14 اكتوبر / متابعات: يتهم الدوري الإنجليزي بافتقاد السحر البرازيلي في طابعه، ولذا لم يكن انتقال البرتغالي ديكو إلى تشيلسي مجرد صفقة بل لون جديد يستعد لإضافة جاذبية على البطولة العريقة.فقلما شهد الدوري الإنجليزي نجاحا برازيليا فيما يتعلق بأصحاب النزعات الهجومية، إذ اكتفت الأعوام الأخيرة بمحاولات كان أبرزها الهداف الكرواتي ذو الأصل البرازيلي إدواردو دا سيفا مع أرسنال وإيلانو مع مانشستر سيتي.تزامن خروج صفقة ديكو للنور مع منح رئيس النادي رومان أبراموفيتش مدير الزرق الفني لويس فيليب سكولاري حسابا مفتوحا لصنع “تشيلسي ممتع” في الموسم المقبل.فانتقال صانع الألعاب ذو الأصول البرازيلية من برشلونة الإسباني رهان من أبراموفيتش على إمكانية دمج فاعلية الإنجليز مع متعة كرة القدم اللاتينية.ورغم مسيرته الناجحة مع كل الأندية التي مثلها بداية من كورنثيانس البرازيلي مرورا ببورتو البرتغالي ومنه إلى برشلونة الإسباني، إلا أن تحدي ديكو الجديد لن يكون سهلا.أسلوب ديكو قد لا يناسب طرق اللعب البريطانية، ما فسره السويدي جوران إريكسون مدرب إنجلترا السابق بأن “في إنجلترا الكل يركض بينما يفضل البرازيليون الرقص”.لكن ديكو بخبرة لاعب وصل لعامه الـ30، أبدى ثقته الكاملة في النجاح مع تشيلسي، مؤكدا أن وجود سكولاري على رأس الجهاز الفني “يعني أن كل شيء سيسر كما يرام”.وأيدت إدارة النادي اللندني كلمات ديكو، مبرزة نجاحاته السابقة التي كان أهمها الفوز بدوري الأبطال مرتين، فضلا عن كأس الاتحاد مع بورتو والليجا الإسبانية مع برشلونة.ولن يكون انتقال ديكو لتشيلسي تحديا للكرة البرازيلية فقط في الدوري الإنجليزي، بل أيضا لنوع غير مرحب به من صناع الألعاب.فنادرا ما شهد الدوري الإنجليزي صانع ألعاب بمعناه الفني، إذ يتميز هذا المركز في البطولة القوية بطابع اللعب البدني والتقني أكثر من المهاري، وهنا يختلف ديكو.فما بين فرانك لامبارد والألماني مايكل بالاك وبول سكولز، “سيظهر ديكو بقدرات بدنية أضعف ولكن بفنيات تتفوق على كل نجوم البطولة” على حد تعبير وكيل أعمال اللاعب.ولأن سكولاري أدار المنتخب البرتغالي فنيا خلال الأعوام الستة الأخيرة، فإنه يدرك تماما ما يمكن لديكو أن يقدمه.فحين منح سكولاري الفرصة لديكو خلال كأس الأمم الأوروبية 2004، قال: “انتظروا خليفة مانويل روي كوستا”، موضحا أنه مفتاح لعب يمكن بناء الفريق حوله.وتؤكد كأس الأمم الأوروبية الأخيرة كلمات سكولاري بعد ما شهدته من تألق لديكو، كونه كان صاحب البصمة الأوضح على البرتغال رغم توديع البطولة من دور الثمانية.ويلعب ديكو تحت الضغط حين يستهل موسمه مع تشيلسي إذ بعد عامين من الظهور الضعيف مع برشلونة عليه العودة إلى مستواه، خاصة وأنه وصل لسن الـ30.ويعني وجود نجوم بقدر بالاك ولامبارد ومايكل إيسين أن العمل الشاق ضرورة مفروضة على ديكو الذي كان على أعتاب تشيلسي في 2004 قبل التوقيع لبرشلونة.فإما النجاح المباشر الذي يفتح الطريق أمام أبناء البرازيل لاقتحام بريطانيا ويؤهل الدوري الإنجليزي للاعتماد على تخفيف طابع اللعب العنيف بفنيات خالصة، أو الإخفاق الذي قد يكتب نهايته الكروية.
أخبار متعلقة