العشوائية تغزو الساحة الغنائية
القاهرة /14أكتوبر/ وكالة الصحافة العربية:يبدو أن الملحنين الشباب قد وجدوا ضالتهم المنشودة ليس في المجال الذي بدأوا فيه مشوارهم الفني بل في مجال الغناء الذي أصبح قبلة الآن يؤمها العديد من هؤلاء الملحنين وعلى رأسهم مصطفى كامل وعصام كاريكا ومحمد رحيم .ولا شك أن التحول إلى الغناء كانت وراءه أسباب كثيرة منها بالطبع مزيد من الأضواء والشهرة ثم الأرصدة المالية والشيكات البنكية .. ليس هذا هو المهم ولكن السؤال الآن هل هذه الظاهرة صحية أم أن هذا التحول زاد من جوقة العزف النشاز التي يشهدها الوسط الغنائي في الفترة الأخيرة خصوصاً أن هذا الأمر لم يقتصر على الملحنين بل شمل أيضاً ممثلين ومؤلفين وكتابا..وهل هذا يسهم في الترويج للفن الهابط.الملحن حلمي بكر يؤكد أن اتجاه بعض الملحنين إلى الغناء هدفه ضمان مكان على الساحة فقط ، وليس مهماً أن يكون صوت هؤلاء مقبولاً عند الجمهور ، وبدون ذكر أسماء فإن اتجاه الملحنين إلي مجال الغناء أصبح ظاهرة غير صحية حيث أصبحنا نجد أصواتاً تثير الاشمئزاز ، وأصواتاً لا يمكن أن نسميها سوي أشباه أو أنصاف مطربين ، وبرأيي لا يوجد ملحن كامل أو مطرب كامل كلهم “ نص نص “ والموضوع من أوله لآخره ما هو إلا سبوبة وفوضي ، شبيهة بالعشوائية التي تملأ حياتنا اليومية.بينما يري الملحن حسن فكري أن الملحن الذي يملك موهبة الغناء فمن حقه أن يغني ، والعديد من الملحنين أثبتوا نجاحاً في هذا المجال ، والدليل إقامة حفلات ذات حضور جماهيري كبير ، وإذ ا عدنا إلى زمن الغناء الجميل لوجدنا كبار الملحنين مثل عبد الوهاب وسيد مكاوي ومحمد الموجي خاضوا تجربة الغناء وحققوا نجاحاً كبيرا.ويضيف : أعتقد أن الهدف الأساسي من خوض الملحن لمجال الغناء هو أضواء الشهرة ، لأن نجاح الأغنية في الغالب ينسب للمطرب ، رغم أن الملحن هو صاحب الفضل في ذلك ، وفي النهاية الملحن بشر وهو بحاجة إلى أضواء الشهرة والفلوس أيضاً.ويري الملحن رضا رجب أن اتجاه الملحنين الشباب إلى الغناء دليل علي أنهم لا يتمتعون بأية خلفية ثقافية أو هوية محددة ، ويري أنهم حرامية ، يقومون بسرقة الألحان القديمة ثم يعيدونها في شكل جديد ، وهذا يتسبب في فساد الذوق العام صدقوا أنفسهم واعتقدوا أنهم مطربون بجد ، وهم في الأصل يبحثون عن الفلوس والشهرة .وأشار رجب إلى أن “ المشرحة لا ينقصها قتلي “ في إشارة إلى كثرة عدد المطربين بالدرجة التي أصبح هناك مطرب لكل مواطن .[c1]موهبة الغناء[/c]ويؤكد منير الوسيمي نقيب الموسيقيين أن من حق أي إنسان أن يغني طالما يمتلك موهبة الغناء ، وبالتالي من حق الملحن الذي يمتلك موهبة الصوت أن ينقل نفسه من شعبة التلحين إل شعبة الغناء ، لكن بعد اجتيازه الاختبار المحدد في النقابة ، ويري الوسيمي أنه لا يصح أن ننقل أي ملحن إلى شعبة الغناء فقط لأنه يري أن صوته جميل .وأوضح مصطفى كامل وهو ملحن ومطرب وشاعر أنه دخل مجال الغناء بالصدفة ، وأنه خاض هذه التجربة بهدف تحقيق نوع من الشهرة له كشاعر وليس كمطرب ، وأنه يؤمن بأن الغناء أضاف له الكثير من الشهرة ، وأشار إلى أنه خضع لاختيار النقابة على يد الراحل حسن أبو السعود وحلمي بكر وعفاف راضي ووافقوا على خوضه تجربة الغناء. ويضيف أمير طعيمة : الملحنون الذين اخترقوا مجال الغناء ومنهم مصطفى كامل وعمر مصطفى وتامر عاشور ووليد سعد رحيم ، وأخيراً رامي جمال ، فإن وجهة نظري أن الملحن هو أقدر الشأن على توصيل ألحانه وإحساسه للجمهور ، وليس هناك ما يمنع أن يقوم الملحن بالغناء إذا كان لديه الصوت الحلو والإمكانيات الأخرى مثل الشكل والأداء، وأكيد الملحن عنده خبرة بالغناء أكثر من أي شخص آخر ، ويوجد كثير من الملحنين الذين يتمتعون بصوت حسن ولهم شخصية وقبول عند الجمهور .ومن وجهة نظري أن اقتحام الملحنين لمجال الغناء ليس بجديد ، فهو شيء قديم ، والمثال على ذلك محمد فوزي وعبد الوهاب وفريد الأطرش ، وهذا وضع طبيعي جداً وطموح للوصول والتواجد مع الجمهور ، ومن حق أي إنسان خوض أي تجربة وفي النهاية هو الذي يحصد ثمارها سواء كانت نجاحاً أو فشلاً ومواصفات المطرب الناجح تكمن في موهبته الصوتية بالإضافة إلى الشكل الجيد والأداء الرائع .وعن تجربته مع الغناء قال الملحن رامي صبري : بالفعل بدأت كملحن ثم اتجهت للغناء لأنني وجدت لدّي كل إمكانيات المطرب المتميز مثل الصوت والأداء ، وأيضاً أنا ملحن فاهم موسيقى جيداً .. ويضيف رامي أنه يحب الغناء ويحس بأنه عمل قريب جداً إلى قلبه ويهتم دائماً بإضافة كل جديد في ألبوماته الغنائية .وعندما واجهنا الملحن والمطرب “ محمد رحيم “ برأيه في اتجاهه إلى مجال الغناء قال : الملحن هو الذي يصنع الأغنية وهو الذي يمتلك أداة الصنعة ، ولا أعتقد أن أي ملحن فشل في مجال التلحين يتركه ويلجأ إلى مجال الغناء ، بل أعتقد أن أي ملحن نجح بجدارة في التلحين وأثبت النجاح المطلوب فإنه يفضل أن يواصل هذا النجاح في مجال الغناء.وعن كيفية خضوعه لاختبارات المطربين قال : أنا حاصل على بكالوريوس تربية موسيقية ، وأعمل في مجال الموسيقي منذ “ 15 عاماً “ وأقوم بتقييم الأصوات ، فكيف أخوض هذا الاختبار ؟ وإذا طلب مني ذلك فلن أدخل أي لجنة اختبارات .