الانتخابات في العراق
بغداد / وكالات:أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في العراق أن العملية الانتخابية التي تشهدها البلاد لانتخاب الجمعية الوطنية الدائمة (البرلمان) تسير بشكل جيد, مشيدة بالأجواء الآمنة التي تشهدها تلك الانتخابات.وقال المسؤول بالمفوضية صفوت رشيد في مؤتمر صحفي إن هناك أكثر من 300 ألف مراقب يمثلون المجتمع المدني يراقبون سير العملية الانتخابية في أكثر من 30 ألف لجنة انتخابية موزعة في عموم العراق. وأشار إلى أن عملية الفرز ستتم بأسرع وقت فور إغلاق مراكز الاقتراع.وفي تعليقه على سير الانتخابات قال الصحفي فالح عبد الكريم في اتصال مع الجزيرة إن أعدادا كبيرة من الناخبين في مدينة القائم غربي العراق لم يستكملوا تصويتهم بسبب كثرة الطوابير وقلة صناديق الاقتراع المخصصة من قبل مفوضية الانتخابات. أما الصحفي علي ستار الموسوي فأكد لقناة الجزيرة القطرية أن الإقبال على التصويت في مدينة البصرة جنوبي العراق كان كبيرا خاصة بين صفوف النساء, مشيرا إلى أن العملية الانتخابية سارت في أجواء هادئة نسبيا وأنه لم تسجل أي خروقات خلالها.وشهدت مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار هدوءا نسبيا هي الأخرى, ورغم سماع صوت انفجارات وإطلاق نيران مع بدء التصويت فإن المقترعين توافدوا بكثرة للإدلاء بأصواتهم. ولم تفتح المفوضية العليا سوى 162 مركز اقتراع من بين 207 في نفس المحافظة لمخاوف أمنية.أما الفلوجة التي شهدت العديد من العمليات العسكرية بين القوات الأميركية والعراقية وبين مسلحين, فقد شهدت إقبالا شديدا من قبل الناخبين الذين توافدوا منذ صباح امس الباكر لمراكز الاقتراع. وشكا الناخبون في المدينة من نقص صناديق الاقتراع وسجلات وأوراق الاقتراع. وكان العديد من المسؤولين العراقيين أعربوا عن أملهم في عودة الاستقرار إلى العراق وأن يتمخض عن هذه الانتخابات برلمان وحكومة قويان يمثلان كافة شرائح الشعب العراقي. فعقب الإدلاء بصوته طالب رئيس البرلمان الحالي حاجم الحسني بضرورة أن تعامل الحكومة القادمة الجميع بالعدل والمساواة دون تفريق, وأن تسعى للقضاء على الفساد وبناء جيش قوي يكون ولاؤه للشعب العراقي، على حد قوله.وفي وقت مبكر من صباح امس أعرب الرئيس العراقي جلال الطالباني عن أمله في أن يتمخض عن الانتخابات برلمان وحكومة ائتلافية قوية تمثل كل الشعب العراقي وتضع حدا لما وصفه بالإرهاب التكفيري وتمهد الطريق لقيام عراق مزدهر ديمقراطي اتحادي قوي ومستقل، على حد قوله.كما أكد رئيس الوزراء الانتقالي إبراهيم الجعفري أنه سيحترم إرادة الشعب حتى وإن كان من اختارهم "غير أكفاء", مشيرا إلى أن حكومته ستستمر في تسيير الأعمال حتى تشكيل الحكومة الجديدة. أما رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني فأعرب عقب الإدلاء بصوته في منتجع صلاح الدين بأربيل شمالي بغداد عن أمله في عودة الاستقرار إلى العراق عقب هذه الانتخابات.كما صرح رئيس الوزراء السابق إياد علاوي أنه أطلع الأمم المتحدة على الخروقات التي حصلت في الحملة الانتخابية, مطالبا أمينها العام كوفي أنان بأن يأخذ في الاعتبار عدم حصولها مجددا من قبل المفوضية التي اتهمها بعدم إجراء أي تحقيقات بشأن تلك الخروقات. من جهته وصف السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاده الانتخابات بأنها خطوة أولى في دمج العرب السنة في العملية السياسية وإشراكهم في الحكومة, مشيرا إلى أن الإشارات الأولية تفيد أن الإقبال كان كثيفا ومرتفعا جدا. ميدانيا تبنت مجموعة تطلق على نفسها "جيش الطائفة المنصورة" يعتقد أن لها ارتباطا بتنظيم القاعدة بزعامة أبو مصعب الزرقاوي مسؤوليتها عن الهجمات بقذائف الهاون التي استهدفت المنطقة الخضراء في بغداد وأسفرت عن جرح جندي أميركي.وكان الانفجار وقع في المنطقة التي تقع فيها السفارتان الأميركية والبريطانية ومبان حكومية رسمية بعد خمس دقائق من فتح مراكز الاقتراع. وفي الرمادي هز انفجار آخر بعد قليل من فتح مراكز الاقتراع أعقبه إطلاق أعيرة نارية. وقالت الشرطة العراقية إن قذيفة هاون سقطت قرب مركز للاقتراع في مدينة تكريت شمالي بغداد.وفي تلعفر شمالي غرب الموصل تسبب إطلاق قذائف هاون في منطقة مزدحمة بالناخبين في مقتل شخص وإصابة اثنين بجروح.كما لقي عراقي مصرعه وجرح آخران في مدينة الموصل شمالي بغداد عندما ألقى شخص يقود دراجة نارية قنبلة على أحد مراكز الاقتراع بحي سومر جنوب المدينة.وقال شهود عيان إن سبعة انفجارات سمعت في نفس المدينة, في حين قال الجيش الأميركي إن عربتين تابعتين له هوجمتا دون أن يذكر وقوع إصابات.كما أكدت وزارة الداخلية أن مدنيين عراقيين أصيبا بجروح في انفجار ثلاث قذائف هاون في بغداد. وأشارت إلى أن القذيفة الأولى سقطت على منزل في مدينة الصدر, بينما سقطت قذيفتان في منطقة باب المعظم قرب مركز انتخابي ومبنى وزارة الدفاع القديم.