في تقرير حقوقي عن تدني مشاركة المرأة اليمنية في المجالات الثقافية والإعلامية
بحسب تقرير أطلقته مؤسسة أوام التنموية والثقافية خلال الشهر الماضي حول أوضاع المرأة اليمنية في مختلف المجالات والتعرف على الإنجازات التي تحققت خلال عام 2008م ، تطرق خلالها التقرير إلى ما شهدته المرأة ثقافيا وإعلاميا خلال 2008م ، مطالبا المؤسسات الثقافية والإبداعية ووزارة الثقافة والجهات المعنية بضرورة توسيع مشاركة المرأة في الشأن الثقافي والإعلامي وإعطائها فرص ومساحات أوسع لتمكينها من الوصول إلى مراكز صنع القرار في عدد من المؤسسات الثقافية والإعلامية اليمنية إدارياً وفنياً وقيادة وبما يمكن أن ينعكس إيجابياً على إدماج قضايا المرأة كماً ونوعاً في مختلف البرامج. وكشف التقرير الذي أعدته مؤخراً ونفذته مؤسسة أوام التنموية الثقافية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الألمانية حول أوضاع المرأة في العام الماضي 2008م، أن المرأة لازالت تعاني الكثير من الغياب والتجاهل، وتدني تمكينها في المشاركة في مختلف المجالات الثقافية بسبب ثقافة المجتمع السائدة التي تعارض مختلف الفنون والإبداعات الثقافية. ودعا التقرير وزارة الثقافة والجهات ذات العلاقة إلى ضرورة تشجيع المبدعات في مختلف المجالات الثقافية “الشعر، الأدب، المسرح، الفن “، وتقديم كافة أوجه الدعم المادي لذوي الدخل المحدود من النساء وتكريمها في مختلف الفعاليات الثقافية، وتوفير البنية التحتية من “ مسارح وأندية ومكتبات ومنتديات ومراكز ثقافية في عموم محافظات الجمهورية والتي من شأنها احتضان المبدعات وتشجيعهن على ممارسة هواياتهن وإبداعاتهن بكل يسر وسهولة. كما أكد التقريرأن الجهات الثقافية المعنية، تنظيم الفعاليات الثقافية المتواصلة والابتعاد عن الموسمية وبما من شأنه العمل على تشجيع الأديبات والمفكرات والمبدعات وتحفيزهن على العطاء والإبداع، ومساعدة المبدعات والمثقفات في إخراج وإنتاج وطبع أعمالهن الفنية والثقافية وإخراجها إلى حيز الوجود. وشدد التقرير على ضرورة تفعيل الإدارة العامة للمرأة في وزارتي الثقافة والإعلام، نظراً لأنها لم تضطلع بدورها على الوجه المطلوب، وزيادة مساحة البرامج الإعلامية الخاصة بالمرأة في مختلف الوسائل الإعلامية. وبيّن التقرير المفصل الذي يعكس أوضاع المرأة الثقافية، حجم الفجوة بين الذكور والإناث العاملين في المجالات الثقافية والإعلامية والإبداعية والفنية، مشيراً إلى أن إدارة المرأة لم تقم بأي أنشطة ثقافية تذكر خلال العام الماضي 2008م، بسبب حداثة إنشاءها وعدم تخصيص الموارد المالية للإدارة لإقامة الفعاليات والأنشطة لاكتشاف المبدعات وتنمية قدراتهن. وأظهر التقرير أن عدد المشاركات الثقافية التي أقيمت بالمركز الثقافي بصنعاء خلال العام الماضي بلغت نحو 70 مشاركة تنوعت مابين “احتفالات مهرجانية، ندوات، وعروض مسرحية، وفنية” منها 17 فعالية نظمتها وزارة الثقافة، وباقي المشاركات الثقافية أقامتها أكثر من جهة منظمة، حيث بلغت نسبة المشاركات من الإناث في كافة الفعاليات نحو 20 %. وأكد