غضون
- قيل إن “جعران” قال لنحلة خذيني معك إلى الحقل كي ارتشف رحيق الأزهار وأنتج عسلاً كما تفعلين، فأشفقت عليه وأخذته معها ولكنه لم يتمكن من إنتاج العسل، غضبت عليه النحلة وضربته ضرباً مبرحاً.. فقال: استحق هذا الجزاء إذ كيف فكرت في إنتاج العسل وأنا لا أستطيع حتى إنتاج القطران!وبعض المسؤولين عندنا مثابرون مثل النحلة وينتجون بعض العسل ويخدمون مجتمعهم ومواطنيهم لكنهم يصطحبون الجعران ويجعلونهم بطانة لهم في مكاتبهم ومن بين أيديهم ومن خلفهم، وهذه البطانة تلحس رحيق هؤلاء المسؤولين الذين لا يؤدبون أولئك الجعران الذين ينتجون القطران.- كل مسؤول في الدولة صغيراً كان أو كبيراً يحتاج إلى بطانة أقله مدير مكتب أو سكرتيرة أو سائق أو حتى مستشار فلا غنى للمسؤول عن البطانة التي تساعده أو يجب أن تساعده في إنجاز مهامه وتصريف الأمور اليومية، ولكن يجب أن تبقى البطانة بطانة بمعنى البطانة وليس بطانية يتدثرها فتحجبه عن الدنيا، فعندئذ عليه أن يتخلص منها..هناك وزراء محترمون لا يزالون إلى اليوم شبه فقراء بينما مديرو مكاتبهم أصبحوا أغنياء، وهناك مديرون تديرهم سكرتيراتهم والسواقون الجعران! وهؤلاء يتحدث الناس عنهم بطلاقة وعلانية.. وعليهم أن يشعروا بالخجل والازدراء.- وبعض المسؤولين لديهم بطانة نظيفة ولكن هذه البطانة عبارة حمقى.. والأحمق ضرره أكثر من نفعه حتى إنه عندما يريد التعبير عن إخلاصه وتفانيه لمرؤوسه يقدم نصيحة أو يقدم على سلوك يؤدي بالاثنين إلى خمسين داهية.مرة حضرت اجتماعاً لمجلس محو الأمية في إحدى المدن وكان الحديث يدور حول كيفية تخفيض عدد الأميين في المدينة.. أحد المستشارين قدم شرحاً للمشكلة وقدم حلاً غاية في الحلاوة.. قال :الأميون في المدينة يتكاثرون لأن الذين يأتون إليها من الريف أميون.. إذاً الحل هو أن نمنع دخول الأميين إلى المدينة.»!.