ( الحمى الشوكية) الذي يصيب الاغشية التي تحيط بالمخ والنخاع الشوكي والتي تسبب الوفاة إن لم يتم تدارك الحالة وعلاجها سريعاً قبل أن يتطور المرض اكثر فأكثر فيقضي على المريض.ويبدأ المرض بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة مصحوباً بصداع شديد وتقيؤ ثم تيبس عضلات الرقبة بعد يوم أو يومين كما يسبب نوبات اغماء وفقداناً للوعي مسبوقاً بالهذيان ، وفي بعض الحالات يظهر طفح جلدي .ومن مضاعفاته : التهاب الاذن الوسطي ، شلل في الوجه او شلل نصفي ، الالتهاب الرئوي الحاد ، التخلف العقلي .الحصبة:وباء فيروسي حاد سريع العدوى ، تزداد حدته لدى المصابين من الرضع في الاشهر الاخيرة من عامهم الاول والسبب في ذلك يعود الى أن الاطفال بصورة عامة يتمتعون بمناعة مؤقتة ضد هذا المرض طوال الستة الاشهر الاولى من عمرهم يحصلون عليها من أمهاتهم عبر الحبل السري لكنها تتناقص وتتقلص بالتدريج لتصير معدومة تماماً عند تجاوزهم الشهر التاسع من العمر حينها يكونون عرضة لخطر الاصابة بالحصبة ، وبمعزل عن التحصين يصيرون منالاً سهلاً للاصابة بها واكثر عرضة لمضاعفاتها الحادة .ومن أهم هذه المضاعفات المرض بل واخطرها : الالتهاب الرئوي بذات الرئة ( النيمونيا) والذي يعتبر السبب الرئيسي في ارتفاع معدل وفيات الاطفال الرضع ،التهاب الدماغ ، وفقدان البصر (العمى) .. كما أنه من الممكن أن تتسبب الحصبة بمضاعفات جسيمة بالنسبة للرضع والمصابين بسوء التغذية ، كالنزيف ، اعتلال الامعاء المضيع للبروتين ، الجفاف وإلتهاب الجلد الشديد مما قد يودي بحياتهم .وقاية اطفالنا بالتحصين لوقاية وحماية اطفالنا من مخاطر الاصابة بأمراض الطفولة القاتلة فإن أول ما يجب علينا عمله هو تحصينهم من هذه الامراض من خلال اعطائهم اللقاحات اللازمة التي يحتاجونها لحمايتهم من هذه الامراض ويعتبر التحصين الروتيني الذي يعد اهم شرط لوقاية اطفالنا من هذه الامراض هو أحد العناصر الاساسية الاكثر اهمية في اولويات الحكومة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان وهو مايمكن تلمسه في سعيها الحثيث لتقويته وتنشيطه ورفع نسبة التغطية بجرعاته الروتينية الى أعلى مما هي عليه وكذا الحرص على زيادة نسبة الاقبال على هذه الخدمة في شتى انحاء البلاد مع الاخذ بالاعتبار الطبيعة الجغرافية الصعبة التي تنفرد بها اليمن عن باقي دول المنطقة وخصائص التوزيع السكاني في المرتفعات وعلى قمم وسفوح الجبال وفي بطون الاودية والسهول والصحارى الشاسعة وفي مختلف الجزر اليمنية المتناثرة . ومن هذا المنطلق خصصت وزارة الصحة العامة والسكان ومعها قطاع الرعاية والبرنامج الوطني للتحصين الصحي الموسع فرقاً متنقلة تتولى من حين الى آخر تقديم خدمات التحصين في المناطق الاكثر احتياجاً والتي تعاني من انخفاض في مستوى التغطية والاقبال على التطعيم كما عملت ايضاً علي انعاش مراكز التحصين الثابتة وتأمين جميع اللقاحات مجاناً على الدوام في جميع مناطق الجمهورية حتى يتهيأ كل طفل دون العام من العمر الحصول على كامل جرعات التطعيم دون دفع اي مقابل .فالتحصين الروتيني يقي اطفالنا وفلذات اكبادنا من ثمانية امراض قاتلة ، وهذا التحصين يعطي للطفل إما بالحقن كلقاحات ( السل ، الخماسي ، الحصبة) أو عن طريق الفم مثل لقاح شلل الاطفال ويتم البدء به بعد الولادة مباشرة بتحصين الوليد بلقاح السل وبجرعة تمهيدية ضد شلل الاطفال ، ولقاحات التحصين الروتيني هذه تساعد في بناء مناعة الطفل فإذا اصيب الطفل بأحد امراض الطفولة القاتلة قبل تحصينه ضد المرض ذاته فلن يجدي التحصين نفعاً بعد ذلك والطفل المحروم من التحصين معرض للاصابة بامراض الطفولة القاتلة . مواعيد التحصين الروتيني المعتمد في بلادناإن السنة الأولى من عمر المواليد الجدد هي أكثر الفترات التي يكون فيها الطفل عرضة للإصابة بأمراض الطفولة القاتلة وهي (الحصبة، شلل الأطفال، السل، الكزاز، الخناق، السعال الديكي، إلتهاب الكبد البائي، إلتهاب السحايا والإلتهاب الرئوي) ولحمايته من هذه الأمراض يجب إعطاؤه الجرعات اللازمة في أوقاتها المحددة المبينة في الجدول التالي والمعتمد من وزارة الصحة العامة والسكان ويجب استكمال كل الجرعات قبل بلوغ الطفل عامه الأول .