التقرير الذي أعده وأشرف عليه نخبة من الخبراء والأكاديميين، على أهمية دور وزارة الشباب والرياضة في النهوض بثقافة المرأة من خلال إقامة المراكز الصيفية التي تتخللها العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والرياضية التي تساعد المبدعين والمبدعات على اكتشاف وتطوير إبداعاتهم والاستفادة من خبرات ومهارات الجامعات العربية والأجنبية في تفعيل الأنشطة والفعاليات الثقافية الجامعية المشتركة لتبادل الخبرات والمعارف واكتساب المهارات. وشدد التقرير على أهمية وسائل الإعلام ودورها الكبير في دعم قضايا المرأة باعتبارها إحدى أبرز مؤسسات التنشئة الاجتماعية والثقافية وقدرتها على خلق رأي عام واع وناضج بمختلف القضايا وتحديد اتجاهات وسلوكيات الرأي العام التي تساهم في دعم ومساندة المرأة وتبني همومها ومشاكلها وإبرازها كعنصراً فاعلاً في التنمية والإسهام في القضاء على كافة مظاهر التمييز ضدها. [c1]التلفزيون [/c]وكشف التقرير مستوى تدني البث التلفزيوني الخاص بقضايا المرأة خلال عام 2008م وذلك في”قناة اليمن،يمانية،سبأ”،حيث بلغ 4 برامج من مجموعة ما تبثه هذه القنوات منها “برنامجان في قناة اليمن:برنامج “النصف الأخر” ، للمرأة (أسبوعي) 28 ساعة و 34 دقيقة و بنسبة 0.3 % من إجمالي البث السنوي ،وبرنامج “عائلتي” للأسرة (ثلاث مرات بالأسبوع) ، 58 ساعة و32 دقيقة بنسبة 0.7 %من إجمالي البث السنوي،بمعدل بث 12 دقيقة باليوم. [c1]يمانية [/c]وحسب التقرير فإن ما تبثه قناة يمانية من برامج تهتم بالمرأة هو برنامج أسبوعي واحد بعنوان “أسرتي “ 23 ساعة، بنسبة 0.4 % من إجمالي البث السنوي، بمعدل بث 4 دقائق في اليوم، و برنامج واحد أسبوعي في قناة سبأ بعنوان “حواء “ 53 ساعة و 59 دقيقة في العام، بنسبة 0.8 % من إجمالي البث السنوي بمعدل بث 9 دقائق باليوم. وأشار التقرير إلى احتلال الدراما مرتبة متقدمة بين العديد من البرامج التلفزيونية الأخرى من حيث قدرتها على التأثير في قيم ومعتقدات وثقافات الرأي العام إلا أنها لم تهتم وتخصص أي حلقات تعنى بقضايا المرأة “ السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية”وتعالج مشاكل اجتماعية هامة كالزواج المبكر والعنف ضد المرأة وتعليم الفتاة والصحة الإنجابية وغيرها وتقديم الحلول. وأوضح تقرير “اوام” أن المسلسلات الكوميدية الرمضانية في القنوات التلفزيونية اليمنية بلغت 4 مسلسلات كوميدية وهي: شعبان في رمضان،شر البلية،عيني عينك، تم عرضها في قناة اليمن، فيما عرض مسلسل كيني ميني، في قناة السعيدة،وتناولت بواقع 30 حلقة لكل مسلسل مختلف القضايا، فيما لم تتعرض أي حلقة لقضايا المرأة حيث بلغت النسبة صفر. [c1]الإذاعة[/c]كما قاس التقرير تفاعل الإذاعات المحلية البالغ عددها 11 إذاعة محلية منتشرة في المحافظات مع قضايا المرأة،حيث تصدرت إذاعة الحديدة المرتبة الأولى من بين الإذاعات المحلية التي تناولت قضايا المرأة،حيث وصل عدد ساعات البث السنوي لها خلال العام 2008م إلى 186ساعة و 78 دقيقة بمعدل 31 دقيقة باليوم، تليها إذاعة عدن بـ126 ساعة،بمعدل 