تأتي أهمية الاحتفال بذكرى أعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من واحدية الثورة كون ثورة الرابع عشر من أكتوبر امتداداً طبيعياً للثورة الأم (سبتمبر) وتتواصل احتفالات بلادنا بأعياد ثورتها سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر فقد شهد الوطن الاحتفال بالعيد الثامن والأربعين لقيام ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة عام 1962م.كما احتفل شعبنا بذكرى العيد الـ 47 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة عام 1963م تفجرت براكين الثورة تحت أقدام المستعمر الغاصب بعد عام من انبلاج فجر ثورة الـ 26 من سبتمبر كامتداد لها ليكتمل بها إعصار التغيير الجذري الذي أقتلع رجس الكهنوت الإمامي ونظامه المتخلف والجبروت الاستعماري وركائزه وأذنابه من جذورهما على الأرض اليمنية.لقد قاتل أبناء اليمن الذين كانوا يرزحون تحت هيمنة المستعمر في جبال حجة وصعدة وفي عيبان وصرواح ونقم وحريب وفي كل مكان تدور فيه رحى المعارك ضد بقايا جحافل الماضي الإمامي البائس، كما أن قيام الثورة السبتمبرية ساعد على إيجاد قاعدة الانطلاق الصلبة والمتينة لثورة الـ 14 من أكتوبر حيث فتحت معسكرات التدريب وقواعد الإمداد في إب والبيضاء ومأرب وتعز متخذة الثورة الأكتوبرية بتكويناتها السياسية والتنظيمية والعسكرية وقطاع العمل الفدائي مضمونها الوطني الوحدوي اليمني من بدايتها ليكون أبناء اليمن معاً يواجهون المستعمر في جبهات القتال بالضالع وردفان وبيحان وأبين والحواشب والصبيحة وفي شوارع عدن التي كان يعتبرها المستعمر قاعدته الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط.لقد أكد شعبنا بنضالاته وتضحياته الجسام ودماء شهدائه الطاهرة الزكية التي سالت في كل جبل ورابية وسهل وواد وفي كل منطقة ومدينة أنه موحد الوجود والتاريخ والجغرافيا، موحد الإرادة والآمال والتطلعات.ولاشك في أن شعبنا اليمني العظيم قد توج نضالاته الوطنية بتحقيق الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو على يد باني نهضة اليمن الحديث فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله - الذي تحققت على يديه الكثير من المنجزات والمكاسب الوطنية ولعل أهم هذه المنجزات تحقيق الوحدة والعملية الديمقراطية التي من خلالها ينتخب الشعب مباشرة وبهذا يكون الشعب مالك السلطة ومصدرها ويمارسها بشكل مباشر عن طريق الاستفتاء والانتخابات العامة كما يزاولها عن طريق الهيئات التشريعية والتنفيذية والمجالس المحلية وبذلك صار النظام السياسي للجمهورية اليمنية يقوم على حقيقة التعددية السياسية والحزبية الهادفة إلى التداول السلمي للسلطة كغاية حضارية سامية.وقد تحققت الكثير من المنجزات رغم محدودية الإمكانات والموارد المالية والظروف الاقتصادية الصعبة والمؤثرات الإقليمية والعربية والدولية والآن وبعد مرور هذه الفترة الزمنية على قيام الثورة اليمنية المجيدة سبتمبر وأكتوبر فما على أولئك الذين لا يزالون مصرين على التخلف والجهل والمكابرة السياسية إلا أن يعيدوا قراءة التاريخ جيداً، والذين لا يزالون غير راضين عن الحديث عن واحدية الثورة اليمنية وواحدية النضال الوطني فإن ذلك قد يرجع إلى عدم فهمهم لحقائق التاريخ اليمني الذي من خلاله قامت ثورة سبتمبر وأكتوبر وانتقل بعدها الشعب اليمني إلى مرحلة الوحدة ومنها إلى مرحلة بناء المؤسسات وتحقيق الديمقراطية والعدالة وبناء الإنسان اليمني ومن هذا المنطلق نقول لهم إن اليمن قد أصبحت رقماً مهماً في المنطقة العربية والعالم بفضل نضالات وتضحيات الثوار الذين قدموا أرواحهم في سبيل انتصار الثورة وقيام الجمهورية والقضاء على الحكم الإمامي البائد وطرد المستعمر من الأرض اليمنية فما عليهم إلا مراجعة تفكيرهم وولائهم لبلدهم الذي ينتمون إليه والوقوف مع أنفسهم وقفة جدية وصادقة.والواجب يحتم علينا القول للذين لا يزالون يتوهمون أن بإمكانهم عبر المؤامرات العودة بالزمن إلى الوراء إن عليهم إعادة قراءة التاريخ جيداً لعلهم يستوعبون أن ما يسعون إليه مستحيل ومحض سراب فالثورة والنظام الجمهوري والوحدة والنهج الديمقراطي متجذرة في نفوس وعقول أبناء اليمن الذين انتصروا وهزموا من كان أقوى منهم عدة وعتاداً فكيف الآن بعد أن استطاعت الثورة اليمنية إحداث التحولات الكبرى بما حققته من إنجازات ومكاسب عظيمة غيرت حياة شعبنا في كافة المجالات وعلى مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والديمقراطية والتنموية والثقافية والعسكرية والأمنية فالوطن اليمني الموحد اليوم أكثر منعة وقوة وشموخاً من أي وقت مضى فهنيئاً لشعبنا اليمني احتفالاته بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.. وكل عام وشعبنا في رقي وتقدم ومن نصر إلى نصر ونسأله تعالى ألا يريه أي مكروه.
أخبار متعلقة