فلسطين / وكالات:أفادت مصادر أمنية فلسطينية أن مسلحين ملثمين فجروا صالة لشرب الخمور في ناد تابع للأمم المتحدة بمدينة غزة في وقت مبكر من صباح امس بعد اقتحامهم له, وذلك بعد ساعات قليلة من تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بفرض النظام والقانون.وقال مسؤولون فلسطينيون إن الزائرين غادروا النادي قبل وقوع الحادث وقبيل أن يكبل المسلحون حارس الأمن ويضعون متفجرات بالصالة أطاحت بالنوافذ ودمرت السقف وقالت الشرطة الفلسطينية إن الحادث لم يسفر عن أية إصابات.وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية في وقت سابق استشهاد مواطنين وإصابة ثالث بنيران مدفعية الاحتلال الإسرائيلي شمالي قطاع غزة أمس, بعد مزاعم بإطلاق نشطاء صاروخا اتجاه إسرائيل. وقالت المصادر إن الشهيدين من عائلة حمدونة في بلدة بيت لاهيا.وزعمت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات المرابطة قرب الحدود أطلقت القذائف على الناشطين الفلسطينيين بعد أن نصبوا صاروخا واستعدوا لإطلاقه اتجاه إسرائيل.وتأتي هذه التطورات بعد أن تعهد الرئيس عباس بفرض النظام والقانون, معتبرا الانفلات الأمني وتحدي سلطة القانون يشكلان تهديدا لما أسماه المشروع الوطني بأكمله.وقال عباس في كلمة له بمناسبة العام الجديد إن "ما يقع بين فترة وأخرى يضر بمصداقيتنا الدولية ويقوي حجة إسرائيل في تعطيل السلام وعدم الانسحاب".من جهة أخرى أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها لن تسمح لإسرائيل بإعادة احتلال الأراضي الفلسطينية المحررة, معتبرة إقامة منطقة عازلة في القطاع بمثابة انتهاك لتلك الأراضي.وتوعدت الكتائب في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه بأن "يدفع الإسرائيليون ثمن الجرائم التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين طوال فترة التهدئة التي انقضت مع نهاية 2005".من جانبها أعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح عدم التزامها بالهدنة مع إسرائيل, وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن التصعيد الأخير في قطاع غزة والضفة الغربية، وما سمته المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها أن فترة التهدئة تنتهي رسميا بحلول منتصف ليلة 31 ديسمبر مؤكدة أن أي تجديد للتهدئة يجب أن يسبقه التزام إسرائيلي بالمطالب الفلسطينية.وجاءت هذه التطورات بعدما غادر البريطانيون الثلاثة المختطفون غزة السبت عقب الإفراج عنهم, وأعلنت أسرة الرهينة البريطانية كيت بيرتون أن كيت ستبقى في المنطقة، ولن تسافر مع والديها إلى بريطانيا. وكان مسلحون ينتمون لجماعة غير معروفة اسمها "سرايا المجاهدين"، قد أكدوا أنهم أطلقوا سراح الرهائن دلالة على حسن نيتهم، لكنهم هددوا بخطف مراقبين أوروبيين ممن سيشرفون على الانتخابات التشريعية إذا لم تستجب بريطانيا والاتحاد الأوروبي لمطالبهم بالضغط على إسرائيل لإلغاء المنطقة العازلة التي أقامتها بشمال قطاع غزة. وفي ملف الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 25 يناير الجاري اقترح ثمانية من قيادة حركة فتح تأجيلها إلى وقت لاحق.وفي رسالة وجهها القادة ومن أبرزهم رئيس الوزراء أحمد قريع ونائبه نبيل شعث للرئيس عباس- برروا طلبهم التأجيل بعدم تعهد إسرائيل بالسماح للناخبين في القدس الشرقية بالتصويت, إضافة إلى تدهور الوضع الأمني الداخلي.وتزامن ذلك مع إعلان مرشحي حركة فتح للانتخابات التشريعية عن دائرة القدس، انسحابهم بشكل جماعي من الترشح للانتخابات المقرر إجراؤها الشهر المقبل وبرر المرشحون قرارهم في اجتماع امتد حتى ساعة متأخرة من الليل باشتراط إسرائيل إجراء الانتخابات في مراكز البريد والضواحي البعيدة، وليس في مراكز اقتراع بقلب المدينة. وفي سياق متصل قالت الإذاعة الإسرائيلية إن الحكومة تدرس إمكانية تصاعد نفوذ حماس داخل السلطة الفلسطينية بعد انتهاء الانتخابات.وحسب الإذاعة فإنه من المقرر أن يبدأ دوف فيسغلاس المستشار الرئيسي لرئيس الوزراء أرييل شارون الأحد سلسلة مشاورات مع قادة سياسيين وأمنيين إسرائيليين بينهم ممثلون لوزارتي الدفاع والداخلية وجهاز الأمن الداخلي بهدف تحديد موقف إسرائيل حيال مشاركة حماس في السلطة التشريعية الفلسطينية.بالمقابل جدد سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس تأكيد مشاركة حركته في الانتخابات القادمة, مشددا على أن المشاركة ستتم على أساس برنامج سياسي مع التمسك بالمقاومة, وليس عبر مشروع أوسلو.وأضاف أبو زهري في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية القطرية أنه لا يوجد تعارض بين حق المقاومة والعمل السياسي, مؤكدا أن المقاومة مرتبطة بوجود الاحتلال الإسرائيلي.وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد أكد الجمعة تصميم الحركة على خوض الانتخابات، مشددا على أن الحركة ستجمع بين السياسة والفكر ومقاومة الاحتلال.