المهمشون يقفون على هامش آليات التنمية !! 2 - 2
لقاء / نعائم خالدفي لقائنا بالسيد ماثيو كير ليرو رئيس منظمة (ديا) الفرنسية في اليمن، أفادنا بالكثير من المعلومات حول المنظمة وعملها الذي يستهدف المهمشين بشكل عام، ونستكمل هنا عرض أهم المشاريع التي تنفذها منظمة (ديا) في اليمن والمشكلات والمهام التي تقوم بها المنظمة من اجل مساعدة المهمشين وتدريب منظمات المجتمع المدني والجمعيات العاملة في الساحة على كيفية إدماج وإشراك هذه الفئات في عملية التنمية بالشراكة مع المجالس المحلية ، وكذا تغيير النظرة القاصرة تجاههم من أفراد المجتمع حتى يتمكنوا من تفعيل أدوارهم في المجتمع بكل فئاته.[c1]مشاريع مستقبلية تخص المهمشين [/c][c1] لماذا تعملون في محافظة تعز دون سواها؟ وهل هناك مشاريع مستقبلية تخص المهمشين؟ [/c]- بدأت المنظمة عملها مع هؤلاء الناس من المهمشين في عام 2001م في محافظة تعز ونحن على طريق جني ثمار التزامنا على المدى الطويل فقد قمنا ب بتقوية بعض الجمعيات المحلية من أجل جعلهم يعملون مع السلطات المحلية لمساعدة جميع الجهات الفاعلة وتنفيذ المشروع بشكل صحيح وكل هذا العمل يتطلب الكثير من الوقت و هدفنا هو عدم القيام بالأنشطة بأنفسنا ولكن بالتعاون مع السلطات المحلية و الجمعيات المحلية ، لذا ما نقوم به حاليا هو استكمال ما بدأناه هنا قبل الانتقال إلى مكان آخر . وأضاف : « لقد حددت المنظمة 38 منطقة يتواجد فيها المهمشون في محافظة تعز وضواحيها في أواخر العام 2008م وطاقم عملنا التنفيذي في تعز يتكون من 8 أشخاص يعملون في جانب الاقتصاد و البيئة و الصحة التعليم ، وقبل الخروج من إطار محافظة تعز يجب أن نتأكد بأن الاحتياجات الأساسية لكافة الناس الذين نعمل معهم قد تم تغطيتها بشكل كامل» . واستطرد قائلا : «نحن في منظمة دولية ونحتاج بعض الوقت من اجل أن نفهم الثقافة و المجتمع و الناس.. واليمن بلد غير عادي مع التنوع الهائل، والعمل في محافظة تعز مختلف عن العمل في شبام أو صعدة ، ففي التنمية نحتاج الوقت من أجل العمل بطريقة صحيحة لأنه من المهم أن نفهم سياق التدخل، فلدينا علاقات كبيرة مع مختلف شركائنا ومازلنا نتعلم كل يوم شيئا جديد عن ثقافة مجتمع تعز».وقال:«بالنسبة لنشاطاتنا المستقبلية لدينا عدد من النشاطات قيد التنفيذ مثل تنفيذ مدرسة متنقلة لأربع مناطق ، فصول دراسية، نواد للأطفال، ومشاريع صغيرة أخرى و كذا بناء قدرات المنظمات المحلية مع الفريق ، وقد بدأنا بالتفكير ماذا سنعمل بعد انتهاء هذا المشروع في عام 2012م ، و مازلنا نفكر ».[c1]النتائج الإيجابية التي حققتها المنظمة [/c][c1]ما هي النتائج الايجابية التي حققتها المنظمة في مشاريعها في اليمن وبالذات فيما يخص الفئات المهمشة ؟ [/c]- أوضح السيد ماثيو « بأن هناك الكثير من الانجازات التي نفذتها ( ديا ) و شركاؤها منها : شبكة المياه في المفتش إنشاء المنازل في سوق الجملة ، قصص ناجحة لإدارة المشاريع الصغيرة في مناطق مختلفة.. انخفاض عدد الطلاب المتسربين من المدارس في أوساط المهمشين و تحسين أوضاع عمال النظافة، و عشرات الآلاف من المهمشين تم تطعيمهم منذ عام 2003م .ولفت إلى أن الجانب الذي يقدره جل التقدير هو تنفيذ خطة العمل المحلية التي عمل على تصميمها الشركاء(المجلس المحلي والجمعيات المحلية و مكتب التعليم/ الصحة/ الاقتصاد و النظراء) والتي تتكون من ثلاث لجان تم تكوينها من أجل التصميم و التنفيذ والإشراف و التقييم لخطة العمل المحلية.[c1]تمييز عنصري ضد المهمشين[/c][c1]من وجهة نظركم هل هناك تمييز عنصري ضد المهمشين؟[/c]- أعتقد أن معظم الحالات العنصرية ليست بسبب لون البشرة ولكن بسبب التمثيل الخاطئ و المعرفة عن هذه الفئة من قبل الأفراد في المجتمع، وكما يقول غاندي «الغضب و التعصب هم أعداء الفهم الصحيح» فبالنسبة للفئات المهمشة فإن تمثيل هذه الفئة في اليمن يبدو بأنه خاطئ وهذه مسؤولية كل شخص بمفرده وعليه لابد من بذل الجهود لقبول اختلاف الآخرين .