وزير الأوقاف والإرشاد في حديث لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية :
[c1]* تجربة الحوار التي خاضتها اليمن هي تجربة إنسانية واليمن على استعداد لتقديم هذه التجربة لمن أراد الاستفادة [/c]زايد البكاري / إينا :قال وزير الأوقاف والإرشاد اليمني القاضي حمود الهتار إن فكرة الحوار التي انتهجتها اليمن مع العائدين من أفغانستان تعتبر امتدادا لنهج القران الكريم والسنة النبوية ومنهج الأنبياء في حل المشكلات الفكرية عن طريق الحوار.مضيفا بأن الفكرة جاءت تجسيدا لهذا المنهج واستجابة للواقع الذي عاشته اليمن وكثير من البلاد العربية والإسلامية والتي عانت من العمليات الإرهابية والأفكار المتطرفة.ويقول القاضي الهتار في حديثه لوكالة الإنباء الإسلامية الدولية (إينا): كانت هناك مجموعة من المتطرفين أوقفت من قبل الأجهزة الأمنية بسبب الإصرار على تلك الأفكار التي كانوا يحملونها ولو تركوا وشأنهم لألحقوا بأنفسهم وبالوطن إضرارا بالغة، وكان لا بد من الحوار معهم لحل تلك المشكلات الفكرية التي يعانون منها.مؤكدا أن اليمن انتهجت مبدأ الفكر لا يواجه إلا بالفكر والمشكلات الفكرية لا تحل إلا عن طريق الحوار اذ يستعصي حلها عن طريق القوة لان القوة تزيد العناد والحوار هو الأداة الفاعلة لتغيير القناعات والسلوك بطريقة طوعية والحوار يهدف إلى اقتلاع الجذور الفكرية للتطرف والارهاب.وعن منطلقات الفكرة يقول الوزير اليمني: كانت فكرة الحوار مبنية على دراسة قامت بها اليمن للعمليات الارهابية التي حدثت في العالم حيث انتهت هذه الدراسة الى نتائج مهمة منها ان كل عملية ارهابية لا بد لها من فكر تستند اليه وتنطلق منه ايا كان ذلك الفكر سواء كان دينيا أو سياسيا، اقتصاديا، أو اجتماعيا.مشيرا إلى أن اليمن وضعت بعد ذلك سياسة لمكافحة الارهاب تقوم على محاور أربعة: الأول الحوار الفكري لاقتلاع الجذور الفكرية للتطرف والارهاب، والثاني اتخاذ التدابير الأمنية الكفيلة بمنع الجريمة قبل وقوعها وضبطها بعد وقوعها وتعقب مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، والثالث حل المشكلات الاقتصادية التي قد تكون سببا في استغلال بعض الأشخاص للقيام بعمليات إرهابية مع تجفيف مصادر التمويل، والرابع اتخاذ التدابير التي تقتضيها ضرورة التعاون الدولي الإقليمي لمكافحة الإرهاب طبقا للدستور والقوانين النافذة وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات التي تبرمها اليمن مع غيرها من الدول. ونوه الوزير اليمني بان الحوار حقق انجازات وفوائد عديدة على المستويين الداخلي والخارجي لليمن، وذلك بما أوجده من أمل لدى أولئك الشباب بإمكانية العيش بسلام إذا ما تخلوا عن العنف، “لان فقدان الأمل يجعل الشخص أمام خيارين لا ثالث لهما أما قاتلا أو مقتولا”.وعدد الوزير اليمني من فوائد الحوار على المستوى المحلي أيضا تصحيح المفاهيم الخاطئة التي كانت موجودة لدى البعض عن الإسلام مشيرا بان هذه المفاهيم الخاطئة والتصرفات الإرهابية الطائشة قد ألحقت ضررا بالإسلام والمسلمين لا يقل عن ضرر المخططات والأعمال المعادية لسببين رئسين الأول أنها تظهر الإسلام بصورة غير صورته التي انزله الله عليها كدين الوسطية والاعتدال والحرية والعدالة والتسامح والتعايش وهم فهموه خلاف هذه المعاني، والثاني إنها توفر المبررات والذرائع للآخرين لكي ينالوا من ديننا وامتنا، لذلك فان المفاهيم الخاطئة والتصرفات الطائشة تشكل خطرا على الإسلام والمسلمين ونحن عملنا من خلال الحوار لتصحيح تلك المفاهيم.ويضف ان من فوائد الحوار على المستوى الداخلي ايضا نزع فتيل المواجهات الدموية بين الأجهزة الأمنية وبين أولئك المتطرفين من خلال إيقاف الملاحقات غير القانونية وإيقاف العمليات الإرهابية التي كانت تحدث، والرابع ترسخ الأمن والاستقرار .فمنذ أواخر ديسمبر 2002م واذا ما استثنينا الحوادث التي وقعت في سبتمبر الماضي في فترة الحملة الانتخابات اليمنية (الرئاسة والمجالس المحلية) فان اليمن لم يشهد أي حادث إرهابي يذكر مشددا بان اليمن نعمت بالأمن وما زالت تنعم به حتى الآن.