الحياة كلمة جميلة يسمعها كل إنسان ويعيشها بكل مصاعبها وأفراحها ويتعلم من خلالها كيفية التعايش مع بعض المشاكل وكيفية إيجاد حلول لغيرها ومن هذا المنطلق ترى أن العالم بكل التطورات التي لحقت به في كل مجالات الحياة والتي شكلت ثورة كبيرة ونوعية جعلت الإنسان يرتفع مقاماً ويؤمن بقدراته ويتحدى الكون عن طريق المعرفة وإيجاد الحلول والإجابات لكثير من الأسئلة والتي كانت في السابق غموضاً وخطاً احمر بالعريض لا يمكن إيجاد الإجابة لها. ولكن رغم كل هذه التطورات تجد أن الشمس ما زلت لا تسطع في عالم بعض من الناس لأنهم لا يعرفون كيف يكون شكل الضوء وماذا تعني الشمس وكيف شكلها فهم فقدوا قدرة النظر منذ الطفولة أو ولدوا مكفوفين فتعالوا اليوم إلى عالمي أنا لتعرف ماذا يعني أن تفقد بصرك وتحاول السير باحثا عن نور الأمل.ولدت طفلاً بصحة وعافية تم أصبت بمرض الحصبة وأنا في الخامسة من عمري أدى هذا المرض إلى فقداني نظري والتحقت وأنا عمري ست سنوات في معهد نور( للمكفوفين) في عدن تم سافرت إلى الكويت وأكملت دراستي هناك وتخرجت من الثانوية العامة في بلاد الغربة بعيدا عن وطني ورجعت إلى اليمن بعد التخرج، والتحقت في عدن بكلية الحقوق ثلاث سنوات ولكن للأسف لم استطع أن أكمل دراستي بسبب الصعوبات التي تلقيتها كوني كفيفا واضطريت أن ترك الدراسة مجبرا. تم أتاحت لي فرصة للسفر إلى القاهرة وتحصلت على دبلوم تربية خاصة (شعبات بصريات) للمكفوفين وتخرجت بتقدير جيد جيدا تم عودت إلى وطني سعيدا بهذا الانجاز. وبالرغم من تخصصي والذي تعلمت فيه أشياء كثيرة والتي تعتبر من التخصصات ألنادرة في اليمن والتي بحاجة لها في معهد نور للمكفوفين في عدن،ولكن للأسف لم استطع والى ألان أن أجد اعمل في مجال تخصصي وبقيت 12 ستة من غير وظيفة متعاقد استلم سبعة آلاف ريال في معهد المكفوفين مدرس لغة عربية وبالرغم إني تلقيت دراسة خاصة أيضا في معهد الفنون الجميلة وتمكنت من العزف على عدد كبير من الأدوات الموسيقية متحديا العالم بقدراتي الجديدة والتي حولت إلى واقع جميل استطعت فيها ترجمته عن طريق فرقة نور والتي أسست في المعهد وتقوم بنشاط رائع من قبل المكفوفين فكل أعضاء هذه الفرقة كفيفون ويشاركون في نشاطات مختلفة وعديدة.
حفر خطيرة تقف امام المكفوف
وهذا الشهر يعتبر شهر جيد لان أخيرا ارتفع راتبي من( سبعة إلف) إلى ( 13 ألف )علما إني قد كونت أسرة وزوجتي مكفوفة أيضا ولكن كانت هدية الله لنا أن أطفالنا الثلاثة مبصرين والحمد لله على هذه النعمة. فهل تستطيعون تصور كيفية العيش في الظروف الحالية ومتطلبات الحياة المعيشية اليومية من أكل وشرب وخدمات صحية وتعليمية ومواصلات ولكن بالرغم من الصعوبات هذه كلها قررنا تحدي الصعاب وأسسنا جمعية رعاية تأهيل المكفوفين في عدن والذي كان مقرها السابق في شارع الصعيدي بقرب مسجد هائل في المعلا إلى مديرية خور مكسر حي (السعادة) خلف فندق المطار من اجل أن نكون معا وندعم بعض في ظل هذه الظروف لمساعدة بعضنا في تعلم وتعليم العديد من المهارات وتلقي الدورات التدريبية والاستفادة من أوقات الفراغ في شي مفيد والخروج من عزلة الوحدة إلى عالم النور الحقيقي حيث يستطيع كل مكفوف يرى الدعم المعنوي والمادي حقيقة وليست حلم معا دائما يد بيد، فهنا العديد من المكفوفين يعانوا بسبب عدم توظيفهم ولا اعرف أين هي حقيقية 5 % التي خصصت لنا، ومن يتم توظيفهم بدلا منا وأين دور الرقابة في إعطاء هذه النسب لأصحابها أم نحن فئة لا تستحق أن تتوظف في اليمن اليس من مصلحة اليمن أن لا نكون عالة على المجتمع أما هناك سياسية أخرى لا نفهمها نحن المكفوفين، ومن جانب أخر ترى أن الكفيف في اليمن يعاني كثير من المشاكل وبالذات إذا أردا مكفوف عبور الشارع أو السؤال عن مكان أو موقع معين فهناك من يتعاملوا مع المكفوف بعدم وعي مثلا في جذب المكفوف من قميصه ليساعده أو أخذه من العصا بطريقة عشوائية قد تسبب في إسقاط المكفوف أو إتلاف العصا. لدى أطالب من وسائل الإعلام أن تهتم بهذا الجانب التوعوي في نشر العملية التوعوية بين صفوف المواطنين والطلاب في المدارس والمعاهد والجامعات لمعرفة كيفية التعامل مع ذو أصحاب الإعاقة عن طريق إظهار بعض من المشاهد على شكل إرشادات وتوجيهات توعوية ولافتات على الشوارع يكتب فيها مثلا هناك حفر في الشارع فهذا إهمال واضح ويتعرض العديد من المكفوفين للسقوط في هذه الحفر، لعدم وجود حواجز خاصة كان لابد أن تضع حول كل حفرة جديدة حفرت لأي سبب أن كان فلا تنسوا أن هنا في محافظة عدن يوجد مكفوفين وعليكم توفير السلام والأمن لهم.