غضون
الهجوم الجوي على مراكز تجمع وتدريب تنظيم القاعدة في كل من أرحب بصنعاء والمحفد في أبين استهدف في الأساس إرهابيين، وحتى الآن تؤكد المعلومات أن الذين قتلوا هم من تنظيم القاعدة والذين أصيبوا ونقلوا إلى المستشفيات ثم اعتقلوا هم من تنظيم القاعدة، والذين نجوا وفروا إلى أماكن غير معروفة مثل قاسم الريمي ومجلي هم من قيادات القاعدة، ومع ذلك يظل أمر إصابة مدنيين احتمالاً وارداً، وإذا ما تأكد هذا الاحتمال يوماً سيتعين على قوات مكافحة الإرهاب عند تحديد أهدافها أن تتجنب أي أخطاء تطال غير المسلحين حتى لو كانوا من القاعدة لأنهم سيكونون مفيدين لها كمصدر معلومات قد تكون مفيدة عند وضع الخطط القادمة لمكافحة الإرهاب.. فهذه العملية التي أكد مجلس الدفاع الوطني أنها سوف تتواصل لن تكون سهلة بسبب توزع شبكة القاعدة في مجموعات مقسمة على أماكن عدة قد يتواجد فيها مدنيون، خاصة وأن الإرهابيين يتمترسون بالأبرياء تماماً كما يستسهلون قتل الأبرياء وتخريب البنيان.الذين هولوا من أمر الضربة في المحفد وتباكوا على من قالوا إنهم مدنيون، هم صنفان، الأول هم عرابو وحلفاء القاعدة، الذين أشفقوا على الإرهابيين الذين نكبوا الخميس الماضي، ولكنهم يتسترون بالمدنيين، وهم كاذبون لدرجة أنهم ينفون وجود القاعدة في المحفد بل ومحافظات الجنوب كلها، وهم بذلك ينفون حقيقة معروفة وساطعة كالشمس، وهؤلاء قد فضحوا أنفسهم بأنفسهم. أما الصنف الثاني فهم اللاعبون بالورقة الجنوبية ويستغلون كل ما يحدث هناك مناسبة للصياح وتسوية حساب مع النظام، ومن الملاحظ أنهم يشغبون بسبب ضربة المحفد وحدها دون أرحب، رغم أن احتمال سقوط مدنيين أمر وارد في المكانين، فلماذا شغبوا هنا وسكتوا هناك؟ الجواب معروف، وهو أن المكايدات حول ضربة المحفد ستكون مفيدة لهم ومثيرة أيضاً لجهة استثمار القضية لابتزاز النظام الذي يقلقه أي توتر في الجنوب.لست من الذرائعيين الذين يبررون الأخطاء بالقول: ماذا لو حدث خطأ في المحفد أليس مثل هذا قد حدث في باكستان والسعودية؟.. أو يقولون: كان عليكم أن تسكتوا عن أخطاء الحكومة لأنكم سكتم من قبل عن جرائم القاعدة بحق المدنيين.. فهذه الذرائعية خطرة للغاية ولا يجب استخدامها لتبرير أي خطأ، وهؤلاء الذين يدينون الحكومة على خطأ محتمل، وبالطبع سنكون معهم لو كان حقيقياً، عليهم أن يدينوا العنف والإرهاب وألا يسكتوا عنه نكاية بالنظام، وللأسف كل الذين يشغبون اليوم على خطأ لم يتأكد ظلوا صامتين نكاية بالنظام ولم يدينوا عمليات القاعدة الإرهابية في مأرب وسيئون والضالع والتي أعلن الإرهابيون مسؤوليتهم عنها وتفاخروا بها رغم أنها طالت أجانب ومواطنين وجنوداًوضباطاً ومنشآت عامة وخاصة.