تقع شيآن التي كانت تدعى « تشانغآن » في وسط مقاطعة شنشي وحاضرة المقاطعة حاليا. اتخذتها 12 أسرة ملكية عاصمة لها خلال الفترة ما بين القرن 11 قبل الميلاد وأواخر القرن 9 بعد الميلاد. وكانت مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا في الصين القديمة، ونقطة البداية لطريق الحريرالقديم المشهور، وكانت في الفترة ما بين عهدي أسرة هان وأسرة تانغ ( من عام 206 قبل الميلاد إلى عام 907 الميلادي ) مركزا للاتصالات والتبادلات الخارجية، ومدينة دولية كبيرة إذ زاد تعداد سكانها عن مليون نسمة.« روما في الغرب وتشانغآن في الشرق « .. قول مأثور يدل على مكانتها التاريخية في العالم. وصارت اليوم هي وأثينا والقاهرة وروما، العواصم الحضارية القديمة الأربع في العالم . هذه هي مدينة شيآن المدينة التاريخية الزاخرة بالكنوز التاريخية الممتدة إلى آلاف السنين و التي لاتزال محفوظة حتى اليوم ، و هي المدينة التي انطلقت منها طريق الحرير. لقد ترك التاريخ كنزا أثريا تحت كل بوصة من أرض شيآن. ومدينة شيآن اليوم قائمة على أطلال حضارة ممتدة لآلاف السنين. وتعد أسوار شيآن الحالية المبنية في عهد أسرة مينغ ( من عام 1368 إلى عام 1644 ) أعظم وأكمل قلعة قديمة من القلاع المحفوظة جيدا في عالم اليوم. وتثير حفريات المقبرة لأحد أباطرة أسرة هان ( من عام 206 قبل الميلاد إلى عام 220 الميلادي ) تساؤلات تتحدى الأوساط الأثرية لما تحمله من علامات استفهام كبيرة. ومن الآثار المدهشة أيضا كتائب الجيوش و الخيول الصلصالية ففي يوم 29 من مارس عام 1974 كان المزارعون في قرية شي يانغ بضاحية شيآن يحفرون بئرا في أحد الحقول. ومن غير المتوقع فقد اكتشفوا آثارا عظيمة من حضارة الصين أثارت هزة في العالم، هي تماثيل الجنود والخيول الصلصالية لأسرة تشين ). وبعد 5 سنوات من عمليات الحفر المتتابعة. أسس في اليوم الأول من أكتوبر عام 1979 متحف خاص للمكتشفات، وفتحت أبوابه أمام الزوار. ومنذ ذلك الوقت، تدفق الزوار المحليون والأجانب إليه لرؤية عظمة الفيالق الإمبراطورية لأسرة تشين.وأصبحت هذه التماثيل الأثرية رمزا لمدينة شيآن. و في بانبو حفظت داخل شيآن أطلال حضارة الإنسان العائدة إلى 6000 سنة. وحفظت في متحف غابات الأنصاب أكثر من ثلاثة آلاف قطعة من الأنصاب الحجرية لمختلف العصور. ويعد شارع «شويوان من » مكانا جديرا بالزيارة في شيآن. يمتد الشارع من بوابة الجنوب غربا إلى شارع بايشولين شرقا، وهو مرصوف بالبلاطات الزرقاء، تنتصب على جانبيه محلات ثقافية لبيع أدوات الكتابة والتصوير، ويزوره رجال الثقافة ومقتنو الآثار ومحبو الفنون لرؤية الأعمال الفنية والحرفية، ويمكن للزوار أن يشتروا فيه روائع الرسوم والمخطوطات الفنية والتحف القديمة والسلع الأخرى ذات الطابع المحلي. احتلت شيآن في التاريخ مكانة مهمة سياسية واقتصادية وثقافية. ظهر فيها عبر آلاف السنين كثير من الشخصيات البارزة. واليوم، يتابع أهالي شيآن تقاليدهم الثقافية القديمة من جهة, ومن جهة أخرى، يتحمسون في إثارة وتنشيط الموجات الثقافية الحديثة.