الرئيسان علي عبدالله صالح وعلي ناصر محمد في تعز 1980م
في الفترة 1 - 2 / 9 / 1980م التقى في مدينة تعز الأخوان العقيد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة في الشطر الشمالي من الوطن وعلي ناصر محمد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء في الشطر الجنوبي من الوطن في إطار اللقاءات من أجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وبحث الخطوات التي أنجزت وتذليل الصعوبات التي رافقت العمل الوحدوي.وصدر عن القمة البيان الصحفي التالي:التقى الأخوان العقيد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة في الشطر الشمالي من الوطن وعلي ناصر محمد الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى رئيس مجلس الوزراء في الشطر الجنوبي في مدينة تعز يومي الأول والثاني من شهر سبتمبر 1980م، وخلال هذا اللقاء الذي تم في جو ودي مفعم بالإخلاص والتفاني لقضية الشعب اليمني ولأهدافه الوطنية الثورية استعرضا النتائج التي تمخضت عن اللقاءات السابقة في صنعاء وعدن، وذلك لتدارس الخطوات التي تتخذ على طريق إعادة وحدة الوطن وما أنجزته اللجان على هذا الطريق العظيم، وما تم بصدد التنسيق الاقتصادي والتبادل التجاري وتشجيع حركة السياحة والنقل البري والبحري بين شطري الوطن باعتبار ذلك يشكل خطوة مهمة وضرورية لا تخدم مصالح الشعب اليمني الواحد وتطوره فحسب، ولكنها أيضاً توفر أجواء وظروفاً جديدة تسهم في تعزيز قدراتنا للسير في طريق إعادة توحيد الوطن عن طريق تطور الشعب وازدهاره ورخائه.ودعا الرئيسان إلى بذل جهود متزايدة من اجل الإسراع في استكمال المهمات والواجبات التي أنيطت بلجان الوحدة استناداً إلى ما نصت عليه اتفاقية ((القاهرة)) وبيان ((طرابلس)) والبيانات المشتركة اللاحقة والصادرة عن قيادتي الشطرين ومن اجل ضمان متابعة تنفيذ ما اتفق عليه بين قيادتي الشطرين وتعبئة وتنظيم الجهود المخلصة باتجاه تحقيق أنبل وأسمى أهداف الجماهير اليمنية في إعادة توحيد وطنها واتفق الرئيسان على استمرار اللقاءات وتذليل أية مصاعب قد تنشأ في طريق تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وتشجيعاً منهما للاتصالات بين أبناء الشعب اليمني الواحد في شطري الوطن أكد الرئيسان دعمهما لكافة النشاطات الوحدوية والتعاون المتبادل بين كافة المؤسسات الشعبية والمهنية والمنظمات الجماهيرية، وضرورة تبادل الزيارات للفرق الرياضية والفنية وتنفيذ اتفاقية التعاون والتنسيق في مجال الثقافة والإعلام بين الشطرين.وعبرا عن تقديرهما للانجازات التي تمت بين الشطرين على طريق النهوض بالمجتمع اليمني بما يحقق طموحاته في إعادة وحدة التراب والشعب اليمني.وعند استعراضهما لتطورات الوضع السياسي في هذه المنطقة التي تحتل اليمن بشطريها موقعاً رئيسياً مهماً في خارطتها الجغرافية، أعربا عن عزمهما الراسخ على مواصلة نشاطهما السلمي في علاقات الشطرين الخارجية مع دول المنطقة تجسيداً لالتزامهما بمبادئ ومواثيق الأمم المتحدة والجامعة العربية وبمبادئ حركة عدم الانحياز والتعايش السلمي بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة.وتعبيراً عن إدراكهما لأهمية الأمن والاستقرار في تطور وتقدم الشعوب فقد عبر الرئيسان عن قلقهما البالغ من التواجد العسكري الأجنبي بالمنطقة، الذي اخذ أشكالاً متعددة يهدد امن دول وشعوب المنطقة واستقرارها، وفي الوقت الذي يؤكد فيه الرئيسان أهمية جعل منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي والمحيط الهندي والخليج العربي منطقة امن وسلام فإنهما يؤكدان ضرورة حشد وتجنيد كل الطاقات العربية لمعركة المصير العربي ضد الاستعمار والصهيونية من اجل انتصار كافة أهداف الثورة الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب العربي الفلسطيني.كما أكدا مواقفهما الثابتة في إدانة اتفاقيات ((كامب ديفيد)) لما تمثله من إهدار للحق العربي وحقوق الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.ويرى الرئيسان ان الظروف الراهنة التي تواجه امتنا العربية تستوجب جمع الشمل والتغلب على الخلافات وتنقية الأجواء، وحشد كل الإمكانات والطاقات وتسخيرها لخدمة معركة الأمة العربية مع أعدائها الحقيقيين.. ويعتبران ان لقاءهما هذا يشكل خطوة مهمة وتقدماً ايجابياً على الطريق التي تسعى إليها جماهير شعبنا في الشطرين، في طريق إعادة وحدة الوطن اليمن التي هي الغاية والهدف من كل مساعينا وكل لقاءاتنا التي ستسهم في دعم الاستقرار والأمن في المنطقة.