[c1]التغييرات الوظيفية تعرقل عملنا [/c][c1] كيف تقيمون تعاون الجهات الرسمية الحكومية مع المنظمة ؟ ومع مشاريعكم الحالية؟ وهل هناك صعوبات تواجه عمل المنظمة ؟ [/c]- التعاون مع محافظ تعز و المجالس المحلية و وزارة التخطيط والتعاون الدولي والسلطات العامة ممتاز للغاية. وهذا التعاون هو أساس إستراتيجيتنا للتنمية.. ونحن هنا لتيسير التعاون و الروابط القائمة بين السلطات المحلية والجمعيات المحلية والمجتمع المدني والفئات المستهدفة. وقال اهم منعطف واجهنا هو التغييرات الوظيفية في أوساط الشركاء المختلفين قد أدى ذلك إلى إبطاء سير عملية البدء بخطط العمل المحلية . [c1]مشاريعنا [/c][c1] هناك مشاريع للمنظمة في مجال المياه في المديريات الساحلية مثل مديرية باب المندب والمخا .. كيف تم اختيار هذه المناطق ؟[/c] -تنفذ المنظمة منذ يونيو 2008 مشروع الأمن الغذائي لمدة ثلاث سنوات في المناطق الساحلية في مديريتي المخا وباب المندب ، بتمويل من المفوضية الأوروبية و سينتهي المشروع في 2011م .يتكون المشروع من ثلاثة توجهات رئيسية هي: 1) تحسين فرص الحصول على المياه الصالحة للشرب من خلال : • تنفيذ مشروعي مياه مع ملحقاتهما : حفر بئرين وشبكتي إمدادات مياه الشرب واحدة في الرويس و الزهاري وأخرى في مدينة الحريقية. • من خلال الدعم التقني والإداري للجان المياه القائمة في حي سالم - دار الشجاع والجديد - السيمال.2) تحسين إنتاج الغذاء والدخل من خلال : • تقديم الدعم للصيادين في التدريبات (الميكانيكية ، وإدارة الجمعيات ، التداول الصحي للأسماك ، الملاحة ، والإسعافات الأولية من أجل السلامة ..) وتشييد و إعادة تأهيل المرافق (مركز إنزال في المعقر واثنان في الجديد ، بما في ذلك المعدات الأساسية ( طاولات الأسماك ، والمولدات الكهربائية ، والأدوات).• تقديم الدعم لمنتجي التمور (إعادة تأهيل الآبار وتوزيع مضخات ( القدم ) للري ، وتدريبات على الأسمدة والمبيدات وغيرها من التقنيات لتحسين الإنتاج ، وتحسين الري..)• تقديم المساعدة للنساء في البستنة (توزيع ( الجرار) لأغراض الري والأدوات ، والتدريب على أساليب زراعة الخضر ، حديقة الخضر المجتمعية ،..)• تقديم المساعدة للبيوت في تحسين إدارة الثروة الحيوانية (حملة للتخلص من الديدان ، وتحسين الدجاج المنزلي ، والتدريب على رعاية وتغذية الحيوان..)• تحسين إنتاج الملح (إدخال التقنيات الفعالة من حيث التكلفة ، والتسويق...)• يمكن تحديد مشاريع صغيرة أخرى وفقا لدراسة الجدوى (تربية نحل العسل ومشتل أشجار ، وجلب الخضار والفواكه إلى القرى..)3) رفع الوعي المعرفي للمجتمعات المحلية لإحداث تغييرات في سلوك وممارسات الصحة والتغذية من أجل تعزيز صحة أفضل للجميع من خلال : • دورات توعية عن النظافة والتغذية مع النساء في القرى . • رفع الوعي المعرفي لدى الأمهات بأهمية الرضاعة الطبيعية • تشكيل النوادي المدرسية لخلق أنشطة لتحسين النظافة (حملة التنظيف ، الرعاية الصحية اليومية في المدرسة ، ومسرحيات ، وعروض الدمى..) واستطرد قائلا « العقبة الرئيسية التي نواجهها في المخا هي مكافحة التصور الخاطئ لدى الناس من خارج المنطقة عن هذه المنطقة فالناس يترددون بالذهاب إلى المخا ! وكذلك المناخ في المخا ( حر شديد أو رياح) وهذا متعب كثيرا ، وحقيقةً في هذه المنطقة بالتحديد قد أنجزنا الكثير من النشاطات مع شركائنا ولدينا علاقات ممتازة مع الجميع .[c1]إضاءةختاما تحدث السيد ماثيو قائلا « ما أريد أن أقوله فقط أن منظمة ( ديا ) تتواجد هنا من أجل مساعدة و دعم الفئات المستهدفة لأجل وضع الحلول لمشاكلهم بأنفسهم بالتعاون مع السلطات المحلية و كذا الجمعيات المحلية. منظمة ( ديا ) هي لا شيء من دون كل هذه الجهات الفاعلة سواء الحكومية أو غيرها. نحن نبذل قصارى جهدنا في كل يوم ولكن مقارنةً بإلتزاماتنا تعتبر متواضعة جداً. والعملية تعتبر عملية طويلة المدى و نحن نعلم بأنها قد تكون قطرة في بحر ولكن «مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة».