جيبوتي/مقديشو/14 أكتوبر/عبد العزيز حسن: قالت مصادر حكومية أن الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد اختار عمر عبد الرشيد علي شارماركي المقيم في الولايات المتحدة وهو ابن رئيس صومالي راحل لتولي منصب رئيس الوزراء في حكومة وحدة تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد. وفيما يظهر صعوبة مهمة شارماركي والرئيس المنتخب حديثا حث أحد زعماء تنظيم القاعدة على الجهاد ضد الحكومة المعتدلة المدعومة من الغرب. وقال أبو يحيى الليبي في شريط فيديو بثه موقع إسلامي على شبكة الانترنت «صوبوا سهامكم في نحورهم ووجهوا معارككم نحوهم وشدوا حملتكم عليهم.» ويهدف اختيار شارماركي إلى كسب تأييد الصوماليين الذين يعيشون في الخارج وكسب مزيد من الدعم الدولي للحكومة التي تمثل المحاولة رقم 15 لتشكيل حكومة في الصومال منذ 1991. وحظي اختياره بقبول واسع النطاق بين العديد من الصوماليين لكن أدانه متمردون محليون. وقال الشيخ حسن يعقوب المتحدث باسم جماعة الشباب المتشددة التي تحارب حكومة أحمد أن من شابه أباه فما ظلم. وقال المصدر الحكومي أن ترشيح شارماركي سيعلن رسميا في وقت لاحق من جيبوتي حيث يجتمع زعماء السياسة الصوماليون. وقال مساعد للرئيس الصومالي «وقع الرئيس وثيقة الترشيح والتقى مع رئيس الوزراء المرشح.» وفي حكم المؤكد أن يصدق البرلمان الصومالي على الترشيح نظرا للمساندة الواسعة التي يحظى بها الرئيس الصومالي الجديد في الهيئة التشريعية. وشارماركي الذي شغل مناصب متعددة في الأمم المتحدة وتلقى تعليمه في الولايات المتحدة هو ابن عبد الرشيد علي شارماركي الذي كان رئيسا منتخبا للصومال واغتيل عام 1969 أثناء انقلاب عسكري. ورغم أن أسرته تقيم في فيرجينيا في الولايات المتحدة إلا انه يحمل الجنسيتين الكندية والصومالية. وباختيار شارماركي يأمل أحمد في كسب تأييد ملايين الصوماليين الذين يعيشون في الخارج كثيرون منهم في أوروبا والولايات المتحدة. وقال محلل صومالي انه إلى جانب ذلك «شخصية يمكنها رأب الصدع بين المتشددين والحكومة والمجتمع الدولي نظرا لعلاقاته بالأمم المتحدة ومكانته في الخارج.» وينتمي شارماركي وهو في أواخر الأربعينات إلى جماعة درود العرقية بينما ينتمي الرئيس إلى جماعة الهوية.والقصد أن تتقاسم الجماعات العرقية الرئيسية في الصومال المناصب في حكومة الوحدة. وقال علي عبدي أواري المرشح السابق للرئاسة «اعتقد انه سيغير الكثير على الأرض.» وأضاف «انه رجل بسيط يستمع للأفكار المختلفة. ويمكنه تحقيق الوحدة.» وسيكون الخطر الرئيسي الذي يواجه الرئيس ورئيس الوزراء على السواء هو التصدي للمتمردين المسلحين في الصومال بزعامة جماعة الشباب التي تضعها واشنطن على قائمتها للمنظمات الإرهابية. وتقول جماعة الشباب أن حكومة الرئيس الصومالي الجديد غير مشروعة وإنها إدارة عميلة شكلتها قوى أجنبية. وعلى الرغم من أن احمد إسلامي معتدل قاد من قبل حركة المحاكم الإسلامية في الصومال إلا أن جماعة الشباب تعتبره معاديا للإسلام. وقال عبد الرحمن عثمان مساعد رئيس الوزراء الذي توشك ولايته على الانتهاء « الأولوية الأولى ستكون إقرار السلام والأمن في العاصمة واستكمال المهام الانتقالية مثل الانتهاء من مسودة الدستور وإجراء انتخابات عامة.» وفي الصومال كانت ردود الفعل ايجابية في أغلبها. فقال الشيخ عبد القادر علي أحد زعماء العشائر في بوساسو في بلاد بنط موطن شارماكري «نأمل ألا يختلف الرئيس شريف ورئيس وزراؤه الجديد مثل زعيما الحكومة السابقة.» وتذكر بعض الصوماليين والد شارماكري بحنين. وقال زعيم احد القبائل في جورايل «نأمل أن يكون رئيس الوزراء الجديد وطنيا ويعيد السلام إلى الصومال. انه ابن رئيسنا المحبوب شارماكري الذي قتل لنزاهته.» وأضاف «مرحبا به فالابن على شاكلة أبيه.»