عدد من مناضلي ملحمة السبعين يوما يتحدثون لـ « 14 أكتوير » عن بطولاتهم
لقاءات / ذو يزن مخشف:يعتقد بعض الرجال المؤرخين للتاريخ أنه من الصعب الحديث عن بعض الأحداث وتسجيلها بعينها كما هي ملتزمة لكن في موضوعنا “ملحمة السبعين يوما” يختلف الأمر فرغم مرور أربعين عاما على هذه الحادثة إلا أن أمر تسجيل تلك الأحداث والأشخاص يتضح أنه دقيق ومازال محفورا في الذاكرة لا تلغيه أية قدرة لأنه قد عايش تلك الأيام بدافع قوي حتى عامل الزمن وتأثير السنوات الطويلة على هذا الحدث لم يتكفل بأن يزيل أو يشوش الكثير من التاريخ طالما أنه صامد في الذاكرة.ذلك ما تظهره الأحاديث مع رجال صنعوا ملحمة السبعين يوما الذين دحروا المرتزقة والملكية إلى غير رجعة وهم رجال كانوا من مختلف أبناء اليمن الذي كان في ذاك الزمن مشتتا إلا أنهم قد أدركوا أن هذا الحدث سيبقي النظام الجمهوري متأصلا في الدولة اليمنية ليحقق الوحدة بعد سنوات من النضال. [c1]جبهة الأزرقين(مقاومة شعبية) :[/c]يتحدث إلى “14أكتوبر” المناضل العميد احمد علي حسين عن دوره في ملحمة السبعين يوما ضمن قوات الجيش فيقول”كنت في موقع الأزرقين وهو أبعد موقع عن صنعاء، فحركة السبعين حركة وطنية شارك فيها كل أبناء الوطن شمالا وجنوبا شرقا وغربا ومن كل فئات الشعب وكانت تعتبر من المعارك المقدسة ولولا هذا التحالف الوطني الواسع والكبير لما حققنا الانتصار”. ثم يستدرك هذا المناضل القول “عند استشهاد الزميل احمد عبد الوهاب الانسي قائد نقطة الأزرقين تحملت المسؤولية مكانه كقائد فرقة الموقع في 20/يناير /1968م وتحملت عبء القيادة وقمت بالهجمات المضادة والدفاع بالتعاون مع المواقع المجاورة حتى تم فك الحصار في مارس، فقبل نهاية مارس قمنا بمهاجمة موقع الملكيين بالتعاون مع الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر ومجاهد أبو شوارب القادمين من عمران حتى فكينا طريق صنعاء - صعدة وهنا انتهت العمليات العسكرية في مواقع همدان.. لقد كان القتال مع الملكيين مستمراً وكنا مدعومين من قبل المقاومة الشعبية من الطلاب والعمال والتجار ومن كل فئات المجتمع اليمني الكل أسهم في فك الحصار ولكن ينبغي التأكيد أيضا على الدور الرئيسي الذي تحملته القوات المسلحة والأمن في ملحمة السبعين”.[c1]رموز جبهة التحرير :[/c]أما المناضل محمد سليمان يحيى فيتحدث في لقائه القصير مع الصحيفة أمس على هامش الندوة التي شارك فيها ضمن مجموعة كبيرة من رموز ورجال جبهة التحرير القادمة من المحافظات الجنوبية قائلا”نحن من جبهة التحرير والتنظيم الشعبي كنا في عدن ثم تحركنا إلى تعز وكان لنا قيادة هناك والقائد هو سالم اسلم حيث دعونا إلى هناك تمهيدا إلى الانتقال إلى نقيل جبل يسلح(مكان على مشارف صنعاء) بعد أن اجتمعوا بنا في تعز فاتجهنا إلى محافظة اب وهناك تحركت القبائل كل مجموعة إلى جهة حيث تحركنا نحن إلى نقيل يسلح وكل واحد منا يحمل سلاحه الشخصي فعند وصولنا إلى النقيل واجهتنا الأسلحة ولا حضنا الضرب علينا من كل جانب”.ويسترجع المناضل يحي “أنه كان ضمن المقاومة الشعبية عند جبل نقيل يسلح حيث كان لديه سلاح آلي نوع شميزر وأخذ يواجه المرتزقة وأعوانهم هناك حيث المواجهات هناك لم تهدأ إلا بعدما تم فتح الطريق من جبل نقيل يسلح بعد سقوط الكثير من الشهداء”.بدوره يتحدث لـ”14أكتوبر” المناضل عبدالله صالح الجعشني الذي كان قائد سرية في قوات لواء النصر في محافظة البيضاء ليقول”لقد أديب واجبا كبيرا في تلك المعركة التي وقعت في منطقة السوادية،إذ كنت ضمن قيادات تلك المعركة التي أثبتت صلابة وقوة السرية وتحمل المخاطر أثناء العمليات الحربية على جبهة لواء البيضاء..أتذكر جيدا أني كنت الرجل أو المندوب الذي قام بإيصال معدات أسلحة إلى جبهة القتال.. في مرة أوصلت 15 ألف طلقة جرمل وعشرين صندوق ذخيره تشيكي و عشرين صندوق ذخيرة سلاح شميزر وأربعين صندوق قنابل يدوية وأثنى عشر صندوق قنابل دفاعية وهجومية. وكان هذا الأمر في غاية الصعوبة أولا لنظر حجم الكمية وثانيا لسبب الحصار لكن إرادة سبحانه وتعالى وفرت لنا الغطاء الساتر وقمنا بواجبنا ومهمتنا على أكمل وجه حيث دفعت زملائي لمواجهة العدو وحققنا الانتصار العظيم”.