صـباح الخـير
تناشد جماهيرنا العربية حكامها منذ بدء العدوان الصهيوني على لبنان، ان يعقدوا قمة استثنائية للوقوف امام العدوان والعمل على ايقافه، ودعم المقاومة والشعب اللبناني، ولكن الانقسام العربي وتباين المواقف حال دون ذلك، حتى في الوقت الذي تبنت فيه القيادة اليمنية بشخص فخامة الرئيس علي عبدالله صالح هذه الدعوة وكانت اول من بادر.اليوم وبعد شهر من العدوان الذي دمر قرى بكاملها وهدم كل البنية التحتية اللبنانية، واوقع ما يزيد على الف شهيد، وآلاف الجرحى، ومجزرة تلو الاخرى، آخرها مجزرة الشياح ليل اول من امس التي راح ضحيتها اربعون قتيلا وجريحا.اليوم تحرك النبض الرسمي العربي، الذي كنا وما زلنا ننتظره، ولم نفقد الامل في امتنا العربية والاسلامية، فكان اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت والمثل يقول "ان تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي".اجتمع الوزراء، وخرجوا بقرار يجمع على ماتريده الحكومة اللبنانية "النقاط السبع"، وارسال وفد الى اميركا لينقل وجهة نظر العرب في رفض المشروع الاميركي الفرنسي، والعمل على تعديله، كما دعا الاخوة الوزراء الى عقد قمة عربية طارئة في مكة.هذا الموقف العربي يجب ان نرحب به، بالرغم من سماعنا وجهات نظر واسئلة قد تكون محقة فالبعض يقول ان الاجتماع جاء متأخرا، وآخر انه جاء بعد ان اثبتت المقاومة جدارتها وحطمت اسطورة جيش صهيون، وهناك من يقول ان استمرار العدوان الصهيوني، قد حرك الشارع العربي وباتت الانظمة تخشى جماهيرها، كل هذا كلام مهم ولكن نحن امام استجابة للحكام العرب وتحرك كنا نطالب به، قد يكون الموقف ضعيفا، ونطمح الى مزيد من المواقف العربية مثل سحب السفراء، واستخدام سلاح النفط، وفتح باب التطوع، وقطع العلاقات مع اميركا وغيرها، وهذا ايضا طموح مشروع لجماهيرنا العربية، وقد يتحقق في القمة العربية الطارئة.لذا نقول نريد قمة عربية تأخد بعين الاعتبار طموحات الجماهير العربية، قمة عربية توقف العدوان فورا على لبنان وفلسطين، قمة عربية تعيد الاسرى من السجون الصهيونية الى بيوتهم قبل ان تطالب بعودة ثلاثة من الاسرى اليهود، قمة ترفع الظلم عن اهلنا في غزة والضفة الغربية وتفك الحصار، قمة تعيد بناء لبنان، قمة تكف عن اللهث وراء الشعارات الاميركية الكاذبة، قمة تحدد من هو عدو الامة العربية والاسلامية، قمة تجمع الشمل العربي وتوحد الصف في مواجهة المشروع الاميركي الصهيوني، قمة تقول نعم للمقاومة في فلسطين، ولبنان والعراق، قمة تقتنع ان لاسلام مع اسرائيل فهم قتلة الانبياء، ولاعهد لهم، قمة تعرف ان هزيمة اسرائيل ممكنة وبأنها ليست قدراً ونحن ندرك ان العرب سيتحدون.