"إن حماية حقوق ومصالح الأطفال تعد جزءاً لا يتجزأ من قضية الذود عن الوطن والبناء والتعمير" أثار الموضوع المنشور في صحيفة 14( أكتوبر ) في عددها الصادر في 24 يوليو بعنوان " ندوة حول الزواج المبكر في الحديدة " نظمها اتحاد نساء اليمن في مديرية باجل وكذا الموضوع المنشور في صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 1 مايو 06 بعنوان " تزويج الأطفال ....تقليد هندي " الطفلة آنيا البالغة من العمر 11 سنة تم تزويجها في كنيسة ببلدة راجغار في ولاية بوبال وسط الهند، أثار عندي الرغبة في الكتابة في هذا الموضوع.رغم إن اليمن قد وقع الميثاق الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة والخاص بإلغاء جميع أنواع التمييز الذي تتعرض له المرأة، لا تزال النظرة الدونية للمرأة هي السائدة. فالزواج المبكر للأبناء والفتاة على وجه الخصوص يعتبر انتهاك الحقها في النمو والتطور وحقوقها التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الطفل ،كما أنه انتهاك لحقوقها الإنسانية التي كفلتها لائحة حقوق الإنسان . والزواج المبكر والنظرة المتخلفة للكثير من الرجال إلى المرأة تعد من أهم العوائق أمام إقبال المرأة على التعليم العالي.الفتيات اللاتي يتزوجنّ في سن صغيرة يتم تزويجهن دون أخذ رأيهن ّفي الزواج وهنّ ما بين سن العاشرة والرابعة عشرة من العمر أو قبل أن يكتمل نمو أجسادهنّ . وفي هذه المرحلة من العمر تحمل الفتاة قبل اكتمال النمو الجسمي فتكون النتيجة أنها تلد أطفالا مشوهين ومرضى في أكثر الأحيان وتتحول الفتاة إلى أم وهي في أشد الحاجة إلى حنان أمها.إن قانون الأسرة الذي كان سائدا في الشطر الجنوبي قد أعطى حقوقا ووضعا تقدميا للمرأة وحدد سن الزواج بقانون ،إلا أن تشريعات ما بعد الوحدة ألغت هذه المادة وقام مجلس النواب بتعديل قانون الأسرة وأدخل عليه تعديلا يسمح لولي أمر الطفلة بتزويجها وهي طفلة ،وهذا يعطي الحق لمن عقد قرانه عليها بالدخول عليها عندما تكون صالحة للوطء .كما أن رغبة الحكومة في عدم التدخل في قضايا لا تزال تعتبرها من حق رب الأسرة قد قاد إلى عدم الحد من هذه الظاهرة.هناك عدة عوامل تقف وراء ظاهرة الزواج المبكر منها وأظنه العامل الأساسي هو انتشار توجهات ثقافية مؤيدة للزواج المبكر، وذلك بأن الدين الإسلامي يحث على الزواج المبكر وإن التأخير في سن الزواج يعتبر مخالفة للتعاليم الإسلامية.كما أن الروابط الاجتماعية والقرابة في المجتمع اليمني تلعب دورا كبيرا في حياة الأسرة اليمنية وغالبا ما تكون سببا في عملية الزواج المبكر للأبناء ـ وخاصة الفتيات. ففي معظم الحالات يتم تزويج الفتاة إلى قريب ـ خاصة ابن العم ـ وعمرها لا يتجاوز الثالثة عشرة، على اعتبار أن الفتاة الصغيرة لن تذهب بعيدا عن أسرتها. والمصالح الأسرية والفقر لهما دور كبير في إتمام مثل هذا الزواج . فمعظم الأسر الفقيرة تفضل تزويج بناتها الصغيرات إلى أغنياء في السعودية وذلك للحصول على مهورهنّ.في رأيي أن المنظمات الجماهيرية وأخصها اتحاد نساء اليمن تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في الحد من انتشار هذه الظاهرة وذلك من خلال عقد الندوات واللقاءات للتعريف بمخاطر هذه الظاهرة .كما وتقوم بتوعية الفتيات وتحسين أوضاعهن التعليمية بالاستناد إلى المبادئ التي جاءت بها ثورة سبتمبر والتي تؤكد على مجانية التعليم والزاميته باعتباره حقا أساسيا للمواطن اليمني ذكرا كان أم أنثى .كما تستطيع وسائل الإعلام المختلفة وخاصة التلفزيون أن تلعب هي الأخرى دورا كبيرا في التوعية وذلك عن طريق الإكثار من المسرحيات التي تجسد مخاطر الزواج المبكر ووضع الحلول المناسبة التي تحد من هذه الظاهرة.
ظاهرة الزواج المبكر
أخبار متعلقة