[c1]رسوخ الأنصار وصنعاء تحت الحصار :[/c]هذا العنوان جاء به المناضل حمود محمد بيدر في ورقته التي قدمها إلى ندوة توثيق الثورة اليمنية خلال جلستها أمس الاثنين حيث تناول المذكور في معرض حديثه أنه “في أول نوفمبر1967 وصلنا إلى مدينة الحديدة على الطائرة القادمة من القاهرة ومعنا القاضي عبدالرحمن الارياني والأستاذ محسن العيني وعدد من أعضاء الحكومة المعتقلة وعدد من القادة السياسيين والعسكريين الذين أجبروا على البقاء في القاهرة ودمشق وبيروت”.وتطرق المناضل بيدر إلى إعلان إذاعة صنعاء بعد منتصف الليل لأنباء إقالة المشير عبدالله السلال من منصبه ويقول”اتصلت بالملحق العسكري الروسي العقيد نزاروف وطلبت مقابلته في سكنه بقاع العلفي ووافق فتحركت إلى منزل الملحق العسكري الروسي ومعي الأخ يحيى المتوكل والطيار محمد الديليم كونهما درسا في روسيا ويجدان هذه اللغة وفي منزل الملحق الروسي وجدنا في انتظارنا السفير الروسي كذلك رحما نوف وكان حديثنا مركزنا على نقطتين هامتين هما أن الحركة كانت ضرورية وحتمية لإنقاذ الثورة والجمهورية اليمنية من الانهيار وأن قيادة الحركة على رأسها القائم بأعمال رئاسة الجمهورية المناضل القاضي عبدالرحمن الارياني، وأنه لا تغيير في السياسة اليمنية الخارجية وإن اليمن تمر بمرحلة صعبة ومعقدة كون حليف اليمن(مصر) قد أنسحب كليا من اليمن على أثر نكسة يونيو التي سببها احتلال إسرائيلي للأراضي العربية في سيناء والضفة الغربية والجولان وغزة بينما كان حليف عدونا من القوى الظلامية والرجعية الأمامية والمرتزقة الأجانب الدوليين قدم لهم كل الدعم والمساندة من إسقاط النظام الجمهوري”.وعن النقطة الثانية في حوار المناضل بيدر ومن معه لسفير الروسي والملحق العسكري حسب ما جاء في الورقة “إننا كحركة تحرر وطني حاربنا الرجعية والاستعمار في وقت واحد ولن نسمح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء وكما وقف الاتحاد السوفيتي مع حركات التحرر الوطني في العالم ومع العالم العربي في نضاله العادل ضد الاستعمار والصهيونية ومع الثورة اليمنية منذ اندلاعها فإن بلادنا اليوم في أشد الحاجة إلى المساعدة العسكرية السوفيتية فيما يخص مجال تشكيل القوة الجوية وإمداد الأسلحة والذخائر المختلفة”.وتشير المعلومات التي كتبها المناضل بيدر في ورقة عمله إلى أنه في 7نوفمبر عام1967 بدأت طلائع الجسر الجوي السوفيتي تصل تباعا إلى مطار الرحبة الدولي وهي محملة بمختلف المعدات العسكرية ومنها وصول طائرات ميج 17مقاتلة وطائرات اليوشن 28قاذفة مع بنزين الطائرات والزيوت والأسلحة والذخيرة اللازمة..في هذه الأثناء ارتفعت معنويات جنودنا في مختلف المواقع وبدأت تقوم بالإغارة على مواقع المرتزقة الأجانب والملكيين وغنمت الكثير من معدات العدو وأسرت الكثير من أفرادهم.في 17نوفمبر تعرض مطار صنعاء الدولي(الرحبة سابقا) للضرب من قبل المرتزقة والملكيين من جهة مرتفعات بني حشيش بقيادة قاسم منصر فقررت القيادة السياسية نقل الطائرات من مطار الرحبة إلى الحديدة واستقبال المعونات العسكرية في مطار الحديدة.كما تمكن المرتزقة والملكيون من قطع طريق صنعاء - تعز من جهة نقيل يسلح وبدأ الضرب المدفعي يقترب من مدينة صنعاء من جهة جبل حروة وضفار عيبان.وتطرق ورقة بيدر الى المجهود والاستبسال الذي قدمه المناضلون من أبناء جنوب اليمن فقد أوضح أنه بعد جلاء المستعمر البريطاني عن الأراضي اليمنية في الجنوب وعقب قيام حركة 5 نوفمبر ركزت القيادة العسكرية والشعبية الجديدة على وضع تصورات إيجابية تقود البلاد الى الصمود والانتصار على العدو من خلال الخطوات التالية”العمل على تحقيق وحدة كل القوى الوطنية والتقدمية والجمهورية، الاعتماد على النفس من خلال العمل على تحقيق ذاتية الثورة اليمنية والاعتماد على الجماهير، العمل على تشكيل المقاومة الشعبية في صنعاء وفي مختلف المدن اليمنية، الإسراع بتشكيل القوة الجوية،إعادة توزيع القوات المتواجدة بصنعاء، تشكيل قوة ضاربة من القوات المسلحة والقوات الشعبية من محافظة البيضاء.. تجمعت تلك القوة في محافظة الحديدة وتحركت باتجاه صنعاء وقدم لها الدعم والمساندة من قبل رئيس المجلس الجمهوري القاضي الارياني..حققت تلك القوة انتصارات متتالية منها تدمير مواقع المرتزقة في الحيمة وبني مطر والاستيلاء على أسلحتهم وأسر الكثير منهم حتى وصلت الحملة إلى متنة بفضل عزيمة الرجال، تم توالت الانتصارات ليتحقق النصر الكبير بدحر مجاميع المرتزقة والمتواطئين معهم عن صنعاء وفك الحصار”.