21 دقيقة في اليوم،واحتلت المرتبة الثالثة إذاعة تعز بـ105 ساعات بمعدل 17 دقيقة باليوم. أما إذاعة صنعاء فقد بلغت نسبة بثها السنوي 78 ساعة بمعدل 13 دقيقة في اليوم وهي نسبة متدنية خصوصاً مع كونها الإذاعة الأكثر متابعة من قبل شرائح المجتمع، فيما احتلت إذاعة صعدة المرتبة الأخيرة من حيث تناولها لقضايا المرأة حيث وصل عدد ساعات البث السنوي خلال العام 27 ساعة بمعدل 5دقائق باليوم. [c1]الصحافة المطبوعة [/c]وأظهر التقرير أن نحو 90 % من إجمالي المتعلمين مازالت “ثقافة القراءة “ لديهم غائبة بسبب ارتفاع نسبة الأمية في المجتمع،وعدم وصول الصحف إلى كافة المناطق لاسيما الجبلية والريفية، بمعنى أن 10 % تقريباً هم المهتمون بمطالعة الصحف ومتابعة محتوياتها. وأوضح التقرير انخفاض نسبة الصحف اليمنية المهتمة بقضايا المرأة والمتمثلة في:اليمانية، ملحق الأسرة، المرأة، أدم وحواء، مجلة الشقائق، مجلة الأسرة والتنمية، مقارنة بالصحف المنتشرة في ربوع الوطن. [c1]المرأة في المؤسسات [/c]وكشف التقرير حجم الفجوة القائمة بين الذكور والإناث على المستوى المؤسسي، حيث بلغ إجمالي الموظفات في المؤسسات الإعلامية خلال العام الماضي 2008م، 435 موظفة وبنسة 18ر15 في المائة من إجمالي الموظفين البالغين نحو ألفين و429 موظفاً،بينما هناك غياب للمرأة في مؤسسات إذاعية في “سيئون وشبوة. وحسب نتائج التقرير فإن العدد الأكبر من النساء يعملن مذيعات سواءً في الإذاعة أو التلفزيون،حيث يبلغ عدد المذيعات71 مذيعة،يلي ذلك معدات البرامج 65 معدة، فيما ارتفع عدد المخرجات في قطاع التلفزيون خلال الفترة نفسها إلى 25 مخرجة تلفزيونية، كما ارتفعت المخرجات الإذاعيات إلى 12 مخرجةمقارنة بثلاث مخرجات عام 2007م. وارتفعت عدد محررات الأخبار في التلفزيون إلى 21 محررة مقارنة بـ7محررات في العام 2007م، وارتفعت عدد المحررات في الإذاعات إلى 15 محررة،وذلك يرجع إلى ظهور قنوات جديدة خلال عام 2008م. [c1]المرأة وتكنولوجيا المعلومات [/c]أكد التقرير على أهمية مواكبة المرأة للتطور العلمي والمعرفي والتكنولوجي والمعلوماتي والاهتمام بالحاسوب وتقنياته وبرامجه والتي أضحت سمة ملازمة لعصرنا الراهن ومؤشراً حقيقياً لتقدم الدول أو تخلفها، وفي مقدمتها الإنترنت التي حولت العالم إلى قرية كونية صغيرة. وبيّن التقرير حجم معاناة المرأة اليمنية والمعوقات الاجتماعية والاقتصادية بالدرجة الأولى والذي يعيق عملية تدريب وتأهيل المرأة كما ينبغي، حيث بلغت المعاهد المتخصصة بتدريس الكمبيوتر خلال الفترة نفسها 194 معهداً، فيما بلغ عدد المتدربين والمتدربات في مجال الكمبيوتر لبعض الجهات الحكومية وغير الحكومية 489 متدربة،مقارنة بـ2915 متدرباً بنسبة 16.77 %. وأشار إلى تدني عدد المتخصصات في مجال الحاسوب والبالغ عددهن نحو 78 فتاة وهي نسبة متدنية حيث بلغت 0.08 % من إجمالي عدد الموظفات في القطاع الحكومي البالغ عددهن نحو 88 ألف و 285 موظفة. وأكد التقرير أهمية دور منظمات المجتمع المدني في النهوض بأوضاع المرأة التكنولوجية وتأهيلها في مختلف المجالات.