في محاضرة بالإسكندرية
الإسكندرية /متابعات: صرح الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية يوم الاثنين الماضي في محاضرة له بمعهد إعداد القادة أن مصر والعالم العربي والإسلامي مقبلون على تحديات كبيرة على طريق التقدم والرخاء، حيث البحث العلمي المتدني والوعي المجتمعي الغائب .وأضاف سراج الدين أن مصر والدول النامية بشكل عام تواجه مشكلات كثيرة تتعلق بتطوير القدرة العلمية والمعرفية وتشجيع المدارس والجامعات على البحث والإبداع والابتكار، بالإضافة إلى عدم توافر القدرة المجتمعية على التعرف على الاكتشافات والمبادرات الجديدة، ووجود حضّانات تحول الفكرة العلمية إلى تكنولوجيا وتطبيق حقيقي في المجتمع.وأشار إلى أن العالم العربي والإسلامي يعيش وضعا سيئا للغاية، ففي الثلاث سنوات الماضية، سجلت الدول الصناعية 98% من براءات الاختراع بينما كان نصيب الدول النامية 2% فقط منهم 95% سجلتها الصين والهند وجنوب أفريقيا والمكسيك والبرازيل.ونفى مدير مكتبة الإسكندرية أن يكون التمويل هو العائق الأساسي الذي يواجه الدول النامية لتطوير البحث العلمي، وقال “إن تقريرا للأمم المتحدة شاركت في إعداده عام 2004 أرجع المشكلة إلى عدة عوامل تتعلق بالسياسة العلمية المتبعة والعلاقة المتبادلة بين العلم والمجتمع وتنمية القوى البشرية واستقلالية المؤسسات البحثية والعلاقة بين القطاع الخاص والعام، حيث أن القطاع الخاص يمثل ثلثي البحث العلمي في العالم، وأخيرا التمويل”.ودلل الدكتور إسماعيل سراج الدين على هامشية التمويل مقارنة بالعوامل الأخرى بالإشارة إلى تواضع البحث العلمي بدول الخليج رغم ما أنفقته على الجامعات والمعامل البحثية.وتطرق سراج الدين في محاضرته إلى أهمية المعرفة في عالمنا المعاصر، حيث أننا نعيش الآن في عصر جديد تغير فيه تصور التصنيع والتقدم والذي كان سائدا في الماضي، لتنبع كل الثورات الآن من المستوى المعرفي الجديد أو التكنولوجيا والتي أصبحت تميز المجتمعات المتقدمة عن تلك المتخلفة أو النامية، مشيرا إلى أن العديد من التحولات العميقة قد طرأت على المجتمعات في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا وحتى الصين بما يتماشى مع هذه الثورة.وأبدى الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية تخوفه من اتساع الهوة بين الدول النامية والمتقدمة إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، فالكم المعرفي يتضاعف كل 18 شهرا، حتى أن هناك الآن فروعا كاملة من العلم لم تكن موجودة قبل عشر سنوات.واختتم سراج الدين محاضرته بمعهد إعداد القادة بتساؤل محوري حول دور المجتمع المصري ومشاركته الإيجابية في مناقشة سياسة البحث العلمي، مضيفا أننا إذا لم نستطع أن نغير حالة التقهقر الفكري والجمود الذي يعيشه المجتمع بالانضمام إلى معركة نكون أو لا نكون والتي لا تقل في أهميتها عن معارك التحرر الوطني إبان الاستعمار، فإننا لن نستطيع القيام بالدور المنوط بنا لخدمة هذا الوطن والأمة جمعاء.