المخرج التلفزيوني محمد محمود سلامي:
[c1]* الحماطي مبدع من الطراز النادر !! وسامح الله من كان السبب في فشل القمندان[/c]عبدالقادر خضر يعتبر بحق المخرج التلفزيوني المتميز محمد محمود السلامي من أهم مخرجي ومبدعي التلفزيون من أواخر الستينيات حتى اليوم الذي غادر فيه مملكة ابداعه بشكل لايليق بصاحب تلك البصمات والعطاءات العظيمة التي لازالت تعيش في وجدان جميع المستمعين والمشاهدين في عموم المحافظات اليمنية.أننا لازلنا نرفض احالة المبدع والفنان والأديب والمخرج والممثل والموسيقي .. الخ إلى المعاش التقاعدي مادام يملك القدرة على العطاء والعمل مستفيدا من خبرته وثقافته وابداعه.ويحق لنا ان نسأل هنا : من يملك الحق في احالة مبدعين أضاؤوا سماء هذا الوطن بعطاءاتهم العظيمة مثل : محمد مرشد ناجي ، محمد محمود السلامي ، محسن يسلم ، نديم عوض، عبدالكريم توفيق، سعودي أحمد صالح، عوض أحمد .. الخ .. وقبلهم محمد سعد عبدالله ، أسكندر ثابت ، محمد سالم بن شامخ ، وغيرهم من المبدعين الذين انقذهم الموت من اهانتهم في اواخر اعمارهم وذلك بتحويلهم إلى المعاش براتب أقل من عشرة آلاف ريال .. ان الابداع ليس وظيفة أيها السادة .. وانما هي أعمال عظيمة تزين سماء الوطن .. ولهذا نرجوكم ان تحترموا ذلك الابداع العظيم لهؤلاء المبدعين .. خاصة وانكم لاتملكون بدائل بمستوى هؤلاء المبدعين .. وأسألوا عن ذلك زملائنا في الاذاعة والتلفزيون عن البدائل لتلك القامات الابداعية التي أحالوها إلى المعاش خصوصاً أنها تملك طاقات ابداعية لسنوات طويلة قادمة![c1]* أستطيع أن أقول عنك بمنتهى الثقة انك والابداع وجهان لعملة واحدة .. هل لنا التعرف على بداية مشوار المخرج المتميز محمد محمود السلامي .. وعن بداية النجاح والشهرة التي حققتها أين كانا .. في الاذاعة أم في التلفزيون؟[/c]- أشكرك يا صديقي عبدالقادر على وصفي بأنني والابداع وجهان لعملة واحدة .. البداية كانت في الاذاعة في برنامج "أخواننا في المهجر" حيث كنت مقدماً لهذا البرنامج ، وكذلك كنت مذيع ربط في الاذاعة ايضاً.أما بداية شهرتي فقد كانت في الاذاعة في برنامج "رسوم على الهواء" الذي قدمته في شهر رمضان عام 1969م .. وقد توفرت للبرنامج عناصر النجاح وهي رسوم زميلي وصديقي علي محمد يحيى .. وكتب كلمات المقدمة والنهاية صديقي واخي المرحوم المذيع الكبير عبدالرحمن بلجون .. أما اللحن فقد كان للعملاق الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم .. ولهذا قصة سوف احكيها في فرصة اخرى .. ايضاً من عناصر النجاح توفيق من الله وتشجيع مخلص وصادق من المرحوم الاستاذ علوي محمد جعفر السقاف.[c1]* ويتواصل النجاح .. هل لنا معرفة أهم محطاته؟[/c]- بعد نجاح "رسوم على الهواء" كان العمل الثاني هو مسلسل "أحمد فضل القمندان" الذي الفه الاستاذ الشاعر والفنان الكبير عبدالله هادي سبيت .. وحينها عندما كان يذاع في المساء في كل ليلة من ليالي رمضان ، التقيت في استديوهات الاذاعة بالوالد الكبير الشيخ عبدالله محمد حاتم .. حيث قال لي : يا ابن السلامي حاول تغير وقت اذاعة القمندان لانه يجيء في وقت نشرة لندن من بي ـ بي ـ سي .. كانت هذه شهادة بالنجاح من قامة كبيرة مثل الشيخ عبدالله حاتم.أما في مجال التلفزيون .. فقد كان برنامج "محطات على الطريق" الذي حقق نجاحاً كبيراً والذي كان يعده ويقدمه المذيع المتألق أخي المرحوم أحمد سعيد الحاج .. كان من اسباب نجاحه استخدامي تكنيك كان يعتبر جديداً وهو "الكروما" الذي كان يستخدم من خلال جهاز خاص لم يكن موجوداً معنا آنذاك .. ولكن المهندس الصديق العزيز محمد معتوق مكاوي نجح في تنفيذ فكرة "الكروما" بدون وجود الجهاز الخاص بها.