اللقاح الخماسي بديلاً عن اللقاح الثلاثياللقاح الخماسي : لقاح مطور وفعال من خمسة أمراض قاتلة هي (الكزاز، السعال، الديكي، الخناق، إلتهاب الكبد البائي، إلتهاب سحايا المخ بالمستديمة النزلية (ب)) وقد حل هذا اللقاح بديلاً عن اللقاح الثلاثي الذي كان معمولاً به في السابق .يتألف اللقاح الخماسي من خمسة لقاحات مدمجة في لقاح مركب واحد لأمراض عرفت بسطوتها وشدتها وبشاعة ما تخلفه من أضرار ومضاعفات أليمة وتشوهات ووفيات ، فاللقاح الثلاثي لأمراض (الكزاز، الخناق، السعال الديكي) والذي كان يعطي الأطفال ضمن التحصين الروتيني في السابق أضيف الآن إلى اللقاح الخماسي الجديد . حيث أضيف إليه لقاح إلتهاب الكبد البائي ولقاح إلتهاب سحايا المخ بالمستديمة (ب) ليعطي هذا اللقاح للطفل بدلاً عن اللقاح السابق المعروف بالثلاثي وذلك ثلاث مرات بدءاً من عمر ستة أسابيع، ثم بفاصل شهر بين الجرعة والأخرى، ويعتبر لقاح المستديمة النزلية (ب) الذي لم يكن موجوداً في نظام التطعيم الروتيني القديم أحد اللقاحات التي تحتويه تركيبة اللقاح الخماسي، وهو واقياً فعالاً من إلتهاب سحايا المخ (الحمى الشوكية) بنسبة 40 ومن الإلتهابات الرئوية الحادة بنسبة 20 .التوعية مسؤولية مشتركةمن الضروري أن يعرف الآباء والأمهات أن أطفالهم يصبحون منذ ولادتهم عرضة للإصابة بأمراض الطفولة القاتلة وهي (السل، شلل الأطفال، السعال الديكي، الكزاز، الخناق، إلتهاب الكبد البائي، إلتهاب سحايا المخ بالمستديمة النزلية (ب)، الحصبة).. وعليهم أيضاً أن يعرفوا أن من واجبهم حماية أطفالهم من هذه الأمراض القاتلة وعليهم أن يعلموا أن حماية أطفالهم من هذه الأمراض لن يتحقق إلا بتحصين أطفالهم باللقاحات اللازمة التي تقيهم من الأمراض الفتاكة وبالتالي فأنه من الواجب عليهم أن يتوجهوا بأطفالهم إلى مراكز التحصين خمس مرات في السنة الأولى من عمر الطفل المولود ومدة سادسة لأخذ الجرعة الثانية ضد الحصبة عندما يبلغون من العمر عاماً ونصف العام حيث أن إعطاء أطفالهم جرعة واحدة أو أثنتين من اللقاحات لا تكفي وأنه لضمان حماية أكيدة لأطفالهم يجب أن يستكمل الطفل جميع جرعات التطعيم وفي أوقاتها المحددة، ومن أجل تحقيق ذلك فأنه يجب علينا جميعاً أن نساهم في تعريف المواطنين بما فيهم الآباء والأمهات وعلينا أن نعمل على إيصال الرسالة التوعوية الهادفة البناءة إليهم وإيصال مختلف الرسائل التوعوية في هذا الجانب هي ليست مهمة فردية أو مسئولية جهة أو جماعة بينها وإنما هي مسئولية جماعية ومشتركة بين جميع فئات المجتمع كل من موقع عمله في ومجال إختصاصه لأن عملية بناء الوعي الجماهيري وترسيخ المفاهيم على أسس سليمة ليست كما يعتقد البعض بأنها مسئولية الأجهزة الإعلامية المختلفة وحدها وإنماهي مسئولية مشتركة كما اسلفنا القول غير أن أجهزة الإعلام المختلفة وخصوصاً الإذاعة والتلفزيون باعتبار أن رسالتهما تصل إلى كل بيت في مختلف أنحاء الجمهورية فأنهما بطبيعة الحال يحظيان بنصيب أكبر من هذه المسئولية ومع ذلك فإن الجهات الأخرى كالمدارس التربوية والتعليمية والمساجد والمجالس المحلية ومؤسسات المجتمع وأرباب الأسر وغيرهم من المعنيين أفراداً كانوا أو جماعات أو فئات أو جهات رسمية أو شعبية أو أهلية كلهم معنيون بتوعية المواطنين بأهمية التحصين لحماية أطفالهم ووقايتهم من أمراض الطفولة القاتلة، وحث جميع الآباء والأمهات على ضرورة التوجه إلى مراكز التحصين لإعطاء أطفالهم اللقاحات المطلوبة واللازمة في أوقاتها المحددة من أجل سلامة أطفالهم وحمايتهم من هذه الأمراض .. وعلى الجميع هنا أن يكون له دور قوي وفعال في توعية الناس بأهمية التحصين الروتيني وبيان خطورة أمراض الطفولة القاتلة وعواقب الإصابة بها، فوقوف الجميع كل من موقعه وبشكل حقيقي لرفع معدل الإقبال على التحصين الروتيني وحظهم للآباء والأمهات على تحصين أطفالهم دون العام بكامل الجرعات لا شك بأن سيمكن من بلوغ الأهداف والغايات ويثمر عن صنع نجاح منقطع النظير .* المصدر : المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي