جنوب أفريقيا / 14 اكتوبر / متابعات :مثلت الهزيمة 1 /2 من هولندا ، والتي أخرجت البرازيل من دور الثمانية لمونديال جنوب أفريقيا، نقطة نهاية حزينة لأول تجربة تدريبية للمدير الفني كارلوس دونجا ، القائد الأسطوري السابق للمنتخب البرازيلي الفائز برابع ألقابه الخمسة في كأس العالم عام 1994 في الولايات المتحدة.وصنعت صورة رفع الكأس بعد مشوار ملحمي على الأراضي الأمريكية حدا فاصلا بين مرحلتين بالنسبة لدونجا ، الذي كان قد عاش قبلها بأربعة أعوام مرارة قرار الصحافة في بلاده بإطلاق اسمه (عهد دونجا) على فشل راقصي السامبا في مونديال إيطاليا ، الذي انتهى بخروج الفريق مبكرا من دور الستة عشر.واقتنع دونجا منذ ذلك الحين بأنه يحتاج إلى الفوز دائما لإسكات منتقديه. تمكن من ذلك في الولايات المتحدة. وبتلك الروح ، قبل دعوة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لتولي مهمة تدريب المنتخب الوطني بعد فشل النجوم الكبار في مونديال ألمانيا 2006 تحت قيادة المدرب كارلوس ألبرتو باريرا.وكان “العهد الثالث” لدونجا مثيرا للجدل كالأول، فالرجل الذي لم يكن يملك أية خبرة تدريبية ، حاول فرض تغيير جذري.وعلى عكس باريرا الذي كان عادة ما يطلق على نفسه اسم “مدير المواهب” ، استبعد دونجا أغلب النجوم من فريقه ، الذي ظلت أبوابه مفتوحة فقط للاعبين الذين أعربوا عن استعدادهم لاتباع تعليماته الانضباطية الصارمة.بناء على هذا الأساس ، استبعد من الفريق الذي سافر به إلى جنوب أفريقيا نجوما مثل رونالدينيو لاعب ميلان والمهاجم أدريانو الذي وقع مؤخرا لروما ، كما تجاهل ضغوط المحللين لضم نجوم صاعدين مثل جوهرتي نادي سانتوس المهاجم نيمار وصانع الألعاب باولو هنريكي جانسو.وبدلا من “الكرة الفنية” التي يعشقها البرازيليون، الذين يتوقون لعرض المهارات الفردية ، راهن دونجا على نظام خططي قائم على لعب الفريق الواحد وإقامة ستار دفاعي حديدي مع الاعتماد على الفاعلية الهجومية.وأكد المدير الفني في منتصف مونديال جنوب أفريقيا “رفض اللعب الجميل ليس جزءا من استراتيجيتي ، لكن امتلاك فريق منظم هو أمر جميل أيضا. نعجب بذلك في كرة السلة وفي الكرة الطائرة ، فلماذا لا نفعل في كرة القدم؟ إن أي منتخب عليه أن يحقق الانتصارات بعيدا عن تقديم عروض قوية”.ومع استمرار الانتقادات القاسية من جانب الصحافة الرياضية في بلاده ، فرض دونجا نظاما صارما على لاعبيه في جنوب أفريقيا ، حيث ظلت البعثة لنحو الشهر تقيم في فندق منعزل افتتح حديثا في جوهانسبرج ، دون أي اتصال مفترض مع العالم الخارجي.على المستوى الرياضي ، حاول تعويض ندرة النجوم في فريقه بنظام خططي آتى ثماره بنتائج جيدة للغاية تضمنت لقبي كوبا أمريكا عام 2007 وكأس القارات عام 2009 .وحتى غرق السفينة البرازيلية أمام هولندا أمس ، كان دونجا قد حقق سجلا معقولا للغاية بالفوز في 40 مباراة والتعادل في 11 من إجمالي 56 مباراة سابقة. ورغم أن الهزيمة أمام منتخب “الطاحونة البرتقالية” كانت السادسة في “عهد دونجا” ، إلا أنها جاءت في المباراة التي لم يكن يمكنه الخسارة فيها.وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب المعركة التي استضافها استاد نيلسون مانديلا باي ، كان دونجا هو نفسه صورة الهزيمة. فقد تحمل مسئولية الإخفاق وأوضح أن مهمته كمدرب للفريق قد انتهت.وقال دونجا :”منذ أن توليت مهمة الفريق (عام 2006) ، والجميع يعلم أن العقد كان لأربع سنوات”.وعندما يعود إلى بلاده فجر اليوم الأحد ، سيكون على دونجا مواجهة عداء الجماهير التي كانت تسانده بصورة كبيرة حتى أمس.وكانت المجموعة التي اصطحبها دونجا إلى جنوب أفريقيا تملك واحدا من أعلى المعدلات السنية في المونديال (29 عاما وخمسة أشهر) وقليل من هؤلاء اللاعبين لديه إمكانية للعب في مونديال البرازيل عام 2014 .لذلك ، ستحتاج البرازيل الآن فضلا عن مدرب جديد إلى البحث عن لاعبين يبدؤون رحلة البحث من جديد عن لقب عالمي سادس بعد أربعة أعوام، وفي ظل الضغوط التي يمثلها كونها البلد المضيف.
|
اشتقاق
نهاية حزينة للعهد الثالث لدونجا
أخبار متعلقة