والفائدة الأخرى من الحوار هو الإفراج عن اكبر عدد ممن شملهم الحوار وليسوا متهمين في قضايا جنائية اما المتهمون في قضايا جنائية يحالون إلى القضاء وهو الذي يفصل في أمرهم وفقا للدستور والقوانين النافذة. وذكر الوزير الهتار الذي رأس لجنة الحوار بأنه قد استفاد من الحوار من الموقوفين 420 شخص على مدى السنوات الأربع الماضية.وقال الوزير اليمني بان البعض كان يتوقع ان تشكل اليمن اكبر مسرح للعمليات الإرهابية ولكن بفضل الله ثم بفضل هذه السياسة استطاعت اليمن ان تتجاوز المشكلة.أما على المستوى الخارجي والدولي فقد تمثلت أهم فوائد الحوار وفقا لما ذكره القاضي الهتار - بـتحسين صورة اليمن في الخارج على انه بلد حضارة وبلد امن واستقرار وكذا نشر وتصدير ثقافة هذه الفكرة إلى العالم وتقديم وسيلة أكثر فاعلية واجدى سبيلا واقل كلفة من القوة العسكرية لمكافحة الإرهاب بالإضافة إلى نشر الثقافة عن الحوار.وذكر وزير الأوقاف والإرشاد بان تجربة الحوار التي خاضتها اليمن هي تجربة إنسانية واليمن على استعداد لتقديم هذه التجربة لمن أراد ان يستفيد منها وان هناك دولاً عديدة إسلامية وغير إسلامية طلبت الاستفادة من هذه التجربة وأن اليمن قدمت لها المعلومات فيه وان هناك دولاً عديدة استفادت عمليا من هذه التجربةوعن الاحترازات التي وضعتها اليمن درءا لأي أحداث وأفكار متطرفة وهدامة قد تنشأ مستقبلا قال فضيلة القاضي الهتار بان اليمن تسعى لوضع إستراتيجية وطنية للتربية والتعليم والثقافة والشباب والإعلام والإرشاد تقوم على أساس الالتزام بالكتاب والسنة والدستور والقوانين النافذة والوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش والوحدة والولاء الوطني وانه قد اقر إعداد هذه الإستراتيجية من قبل مجلس الوزراء واشتمل عليها برنامج الحكومة، وقال: “نحن ماضون فيها لتجنب اليمن الصراع القائم على أساس ديني”، وعن المدارس الدينية والمذهبية الموجودة في اليمن قال وزير الأوقاف والإرشاد إن هناك خطة لأحكام رقابة الدولة على هذه المدارس من حيث إقرار المناهج والإشراف على التدريس فيها واختيار المدرسين والإدارة والتمويل.مؤكدا بان وزارته سوف تقوم بفرض الرقابة على كل المدارس الدينية وبما يساعدها على القيام بمهامها ويجنب اليمن الكثير من الصراعات.مشيرا إلى ان هناك مدارس تابعة لوزارة الأوقاف في الوقت الذي تسعى فيه إلى ان تكون كل المدارس الدينية تابعة للوزارة أو تحت إشرافها.وعن دور الوزارة تجاه الأقليات اليمنية المسلمة في الخارج في الدول الغربية قال: حاليا نركز جهودنا على الداخل ولا نستبعد المشاركة في الخارج.وعن قانون المساجد قال الوزير اليمني بأنه مشروع قيد الإعداد يهدف إلى تعزيز حرمة المساجد وبيان الإجراءات المتعلقة بإنشائها وبناءها وصيانتها وإدارتها وتعيين أئمتها والعاملين بها وتنظيم حلقات تحفيظ القرآن ودروس الفقه والحديث فيها والأنشطة التي تنظمها رسالة المسجد بشكل عام، مشيرا بان في اليمن 75 ألف مسجد، ومشددا في الوقت ذاته على ان وزارته لديها خطة لأبعاد المساجد عن الحزبية والمذهبية والعصبية والسلالية والقبلية والمناطقية.وفي هذا الصدد يقول: “إذا ما لاحظنا ان أماما من أئمة المساجد أو خطيبا من خطبائها قد أصيب بداء التطرف فسنعمل على إزاحته كائنا من كان حتى لا يعدي الآخرين بهذا المرض”، وأبان بان وزارته سوف تنشئ مجلساً أعلى للأوقاف والإرشاد يضم في عضويته وزراء مختصين وشخصيات سياسية واجتماعية وعلماء ومفكرين وتجار، موضحا بان الهدف منه إقرار السياسات والخطط المتعلقة بوزارة الأوقاف والإرشاد ومراقبة الوزارة في أدائها لمهامها.كاشفا في الوقت ذاته على انه سيتفرع من ذلك مجالس محلية للأوقاف والإرشاد في المحافظات اليمنية تمارس نفس صلاحيات المجلس الأعلى في إطار المحافظة.وأشار فضيلة الشيخ الهتار بان اليمن فيه الكثير من المخطوطات النادرة وان اليمن لديها برنامج لحصر هذه المخطوطات من خلال تحقيق ومراجعة بعض تلك المخطوطات وإخراجها إلى الناس للاستفادة منها.وذكر فضيلة القاضي الهتار بان عدد حجاج اليمن وصل العام الماضي إلى 23 ألف حاج وعدد المعتمرين فاق 90 ألف معتمر.منوها بنتائج زيارته للمملكة العربية السعودية ولقائه مسؤولي الحج والشئون الإسلامية والأوقاف وقال إنها ناجحة ومفيدة وإنها فتحت بابا واسعا للتعاون بين وزارتي الأوقاف والشؤون الإسلامية في البلدين.