صباح الخير
ما الذي نكتب يا سيدتي؟/ نحن محكومون بالموت إذا نحن صدقنا/ ثم محكومون بالموت إذا نحن كذبنا/ ما الذي نكتب يا سيدتي؟/ نحن لا نملك أن نحتج أو نصرخ أو نبصق أو نتمنى/ اخرستنا هذه الحرب التي من غير معنى" (نزار قباني) * ذات مساء عرفت مدينة عدن ان الأخت العزيزة راقية حميدان قد تم ترشيحها لجائزة (نوبل) وفرحت هذه المدينة، فرح الرجال والنساء على حد سواء، وكتبنا حينها عن الغالية (راقية) باعتبارها صوت الرفض المناضل ضد كل أشكال القهر والباطل... ولم يكن يهمنا أن تحصل على هذه الجائزة أو لا تحصل... المهم انها رشحت من دون نساء اليمن كلها ... وهي حقيقة هامة لم يدركها أولئك الذين مازالوا يرزحون تحت عقدة مرضية نفسية تدعى (مرض العظمة) وهي في الأساس (مركب نقص) لأبأس... كان الترشيح أروع وسام في صدر المدينة (عدن) جاء عبر أبنة (عدن) المحامية والمناضلة في سبيل احقاق حق الإنسان، تلك العزيزة راقية حميدان.. * اليوم جاء من مملكة (البحرين) أروع تشريف لإنسانة، شجاعة، حرة، لا تقبل التطويع أو المهادنة، فالحياة قد علمتها أن تركل القهر والباطل وراء ظهرها وان تواجه أعداء الحياة بكل بسالة وصلابة، يعجز عنها آلاف الرجال من أشباه الرجال الذين نراهم في هذا الزمن المر.. منحتها المملكة الصديقة، الوسام الرفيع الخاص بجهودها المخلصة المبذولة في سبيل الدفاع عن قضايا المرأة العربية... هذا الوسام يعبر بحق عن فهم ومعرفة الأشقاء والشقيقات في (البحرين) بالدور التاريخي لنضال المرأة العدنية، ولأن العزيزة راقية هي أنموذج رائع لكل مناضلة عدنية، كان تقليدها هذا الوسام (من الدرجة الثانية) منسجماً بكل براعة مع دور المرأة العدنية في ملحمة النضال من أجل حق المرأة في الحياة المعيشية الحرة والكريمة وحقها في الحياة على قدم المساواة مع الرجل. * أقول... هذا الوسام الرفيع على صدر الراقية (راقية حميدان) بحاجة إلى بزوغ صوت الرفض العالي للمرأة في عدن، الرافض لكل أولئك الذين مازالوا يعيشون في الكهوف منذ آلاف السنين، أولئك الذين يريدون طيلة هذه السنوات المرة والعجاف أن يعيدون المرأة إلى عصر (الحريم، والإمات) يريدون ان يجعلوا من المرأة مجرد مخلوق هجين لا قيمة ولا وزن له... هؤلاء الذين يتحدثون بأسم (الدين الإسلامي العظيم) وهم يخرجون من الإسلام كما يخرج السهم من الرمية. * ويبقى القول... تعجز الكلمات عن التعبير عن مدى سعادتي بهذا الحدث الذي جاء إلينا من الخارج كالنسمة العليلة في ليلة صيف، مع ان الحدث جاء في ليلة خريف، وسيبقى ابد الدهر ولن تذروه الرياح إلى يوم القيامة... ألا لك المجد أيتها الأخت الغالية .