لجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربة التدميرية على لبنان إلى ما يعرف بالحرب النفسية جنبا إلى جنب مع طائرات الـ إف 16 ومقذوفات بوارج القصف البحرية والدبابات ، فأخذت آلات الحرب الإعلامية تشن على اللبنانيين حرباً جديدة من نوعها مدمرة في طياتها وهي الحرب التي يسميها البعض بـ"حرب الجوال"، فقد تمكن الجيش الإسرائيلي من اختراق التغطية الخطية للبنان واستخدام الرسائل القصيرة والمكالمات الهاتفية عبر الهواتف المحمولة لتخويف المدنيين اللبنانيين ومحاولة بث الذعر بين مقاتلي حزب الله ، من قدرات الجيش الإسرائيلي التي كانوا يظنون أنها لا تقهر وتخيرهم بين الانسحاب أو القتل الوحشي .فيم يستخدم المحمول؟!!.. لا تتسرع عزيزنا القارئ في الرد على هذا التساؤل الذي يبدو بديهيا ، لكن الواقع أن ما حدث خلال الحرب اللبنانية الإسرائيلية الأخيرة قلب كل الحقائق التي نعرفها حول استخدامات المحمول. فالبعض قد يستخدمه في إجراء مكالمات ، والبعض الآخر ربما يكتفي بإرسال رنات أو رسائل قصيرة ، لكن عقلية المحتل الإسرائيلي ابتكرت استخداما آخر للمحمول كإحدى حلقات الحرب النفسية التي شنتها على المدنيين اللبنانيين ومقاتلي حزب الله ، وهو ما سيرد بيانه في السطور التالية :وبالطبع لم يقف مقاتلو حزب الله مكتوفي الأيدي بل استخدموا نفس التقنية الحديثة وتمكنوا أيضا من اختراق شبكة الهواتف الإسرائيلية وأخذوا يشنون حملات هاتفية على الإسرائيليين برسائل قصيرة مضادة. [c1]نماذج من الرسائل[/c] وتمتت صياغة الرسائل القصيرة ببراعة من الجيش الإسرائيلي باللغة العربية الفصحى فقد لا يفهم غالبية اللبنانيين لغتهم العبرية.. وتبدأ الرسالة الإسرائيلية تخويفها " فتنص على "حسن نصر الله.... هل أيقنت أن جيش الدفاع الإسرائيلي ليس واهياً كخيوط العنكبوت. انه خيوط من فولاذ ستلتف حول رقبتك" .ذلك بالإضافة لنصوص أخرى صوتية مثل : "جيش الدفاع الإسرائيلي سيقضي على حزب الله". وقد تبيّن أن الصوت يتطابق مع صوت مُذيع في إذاعة "المشرقية" التي تبث من إسرائيل، وقد ظهر الرقم والمكون من بضعة أصفار، في الأيام الأولى للحرب على لبنان. ولعبت الهواتف بين أهالي لبنان بعضهم البعض دوراً كبيرا ، حيث استغل حزب الله نفس أداة إسرائيل في التخويف ليطمئن بها اللبنانيين ، فأخذ من جانبه يبث رسائل مضادة لجيش إسرائيل من ناحية ومن أخرى يرسل الرسائل القصيرة ليحرض أصحابها على عدم تصديق ما تقوله الحكومة الإسرائيلية . ومن المؤسف أن أحد اللبنانيين يدلي بما وصل والدته من مكالمة على الهاتف الثابت "عليكم النزول إلى الملاجئ كالفئران لأن جيش الدفاع الإسرائيلي سيقصفكم"، وتبيّن ان كثيراً من الهواتف الثابتة في لبنان تلقى انذاراً إسرائيلياً مشابهاً. كما استطاعت إسرائيل أيضاً اختراق موجات تلفزيون "المنار" المملوك لحزب الله الذي فشلت في وقف بثه بالقصف الجوي، وعرضت صوراً لأسرى قالت أنهم ينتمون إلى "حزب الله". ووصفتهم بـ"جبناء" في القتال، زاعمة أنهم "يختبئون" خلف المدنيين.[c1]تضامن بالمحمول[/c] في لمحة جديرة بالذكر وتأييداً مع الشعب اللبناني وموقف نصر الله، وضع أعضاء مجلس الشعب " البرلمان" المصري من المعارضة و"الإخوان المسلمين" والمستقلين مقاطع من خطب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ حسن نصر الله، كنغمات لهواتفهم المحمولة.وقد وصل الأمر إلى حد أن طالب بعض النواب بتغيير اسم شارع جامعة الدول العربية، أشهر شوارع القاهرة الكبرى ليصبح باسم شارع نصر الله. كما قام عدد من هؤلاء النواب بوضع صور للأمين العام لـ "حزب الله" على سياراتهم. وقام النائب الإخواني أكرم الشاعر بطبع كمية من صور نصر الله على حسابه لتوزيعها بين المواطنين، مفسرًا ذلك بأنه يحبه كونه أعاد كرامة العرب المهدرة وأنه حر في هذا التصرف مثلما يحب آخرون طبع صور فنانات أجنبيات وتعليقها. كما وزعت جريدة "الدستور" صورة نصر الله على بوستر هدية. وتكالب العديد من المصريين على مكاتب تسجيل المواليد التابعة لوزارة الصحة في عدة مدن مصرية ليطلقوا على مواليدهم اسم حسن تيمنًا بالأمين العام لحزب الله.