نماذج من البسطاء في خدمة الناس:
قضى 26 سنة من عمره في قريته بمحافظة ذمار ، وكانت حياته لا تروق له .. فقرر الرحيل .. إلى مدينة الأحلام.. تلك المدينة التي يقضي فيها حياته اليوم .. ستون عاماً مرت من عمره وهو فيها .. (48) سنة منها في المعلا.. في شارع بصير في إحدى الزوايا أو (الزغاطيط) المؤدية إلى شارع البحتري الشهير..حياته في (مخزن ودارة) هي كل حطام الدنيا ..( صندقه ) صغيرة لكنها كبيرة كبيرة .. كبيرة بعمرها .. بتعامل الأطفال معها والناس الآخرين .. إنها إرث الشارع والرجل البسيط .. ذلك (الأثري) فعلاً .. فهو في هذا (الزغط) 48 سنة من عمره في عدن .. التي دخلها عام 1934م .. قبل نشوء السعودية كمملكة في الجزيرة العربية عام 1936م!هو علي إسماعيل الشهير((الزبيدي)) بضاعته حلويات ونعنع ومكسرات للأطفال- مليم- أبو عود فوفل بسكت ، وسجائر أيضاً للزبائن من الرجال حياته كلها للأطفال.. ولم نعرف عنه إلا الأخلاق الطيبة والسيرة المؤدبة بشوش خلوق- حقاني .. غير طماع .. وهكذا هي سيرته ، وعدن والمعلامة جعلتا منه أحد أثار المدينة التي تؤنسن الناس .. فيا لك من رجل صبور صامد مرابط..(48) سنة وأنت في شارع بصير .. يا لطيف على صبرك وتحملك ووفائك للمدينة وأطفالها وناسها الطيبين.الزبيدي- على ، إبن ذمار- كمسقط رأس ، لكنه عدني بالعيش والسكن وذوبان الدم وجريانه بمياه عدن لم يبق له إلا بعض كلمات من لهجة ذمارية ما يميزه عن لهجة عدن والعدنيين ، لكنه علامة بارزة في المنطقة ومميز ويستحق وساماً رفيعاً على صبره وتحمله وإخلاصه .. وأنا أقترح على المجلس المحلي بالمعلا أن يكرم أمثال هؤلاء الأوفياء- لأنهم رموزمن البشر الخلوقين الذين نعتز بهم وبأخلاقهم وسلوكهم الذي يضرب به المثل .علي الزبيدي يقاسمه في هذا الإرث والتاريخ رجل آخر بجانب عمارة المقطري- هو أبو هاني- أحمد علي الذي وصل أبناؤه إلى الجامعة وهو وأبناؤه ووالده من قبل يمثلون لوحة رمز التوحد والانصهار والذوبان.. ما يعني أن وحدة الناس كانت لا محالة آتية .. برغم الفرقة والسياسة التي صارت إلى شيء ، وتوحد الوطن .. وهؤلاء نماذج واضحة !إن البحث عن هؤلاء وأمثالهم وتكريمهم على خدماتهم للمجتمع ، يفرض علينا أن نكون أول المبادرين .. فعلي الزبيدي وأحمد علي الشرماني الشهير-(عبده) وغيرهم، هم مثلنا الأعلى في الكفاح والصمود والبقاء في هذه المدينة- المعلا أو عدن- وتجاربهم في الحياة خير شاهد..إننا نحني الهامات أمام هؤلاء عرفاناً بأدوارهم وحباً لأخلاقهم وهم بحق الوجه الآخر للتضحية والتفاؤل وخدمة الناس والوطن.لك يا علي إسماعيل الزبيدي ، ولك يا أحمد علي شرماني حب واحترام أهل المعلا.. وأنا متأكد أن ما أقوله هو أقل القليل في حقكما .. وإن شاء الله يأتي اليوم الذي تكرمون فيه عن قريب..