وكان برنامج " نادي التلفزيون" هو النجاح الثاني .. وقد حقق البرنامج الذي قدمناه أنا والصديق العزيز "احمد ناصر الحماطي" نجاحاً كبيراً جداً .. فقد كنا، هو كمقدم وأنا كمخرج ، نبذل جهداً كبيراً طوال ايام الاسبوع حتى يظهر البرنامج مكتمل بدون اخطاء .. كنا مع بعض أنا وأخي أحمد الحماطي نعمل كل شيء من التحضير للبروفات .. واختيار الجمهور وتوفير الجوائز وتحديد الديكور.كان الحماطي مبدعاً من الطراز النادر.. كنا نعمل ونحن نضحك ولم نختلف ابداً .. وهذا سر نجاح البرنامج!![c1]من وراء فشل القمندان؟* بعد نجاح مسلسل"القمندان" اذاعياً .. كانت هناك الاستعدادات لتقديمه تلفزيونياً .. وقد بذلتم جهوداً كبيرة لتقديم هذا المسلسل الهام والوثائقي .. ورغم هذا فشلتم في تقديمه .. ما هي عوامل الفشل ؟[/c]- مسلسل "القمندان" الاذاعي الذي قدمناه في سبعينيات القرن الماضي، حولناه إلى مسلسل تلفزيوني .. وقد اخترت الفنان الصديق محمد أحمد مسعد لكتابة سيناريو تلفزيوني للعمل .. وقد نجح في ذلك وكتب سيناريو وحواراً جيدين للمسلسل .. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. لان الجهة التي كانت ستنتج المسلسل قررت عدم انتاجه لاعتبارات ربما تكون سياسية نجهلها نحن .. المهم ان قيادة التلفزيون قررت عدم انتاج مسلسل القمندان وتلاعبت وراوغت على مدى ثلاث سنوات ..إلى ان تناسوا الموضوع نهائياً!![c1]* الجيل الثاني من المخرجين التلفزيونين،ومعظمهم من تلاميذك، هل في مقدورهم تعويض غياب مخرجين كبار صنعوا نجاح التلفزيون كأبناء جيلك؟[/c]- الجيل الثاني من المخرجين .. مساكين حتى ولو كانوا مبدعين!!دعني اصارحك يا صديقي، وأنت تعرف ذلك، في هذا الوقت لايوجد التشجيع ولايوجد توفير ابسط اسباب وعوامل النجاح!!بل عندما ينجح مخرج أو مخرجة، ياويله من اعداء النجاح .. يكشرون عن انيابهم .. ويستلمونه .. ويعقدون .. .. ويهاجموه حتى يندم على بذله الجهد الذي مكن برنامجه من النجاح !! والمؤسف له هو ان هذا الهجوم يأتي من بعض قيادات التلفزيون![c1]* احلت للتقاعد وأنت في قمة صحتك ونجاحك .. ماهو انعكاس ذلك على نفسيتك كمبدع .. وهل يحال المبدع للتقاعد وهو في قمة عطائه ؟ [/c]- كان لقرار تقاعدي انعكاس سيء جداً على نفسيتي .. والأسوأ من قرار التقاعد هو الطريقة اللا انسانية التي عاملوني بها ليخبروني بأني اصبحت متقاعداً.تصور .. تقوم بعملك يومياً .. ويوم وقوفك في الطابور لاستلام راتبك من المحاسب والتوقيع على الاستلام ...يقول لك الصراف بكل بساطة: عفواً يا أخ .. راتبك تحول إلى المعاشات!!كيف؟ ومتى ؟ ولماذا لم تبلغوني بذلك من قبل ؟ لا أحد يجيبك!!هكذا اصبحنا "موت قاعدين" دون كلمة وداع ولا شكر ولا اعتراف بجهودك التي بذلتها طوال 37 عاماً .. هكذا نغادر المرفق مطرودين شر طردة!!وهنا نتساءل: لماذا لاتحذو المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون حذو العديد من المؤسسات والمرافق في اقامة حفلات تكريمية لكوادرها وموظفيها المحالين إلى المعاش التقاعدي، والتي يشارك قيادات هذه المرافق في توزيع الهدايا وتناول الكيك والمشروبات مع هؤلاء العمال الذين افنوا حياتهم لرفع مستوى العمل في تلك المرافق .. بدلاً من مفاجأة المبدعين والكوادر والعمال باحالتهم إلى المعاش وتكليف الصرافين بابلاغهم بتوقيف رواتبهم واحالتها معهم إلى هيئة الضمان!!أننا نؤكد على الاهتمام بأن تكون الادارة في خدمة الابداع .. وان لايتحول الاداريون إلى ملائكة تطرد من تشاء من ممالكها!!