كيف ننقذ حياة المرضى من الإهمال والأخطاء الطبية؟!
د. زينب حزام لا تكاد تخلو معظم المهن من مواقف حرجة، ومفاجآت غير متوقعة، ولعل مهنة الطب أكثر عرضة لذلك، فعلى الرغم من التقدم الطبي، إلا أن هناك أخطاء طبية، قد تؤدي في بعض الحالات إلى وفاة المريض، وهنا يجب فرض العقوبة الرادعة على هذا الخطأ، حتى لا يتكرر ويتعرض المريض للخطر.تبين الإحصاءات الطبية في الأونة الأخيرة حدوث بعض الأخطاء الطبية التي تؤدي إلى تعرض بعض المرضى إلى الخطر أو الموت، وهذا ما يدعو إلى الحذر، على الرغم من الاهتمام والعناية الزائدين، كما حدث في أحد المستشفيات المحلية في عدن فهذا المريض أصيب بالتهاب حاد في الزائدة الدودية، فأدخله والده المستشفى، وبعد أن أثبتت التحاليل المخبرية التشخيص، أصر الطبيب على أن إجراء العملية ضروري وهكذا قام الطبيب باستئصال الزائدة الملتهبة، ولكن كان القدر بالمرصاد، إذ حدثت بعد ذلك اختلاطات، لم تكن في الحسبان وتوفي المريض بعد العملية مباشرة .وهنا نجد الخطأ الطبي في سرعة إجراء العملية، حيث كان يجب على الطبيب التمهل في ذلك مهما كانت العملية بسيطة مثل الزائدة الدودية، فالطبيب هو إنسان قبل كل شيء فهو يحتاج إلى الراحة والهدوء قبل إجراء أية عملية مهما كانت بسيطة أو كبيرة.فهناك اختصاصيون يقومون بأخذ قسط بسيط من الراحة عند إجراء العمليات، حيث يستأذن الجراح عندما يشعر بالإجهاد ليرتاح دقائق، يذهب .. خلالها لشرب الشاي أو القهوة ثم يعود مبتسماً ويباشر عمله وقد أستعاد نشاطه وكأنه فنان يرسم لوحة زيتية.ومن الملاحظ في العيادات الخارجية في معظم المجمعات الصحية في بلادنا زحمة المرضى على طبيب واحد، وهو يعالج في اليوم الواحد أكثر من عشرين مريضاً.وهذه بطبيعة الحال عملية صعبة جداً، تؤدي إلى تعصب الطبيب أو الممرضة التي تستقبل المرضى، مع أننا نجد عشرات الأطباء مهملين في المستشفيات الكبيرة أو التخصصية لا يتم توزيعهم بعناية على المجمعات الصحية في المناطق.[c1]الكلمة الطيبة صدقة[/c]إننا ندعو إلى ضرورة الحكمة في توزيع الأطباء على المجمعات الطبية في المناطق السكنية لحل هذه الأزمة، وحتى يكسب الطبيب ثقة مريضه التي تعد ركيزة أساسية في الممارسة الطبية لها كبير الأثر في سير المعالجة، وقناعة المريض بنتائجها، وتعد فناً قائماً بحد ذاته ، باطنه الصدق والصراحة وظاهره الرحمة وحسن المعاملة، مراجعة ما في الصدور لا في السطور، ويذكرني هذا بحادثة عندما كنت طالبة في موسكو حيث أصبت ذات يوم بإسهال نتيجة شرب عصير ليمون ملوث، فذهبت إلى العيادة الطبية الطلابية فقامت الطبيبة بفحصي بدقة وهي تبتسم لي وتمطرني بكلمات رقيقة وطيبة ثم أعطتني الدواء بنفسها وقامت بفحص المطعم الطلابي الذي تناولت فيه شراب الليمون الملوث وأصدرت عقوبة ضد عاملة المطعم لبيعها هذا العصير الملوث.إن الكلمة الطيبة صدقة وهي بمثابة البلسم الذي يحتاجه المريض أكثر من العلاج، وصدق من قال «من صلحت سريرته وطابت كلمته وجبت محبته».لذا علينا الاهتمام الكبير بحالة المريض وفحصه وتشخيص المرض والاعتماد على التشخيص السريع والصحيح والدقيق للمرض في المعالجة بعيداً عن الظن والتخمين، وهذا ما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم للشمردل الذي كان في وفد نجران وكان طبيب قومه وكاهنهم بالجاهلية، إذاقال له:«ولا تداو أحداً حتى تعرف داءه».وحرص الرسول صلى الله عليه وسلم على انتقاء الأطباء ففي الحديث أنه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مريض يعوده فقال:«أرسلوا إلى الطبيب» فقال قائل: وأنت تقول ذلك يا رسول الله؟! قال:«نعم» إن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل له دواء».[c1]حمى الضنك واختلاط الحابل بالنابل [/c]واليوم نلاحظ انتشار مرض حمى الضنك ونجد المواطن العادي يخلط بينها وبين مرض الملاريا، بل إنه أصبح يخاف من حمى الأنفلونزا إذا أصابته، لذا يجب على الجهات المسؤولة في الصحة الإعلامية أن تفرق بين مرض حمى الضنك والملاريا وتوزع الأدوية المناسبة لكل مرض في المجمعات الصحية في المناطق السكنية وتوفير أجهزة الفحص الطبي، حتى لا يتم تشخيص هذه الأمراض بشكل خاطئ وإيجاد خطة مراقبة مشددة للغاية لاحتواء أي انتشار جديد لمرض حمى الضنك والكشف عنه، ومع ذلك فإن الرقابة لا ينظر إليها على أنها تفي بالغرض بل يجب إيجاد عمل برنامجي محلي مبني على أساس المعطيات المحلية المتوفرة. وقيام حملات طبية للنزول إلى المناطق التي انتشر فيها مرض حمى الضنك، والقضاء الكامل على البعوض الناقل للمرض من خلال حملات النظافة ونشر المبيدات الضبابية في المستنقعات والمجاري التي تتجمع فيها وهذا على سبيل المثال لمساعدة برامج الصحة والنظافة وحماية المواطن من الأمراض والأخطاء الطبية.