بي بي سي / متابعات :ضرب زلزال بلغت قوته 7.3 درجات على مقياس ريختر هاييتي الليلة قبل الماضية فانهارت المباني في العاصمة بورت اوبرنس ودفن العديد من السكان تحت الأنقاض وسقط كثيرون بين قتيل وجريح بينما أسرع آخرون استبد بهم الهلع إلى الشوارع. وأعلن سفير هاييتي لدى واشنطن ريموند السيدي جوزيف لشبكة (سي إن إن) أن قصر الرئاسة كان من بين المباني التي تضررت مضيفا أن بلده يواجه كارثة عظيمة. وقال خبراء إن مركز الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات فقط الأمر الذي ساعد على الأرجح في تضخيم الدمار، مشيرين إلى أنه لم يقع زلزال بهذه القوة في هاييتي منذ أكثر من 200 عام. وأعلنت مصادر إعلامية أن أبنية حكومية عدة انهارت نتيجة الزلزال القوي، من بينها القصر الرئاسي ووزارات المالية والأشغال العامة والاتصالات والثقافة وقصر العدل، ومباني البرلمان وكاتدرائية بورت اوبرنس، إضافة إلى مقر الأمم المتحدة في العاصمة الهاييتية، ومكاتب البنك الدولي. وقال رئيس بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الن ليروي: إنه في الوقت الراهن لا يزال عدد كبير من الموظفين في عداد المفقودين، وأوضح أن مقر بعثة الاستقرار التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الهاييتية أصيب بخسائر مادية جسيمة كغيره من مقرات الأمم المتحدة، مضيفا: إن الاتصالات مع الأمم المتحدة على الأرض تعطلت بشكل كبير بعد تدمير شبكات الاتصال بسبب الزلزال. وقال موظف محلي في البعثة إن القسم الأكبر من المقر العام لبعثة الاستقرار التابعة للأمم المتحدة في هاييتي انهار وهناك العديد من الأشخاص تحت الأنقاض بين قتلى وجرحى. وأوضح مصدر آخر أن العاصمة كلها يعمها الظلام وآلاف من الناس يجلسون في الشوارع ولا يجدون مكاناً يذهبون إليه مضيفاً إنه لم ير في ضاحية بيتونفيل أثراً للشرطة أو مركبات الإنقاذ، وقال: إنه رأى سبعة مبان أو ثمانية من المباني الإدارية إضافة إلى الفنادق والمراكز التجارية قد انهارت لافتاً إلى أن القول إن هناك مئات الإصابات تهوين من حجم الكارثة. من جهته أعلن مسؤول في الأمم المتحدة أن عدداً كبيراً من موظفي المنظمة الدولية في هاييتي هم في عداد المفقودين مشيراً إلى أن الزلزال العنيف أوقع خسائر مادية جسيمة في مقر بعثة الاستقرار التابعة للأمم المتحدة في البلاد. وأعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن خشيته من مقتل المئات نتيجة الزلزال مؤكداً ضرورة بذل جهود إغاثة كبيرة، وقال: إن الكارثة التي تشكل مأساة لهاييتي وللأمم المتحدة ستتطلب جهود إغاثة ضخمة مشيرا إلى انه سيتوجه إلى موقع الكارثة في أسرع وقت ممكن بينما أعلنت الأمم المتحدة أنها ستطلق نداء عالميا من اجل مساعدة المنكوبين. وقال رينيه بريفال رئيس هاييتي لصحيفة ميامي هيرالد في أول مقابلة إعلامية له منذ الزلزال: انه يخشى أن يكون الآلاف قد قتلوا في الزلزال واصفاً المشهد في العاصمة بورت أو برانس بأنه لا يمكن تخيله. وفي جنيف قال جان لوك مارتيناج الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر اثر اجتماع طارئ: إن هذه الكارثة التي قد تكون أودت بحياة الآلاف تتطلب مساعدة دولية كبيرة موضحا أن الصليب الأحمر يستعد لتقديم المساعدة إلى ثلاثة ملايين شخص على الأكثر استنادا إلى عدد السكان في المنطقة المنكوبة وأكد أن نداء لجمع أموال سيطلق نهار اليوم. وقال ألين لو روي رئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في هاييتي إن جثث خمسة موظفين انتشلت من بين أنقاض مقر الأمم المتحدة الذي انهار في الزلزال وأضاف: إنه جرى انتشال أقل من عشرة أشخاص بين قتلى وأحياء من بين الأنقاض التي لا يزال كثيرون تحتها.