[c1]الرد الإسرائيلي[/c] أما على الصعيد الإسرائيلي فأخذ الهاتف المحمول يغني الأغنية الراقصة "اقتل نصراللة " من إنتاج وتوزيع فرقة "محبي صهيون " الإسرائيلية ، لتغزو أجهزة الهواتف المحمولة في أيدي الإسرائيليين لتحل مكان الموسيقى وباقي الرنات الجـميلة .وتحتوي الأغنية على بعض المقاطع من خطابات حسن نصر الله الأخيرة خاصةً تلك التي وصف فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير جيشه عمير بيرتس بالوزراء الجدد قليلي الخبرة . والمؤسف في الأمر هو تحقيق الأغنية نجاحاً كبيراً في أوساط مستخدمي الهواتف المحمولة سيكوم واورنج الذين تسابقوا على تسجيلها لتصدح على أجهزتهم عند تلقيهم اتصالا هاتفيا بدلا من الرنان أو الأجراس المعهودة .[c1]الغناء وسيلة إسرائيلية في الحرب[/c] وأدلى ملحن الأغنية " نيو ولش " والذي شارك الملحن " دور دكل " إنجاز الأغنية كتابة ولحنا وتوزيعا برأيه قائلاً "هذه هي طريقتنا في التعامل مع الحرب المستعرة وأنا لا امجد أو أعظم نصر الله وإنما أسعى إلى عكس ذلك خصوصاً وإننا نظهره بصورة غير محترمة ". [c1]google Earth وكشف الممنوع [/c] يثير برنامج "جوجل إيرث"، المشكلات في كل دول العالم، حيث يكشف أسراراً كثيرة تبذل كل الدول جهوداً لإخفائها والحد منها، فهو يحاول كشف ما خفي من خلال التقاط الصور بالأقمار الاصطناعية والتي تكون متطابقة جزئياً للواقع، ومنها بالطبع المناطق العسكرية التي قد لا يراها أهل الدولة أنفسهم.وقد أُثيرت في الفترة الأخيرة أسئلة حول إمكانية اختراق صواريخ "حزب الله" للمواقع الإسرائيلية بدقة وإصابتها، وكيف استطاعت الصواريخ والبوارج والطائرات الإسرائيلية استهداف أبنية ومنازل محددة تابعة لـ"حزب الله" دون سواها في القصف؟ وذلك حسب تحليلات IT .كما أتاحت الأقمار الاصطناعية خرق ما هو محظور، ليصبح معروضاً على الانترنت للمستخدم العادي، ما يجب أن يكون مُتاحاً للجهة التي أطلقت القمر الاصطناعي. هل الانترنت بداية الحرب على لبنان؟هل كان الانترنت هو بداية الحرب قبل أن تنتقل على الأرض والوطن لتقتل المدنيين؟فمن جانبها قامت إسرائيل بتجنيد خمسة آلاف طالب جامعي من أعضاء الاتحاد العالمي للطلاب اليهود وزودتهم ببرامج كمبيوتر متخصصة ذات قدرة عالية، وذلك لاختراق مواقع الحوار المختلفة لضمان توصيل الموقف المؤيد لإسرائيل إلى هذه المواقع، بحسب التايمز البريطانية.وكانت الحكومة الإسرائيلية قد كلفت مجموعة من الدبلوماسيين المتخصصين، العمل على مواجهة الحملة الإعلامية العالمية المعادية لإسرائيل على الإنترنت. ويتركز عمل هؤلاء الدبلوماسيين على تجنيد مئات آلاف من النشطاء اليهود المؤيدين لإسرائيل حول العالم، والطلب منهم اقتحام عدد من المواقع في كل من الولايات المتحدة وأوروبا من أجل نشر رسائل مؤيدة لإسرائيل فيها.وبالرغم من أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تحاول إخفاء دورها في هذه الحملة، إلا أنها لم تتردد في الاتصال مباشرة بالجماعات اليهودية وغير اليهودية المؤيدة لإسرائيل والقيام بتزويد أفرادها بالمواد الضرورية لإنجاح الحملة. وتم تجنيد مجموعة من طلاب الجامعات الإسرائيليين في القدس المحتلة لتمشيط الإنترنت بحثاً عن مواقع بلغات مختلفة من أجل الحصول على عناوين هذه المواقع ونقلها لمئات آلاف المتطوعين اليهود في العالم لكي يتولوا عملية فرض موقف إسرائيل في هذه المواقع.وطلبت وزراة الخارجية من هؤلاء ألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ضرب إسرائيل والحملة الإعلامية التي تتعرض لها جراء مجازرها في لبنان وفلسطين.ونقل عن دورون باركت ـ أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، أنه يمضي ليال طويلة وهو يبحث عن المواقع المعادية لإسرائيل، معتبراً أن الاستجابة لهذه الدعوة تلقى صدى مهماً.