عدن/سبأ: مع دخول الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك تكتظ أسواق مدينة عدن بالناس وغالبيتهم من النساء بهدف شراء كسوة وحاجيات العيد من حلويات وسكاكر تقدم خلال أيامه السعيدة . وما يلفت الانتباه أثناء هذه الأيام كثرة اللافتات المعلقة على واجهات عدد من المحلات والشوارع التي تكتب عليها كلمة (تخفيضات ......) والتي تكون أكثر اكتظاظا عن غيرها من المحلات . وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت آراء عدد من مرتادي هذه المحلات حول هذه التخفيضات وهل هي فعلا موجودة أم أنها شكلية فقط . [c1]يكفيني الاسم[/c]أم محمد التي التقيناها في احد الأسواق تقول لا نعلم أن كانت هذه اللافتات التي على المحلات صحيحة ام لا ولكن يكفيك أن ترى الاسم فتذهب إليه فان أعطاك الشيء بثمانمائة ريال تعتقد انه في مكان أخر بضعف الثمن . وتضيف "كما أن للباعة في هذه المحلات تأثير مميز حيث يشعرونك أن هذه السلعة فعلا سعرها مخفض ، ولكن لا يمكن أن نقول إلا أن الله أعلم بالحقيقة ، فان كانت فعلا هذه السلعة مخفضة فاجر البائع على الله وان كانت كذبة فالله موجود. وتشير ام محمد إلى أن هناك عدداً من المحلات تكتب سعر السلعة على القطعة المعلقة على واجهة المحل والتي لا تحتمل المبايعة. أما ام صالح فتخالف ام محمد الرأي فهي ترى أن هناك فعلا فرقاً بين السلع المباعة في محلات التخفيضات والمحلات الأخرى . وتقول :اشعر أن هناك فرقا بين سلع هذه المحلات ونفس السلع في محلات أخرى ، فلو ان الشخص أجهد نفسه قليلا وذهب ليسأل عن سعر هذه السلع في محلات أخرى لعرف الفرق بنفسه. [c1]جودة اقل[/c]أما احمد العرومي فيرى أن هذه التخفيضات هي لسلع اقل جودة وليس عليها الطلب .. ويقول: اعتقد أن هذه التخفيضات هي لسلع لا تتمتع بجودة عالية وقديمة . ويضيف :انا لدى عشرة أبناء منهم ست بنات استطيع شراء ثياب لهن من تلك المحلات ولكن ثياب الأولاد غير موجودة فيها . ويتابع العرومي ممازحا :اعتقد أن هذه المحلات تضع تخفيضاتها لاجتذاب النساء لمعرفتهم التامة بنهمهن وإقبالهن على شراء الألبسة المختلفة من تلك المحلات حتى وان كانت التخفيضات كذبة. [c1]ليت لنا نصيب[/c]محمد احد الشباب الذي وجدناه يتجول في السوق لشراء ما يناسبه في العيد قال تركت أسرتي تشتري من إحد المحلات التي كتبت على لوحتها القطعة بـ300 ريال وتمنيت أن تكون هناك ملابس لنا نحن الشباب فلا يوجد سوى ملابس نسائية أو ملابس أطفال أو تلك الفانلات التي تجدها عند المفرشين بمائة وخمسين ريالاً. ويتسأءل محمد لماذا لا توجد هذه التخفيضات إلا للملابس النسائية أو ملابس الأطفال ولا توجد لملابس الشباب ، فأسعار ملابس الشباب هذه الأيام أصبحت نار ، ولا نستطيع دفع تكاليفها وكل عام أصبح ينقص شيء من حاجيات العيد الخاصة بي. ويضيف : أتمنى من أصحاب تلك المحلات أن ينظروا ألينا بعين الرحمة وان تشمل تخفيضاتهم فئة الشباب التي أصبحت تمثل اكبر الفئات في مجتمعنا اليمني. [c1]تخفيضات مزعومة[/c]من جانبها تشير ام سامي إلى أن تلك التخفيضات واللافتات المعلقة على واجهات المحلات ما هي إلا عبارة عن دعاية فقط وليس هناك أي تخفيضات فعلية. وقالت: لقد جربت مثل هذه المحلات واكتشفت انه لا يوجد إي تخفيضات وأنهم يبيعون السلع التي كانت من السنة الماضية بتلك الأسعار حتى يتخلصون منها. وتتابع ام سامي :لو انك قارنت بين ما تبيعه تلك المحلات وما يبيعه المفرشون في أرصفة الأسواق لرأيت أنها متشابهة وليس هناك أي اختلاف بينها سوى ان ما مع المفرشين ارخص بقليل . كما ترى رفيقتها ام عمر أن تلك اللافتات هي فقط لجذب الناس وليس هناك أدنى تخفيض ، وتقول :لا اعلم أن كان أصحاب مثل هذه المحلات يخافون الله أم لا ، فهم بلافتاتهم هذه يلعبون بعقول الناس وبأعصابهم وبخاصة تلك الفئة التي تمتلك الكثير من الأبناء و ليس لديها ما يكفي للشراء. وتضيف :أنا لا أقول انه ليس هناك محلات فيها تخفيضات حقيقية ، فهناك محلات فيها تخفيضات كبيرة وغير معقولة حيث أن سعر القطعة الواحدة 300 ريال ، بينما يوجد محلات أخرى تعتمد على اللافتات فقط. [c1]التخفيضات فقط لميسوري الحال[/c]احد مالكي المحلات التجارية الخاصة ببيع الملابس ويدعى سميح أكد أن هذه التخفيضات توضع لميسوري الحال أو بمعنى أوضح للفقراء حتى يتمكنوا من تمضية العيد مثل أصحاب الدخل العالي . كما أكد أن السلع التي تباع في بعض محلات التخفيضات هي نفس السلع التي تباع في المحلات الأخرى والتي تكون فيها الأسعار غير معقولة ولا يستطيع تحملها كثير من المواطنين وخاصة أولئك الذين لديهم الكثير من الأبناء وليس لديهم الإمكانيات التي تؤهلهم شراء الثياب لكل أولادهم. ويبدي سميح استغرابه من بعض الناس الذين يشترون من عنده وبعد ان يستخدموا السلعة ولا يعلم كيف استخدمونها يعودون إليه ليقولوا أن هذه السلعة ليست جيدة وانه نصب عليهم. أما الخضر وهو صاحب إحد محلات التخفيضات يقول: لدينا محلان احدهم فيه تخفيضات خيالية ولدينا محل أخر يبيع بالسعر العادي وقد وضعنا هذا المحل حتى يتمكن الفقراء من اقتناء ملابس جديدة والاستمتاع بالعيد. ويضيف :غير أن جميع الناس يأتوا ألينا ويتركون المحل الأخر مما يعرضنا في بعض الأحيان للخسارة ، ولكن الاسوا أن يأتوا إليك بعد العيد ويقولون لك أن السلعة هذه كانت غير جيده ، وهؤلاء الناس تجدهم في كل موسم أكثر الزبائن الذين يشترون من عندك.
تخفيضات كسوة العيد .. حقيقة أم مجرد كلمة
أخبار متعلقة