غضون
* بعض حملة الأقلام في المعارضة وبعضهم محسوبون على الموالاة تفرقوا على جبهات عدة لشن هجوم على عبدالقادر باجمال رئيس الوزراء السابق والأمين العام للحزب الحاكم حالياً، ولأسباب مفهومه، حتى أن أحدهم نظر في جوانب ضعف أداء حكومة مجور، فراح يلقي بالنقد على باجمال، وهؤلاء ينظرون إلى الرجل بعين عدو لذلك يحجبون مميزات أدائه، ويحركهم غضبهم وقضايا خاصة واجهادات مرهقة، فيكتبون دون أمانة أو فحص وتدقيق لما يقولون، ولو منحوا أنفسهم فرصة موضوعية للنقد والتقييم لوجدوا الأحداث والقرارات والتجارب التي ارتبطت باسمه تؤهله لأن يكون أفضل وزير ورئيس حكومة وقائد سياسي في تاريخنا المعاصر.* سأذكر هنا شاهداً طازجاً وهو أن برنامج منظمة الأمم المتحدة للبيئة اختار سبع شخصيات عالمية مرموقة ليمنحها الجائزة الرفيعة “أبطال الأرض، وعبدالقادر باجمال هو واحد من أولئك الأبطال الذين قدموا لبلدانهم وللانسانية خدمات جليلة في مجال حماية البيئة.. في حيثيات منح الجائزة لباجمال يقول البرنامج إن هذا الرجل الذي كان وزيراً ثم رئيساً للحكومة منذ 2001م وإلى ماقبل عام اتخذ قرارات وإجراءات ومكاسب مهمة في مجال البيئة باستحداث مؤسسات لحماية البيئة وانشأ محميات طبيعية للحفاظ على المياه والتربة والهواء, إضافة إلى أن الحكومة في فترة رئاسته لها كانت ذات دور مهم في إنجاح الجهود الإقليمية والدولية للحفاظ على البيئة.. وبرنامج الأمم المتحدة لم يقدم هذه الشهادة مجاملة بل لأن أفعال باجمال على الأرض كانت مهمة في هذا الجانب..* ولو سلك المؤمن نفس هذا المسلك في التقييم العلمي والموضوعي يمكنه ملاحظة أن اسم باجمال ارتبط بإنجازات أصيلة في مجالات أخرى.. فالتعليم الذي ظل مزدوجاً ومتشظياً توحد في ظل حكومة باجمال.. ولم تبدأ مرحلة نهوض المجتمع المدني إلا في بداية عهده، وكان صاحب دور فعال في إنهاء مشكلة الحدود الشائكة، وفي عهده تم الشروع في تنفيذ عملية الإصلاحات المالية والإدارية والاقتصادية وتعامل مع هذه القضية بصدق وشجاعة رغم تبعاتها على شخصه، وفي عهده حققت الدبلوماسية اليمنية ذلك الفتح اليمني في نظام جامعة الدول العربية المتصلب وأصبحت القمة العربية منتظمة.. وهكذا إذا تأمل المرء بإنصاف لتجربته وسيرته فسيرى أنه قائد وإداري وسياسي جدير بالاحترام.