قراءة في: سليمان العيسي
عرض/ عبدالقوي الأشول ثمالات .. شعر ونثر الشاعر سليمان العيسي إصدار الهيئة العامة للكتاب صنعاء . كتاب اهدتني اياه الأستاذة القديرة نعمة الغابري مديرة المكتبة الوطنية بعدن . ولان شاعرنا العربي الأستاذ سليمان العيسي مستتراً منذ زمن بعيد في سماء ذاكرتي بعدد من قصائده ونثرياته الرائعة .. باللغة المثقله المخضلة بثراء تلك الهامة الأدبية شديدة التواضع والعطاء ربما بقصيدته تلك التي وجدت نفسي احفظها عن ظهر قلب في مخاطبته للرميكية زوجة الملك الشاعر المعتمد ابن عباد بكل ما في قصة حبه للرميكيه من وجد وشغف وإخلاص . تحاصرني الرميكيه بضحكتها وعينيها بالمطر الذي ينهل شعراً كلما نشرت على افق جناحيها وتنسج لي بومضة خاطر درعاً من الماء وتجعل من غناء الريح ندماني وصهباني وتدعوني لا شرب يارحيق العالم العلوي خذني رجع قافية وعطر موشح غنى لعينيها تحاصرني وتعلم انني غابر وذكرى تشعل الظلمات تشعل بحرها الهادر ترى هل تنفع الذكرى اذا اكلت حياة الشعر والشاعر ؟ الا ان العيسي في ثمالاته وهو عنوان موح بما بين دفتي كتابه بين جواهر شعرية واخرى نثرية هي بين هذا وذاك لما في مكنونها من آيات عشق لشاعر ثمالاته كؤوسا مترعة بلغة شعر العرب وتاريخهم الادبي بل انه يستحضر الازمنه عبر شخوص شعراء العربية في مختلف الازمنة والعصور .. يستوقفه جميل وقيس وابو شبكة والملاح العربي ابن ماجد تغويه الغواني والمطر والنجوم و الشوارع والازقة واصداء الليل وسماره .. وحفيف شط النخيل في ارض الفراتين نجوم صنعاء وقوافي شاعرها عبدالعزيز المقالح عندئذ بدت ثمالته ثملة بحب جارف وعشق تليد ووجد طري .. هي ثمالات حقيقية لرجل تجاوز السبعين الا ان قلباً دافقاً بالحب ما زال يخفق بين جوانحه .. صبياً يافعاً بنظراته المتوثيه واقباله على الحياة هو في مخابتي النجوم .. يهدي حر لوعته الى هاشم علي الاديب اليمني .. لم الطواف ياصديق في مدائن الضجر ؟لم انتجاع الشرق والغرب ؟ لم السفر ؟ مادام حب الارض وامتدادها في عيشتك ما دامت الدنيا على سنان ريشتك نوجزها في ضربة ... في لوحة تحدها غصنين وارفين في عريشتك لم الطواف ايها الساقي الذي يعتصر العمر ويترع الاكواب في خمرته لم السفر ؟ ياايها القادم من مدينة الظمأ في جيبه كنوزها وسحرها الضائع بين الارض والسماءماذا حملت من الوادي قصدت وادي الضباب ؟ تركت فيه الصحب والحب وبقايا من دم الشباب اذيتها قصائداً غنت فيها الليل والسحر والصفو والكدر والصحو والمطر كما تغنى انت في صحتك في الوانك الحرى بلا حذر يا ايها الساقي الذي يعتصر العمر ويسكب العالم في ريشته لم السفر اكتب على كوخك هذا معبر الخلود ومن هنا من صمتنا يتألق الوجود يصبح للاشياء معنى بنيت الذهر على ضفاف بؤسنا يغرد القمر الى اخر ما جاء في تلك الثماله الرائعة يستوقفه شاعرنا اليمني الاستاذ المقالح .. بل تستغرقه ثمالات بثمالات .. وجدٍ بوجد يا سيد الحرف والعشب والليل هي لي بقايا حروف مبرأة من غبار الكلام عبدالعزيز المقالح وعن قطرة الندى تلك يعقب شاعرنا العربي العيسي في ثمالاته قائلاً عن رفة الفراشة السكرى بالوان الصباح عن صدى الصدى كنا وما زلنا نجوب وحشة القفار نبحث في الغبارعن حبنا المذبوح عن قرقرة القيثار وكان في انتظارنا وسوف يبقى الوجع المر وما تقوله الاشعار عن عشية خضراء في مجاهل البيداء عن فراشة .. تفلت من براثن الغبار هكذا نمضي في صفحات ثمالات .. تطربنا .. تجعلنا نستحضر مافي بحور شعرنا وشعرائنا . بقائد لوائهم الى جهنم ان صح الحديث .. عن امرؤ القيس .. رغم ان حسان بن ثابت كان شاعر الرسول .. وكعب صاحب البرده شعراء .. تجلت قرائحهم الشعرية في حضرة سيد الخلق .. صوره اخرى واستوحاء اخر اذا لم تنط بي ضيعة او ولاية فجو دك يكسوني وشغلك يسلب " المتنبي " شاعر الرفعه والحكمة والكبرياء والمجد اريد من زمني هذا ان يبلغني ما ليس يبلغ فيه نفسه الزمن العيسي .. من وحي هذا الخيلاء يبوح بنمطاً رثائياً تجاه الشاعر الذي قيل ان بيتاً من شعره كان وراء مقتله في كمين اعدائه - ارثي جداول عطر رحت اسكبها يوماً عليك واذرو حولك الشهب دم الشباب فلما ان صحا بصري مزقت عن قممي الموهوبة الحجبا وهكذا يبدو في نثرياته او في اشعاره المندثره بجواهر اللغه وينبوعها المتجدد لكل من رام شعراً او نثراً بإ يجاز لماذا الحياة ؟ حين يتحول الانسان الى آلة صماء .. الى جماد عندئذ سأضع ريشتي جانباً.. واسفح محبرتي .. واطعم قيثارتي واقول .. وداعاً للشعر وداعاً ايها الجني الخارق والقادر على اختصار البحر بقطرة ، ونيران العالم بجمرة وغابات الدنيا بزهره ولكننا نحن حفدة امرئ القيس وطرفه والمتنبي والمعري وما نزال في هذه الارض العربية نغني نقول الشعر نقاتل به ندافع به عن وجودنا المهدد ، ونحاول ان نحدد به هويتنا ونرسم طريقنا ونزحزح مخالب الغزو والغزاة عن جلودنا ويتعب من يتعب لا بأس ويسقط في الطريق من يسقط لا بأس