رئيس جمعية شباب عدن لسباق الحمام الزاجل:
أجرت اللقاء/ نادرة عبد القدوس:في عددها الصادر برقم (12690) بتاريخ 13 مايو 2004م، وفي صفحة الشباب التي كنت أعدها وأشرف عليها، نشرت صحيفتنا الغراء (14 أكتوبر) لقاءً قصيراً كنت أجريته مع رئيس جمعية شباب عدن لسباق الحمام الزاجل الشاب المليء بالحماس والحب لهذه الهواية (حلمي سلمان أحمد).. وكان حينها في السنة الثالثة في قسم اللغة الإنجليزية والفرنسية بكلية التربية جامعة عدن، أما اليوم فإنه يشغل إحدى الوظائف في أحد المرافق الحكومية بعدن.كنت أعتقد أن الشاب (حلمي) ورفاقه في الجمعية قد حققوا حلمهم وطموحهم في ايجاد الدعم اللازم لنشاطهم الحيوي، وأن جمعيتهم قد ارتقت إلى المستوى الفاعل والبارز ضمن جمعيات أخرى نشطة في بلادنا.. وأنها على الأقل تجد الامكانيات لتمارس نشاطها الرياضي النادر في بلادنا، بل إن البعض يجد غرابة في ممارسته فيستخف به، رغم أن هذه الرياضة تجد أصداء واسعة في بلدان أخرى وتوفر لها كل مقومات نجاحها ويصرف لها الأموال الطائلة لاستمراريتها وتطويرها والمفاخرة بها، وتشكل لأجلها اتحادات وجمعيات إقليمية ودولية ويتم تبادل الخبرات والمعارف فيما بينها وتنسيق الزيارات الاستطلاعية بين الممارسين والمهتمين بهذه الرياضة.. وبعد ثورة الاتصالات والمعلومات تم تأسيس شبكات الاتصالات الدولية للتعريف بالحمام الزاجل، وتاريخه وبطولاته.. أعود إلى اعتقادي الخاطئ بأن الشاب (حلمي) قد حقق مبتغاه لأجده واقفاً أمامي في مكتبي بالصحيفة منكسراً يائساً شاكياً من الآخرين الذين لم يقدروا هذه الرياضة، ولم يعيروها أي اهتمام رغم أنه يصرف الكثير هو وزملاؤه في الجمعية من أموالهم الخاصة في شراء الحمام وما يلزمها من تموين غذائي خاص، كما يتحملون بمسؤولية كبيرة تكاليف تنقلاتهم إلى عدد من محافظات الجمهورية لاختبار حمامهم الزاجل، واطلاقها من هناك لتعود سالمة إلى موقعها الأصلي في عدن، ومراقبة الفترة الزمنية التي قطعتها خلال طيرانها.يقول حلمي سلمان : " نظمت جمعيتنا معرضاً ضمن عدد من الجمعيات الأهلية في المكتبة الوطنية، والذي أقيم من 24 - 26 يوليو هذا العام من قبل اللجنة الوطنية للمرأة، وقد لفت انتباه زوار المعرض ،نال استحسانهم، كما عبروا عن اندهاشهم لهذه الرياضة الغريبة في نظرهم.. وأثناء زيارة الأخوين عبدالكريم شائف نائب محافظ عدن، وأحمد الضلاعي الوكيل المساعد في المحافظة، والأخت قبلة محمد سعيد رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في محافظة عدن، وجدنا كلمات الثناء والتشجيع والتحفيز فشعرنا بدفعة قوية إلى الأمام في مضمار نشاطنا.. إلا أننا بالمقابل نود أن تجد هذه الرياضة اهتماماً أكبر من السلطات المحلية ومكتب وزارة الشئون الاجتماعية والعمل في الدعم المادي الذي يكمن في تنظيم السباقات للحمام الزاجل، والتنسيق مع الجمعيات المماثلة الأخرى في بلادنا بواسطة السلطات المحلية هناك، لأننا في الجمعية بصراحة لا نملك القدرة على تكاليف هذه السباقات وتمويلها.. فنحن لم نستلم من مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل ميزانيتنا السنوية كبقية الجمعيات الأهلية".تقام الكثير من السباقات للحمام الزاجل في مختلف دول العالم، إلا أن أشهر سباق عالمي على الإطلاق كان سباق برشلونة للمسافات الطويلة (1500) كم، ويتم تنظيمه من قبل الاتحاد الدولي لسباق الحمام الزاجل ويشارك فيه عدد كبير من الطيور يتراوح ما بين 25000 - 55000 حمامة سنوياً، وهناك سباق آخر للمسافات القصيرة تنظمه بلجيكا أشهر دولة في العالم في جمال الحمام الزاجل، ويصل عدد الحمام المشارك (160000) حمامة.وغالباً ما تكون هذه الهواية فرصة لتحقيق مكاسب مادية، حيث يتم بيع الطيور الفائزة أو تلك التي تحقق نتائج مرموقة، وقد وصل سعر أغلى طائر في العالم واسمه الروح التي لا تقهر إلى ما يقارب مليون دولار أمريكي.. وقد استطاع هذا الطائر تحقيق ثلاث بطولات متتالية في سباق برشلونة للمسافات الطويلة.أما أشهر الحمام في التاريخ الذي خدم في الحرب العالمية الأولى والثانية بإيصاله رسائل عسكرية هامة لجيوش الحلفاء ساعدتها على النصر، فقد تم تحنيطها والاحتفاظ بأجسامها في متاحف وطنية لبلدانها كفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وإلى جانبها نياشينها تخليداً لذكراها، وهي نياشين رفيعة المستوى تمنح للعسكريين والضباط الكبار. وتعتبر (جي جوي) من أبطال الحمام الزاجل، التي تم تكريمها في حفل رسمي ومنحها وسام البطولة لانقاذها آلآف من الجنود التابعين لقوات الحلفاء في ايطاليا في الحرب العالمية الثانية. وينوه الشاب (حلمي) وهو يحكي لي هذه المعلومات الواردة في الأعلى :" نظمت جمعيتنا عدة سباقات في تعز وصنعاء وغيرها من المناطق، ونطمح أن ننظم سباقاً في القريب إن شاء الله إذا ما وجدنا الدعم اللازم في المكلا بحضرموت".في الختام كلنا أمل أن يرتقي وعينا إلى مصاف وعي الآخرين في هذا السياق، واعتبار هذه الرياضة ذات أهمية كغيرها من الرياضات الأخرى..ونحن في بلادنا كانت لدينا سباقات رياضية للجمال (بكسر الجيم) والقوارب أو اليخوت والأحصنة، خاصة في مدينة عدن، لكنها اندثرت بعد مضي السنين ولا ندري لماذا؟! ولماذا لم نعد نهتم بهذا التراث الجميل والتقليد الحضاري؟! ولماذا لا نحاول إعادة ولو جزء من هذا التراث؟! ولنبدأ بالاهتمام بالحمام الزاجل والأخذ بيد الشاب الطموح والحالم والمحب لهذه الرياضة (حلمي) ورفاقه في جمعية شباب عدن لسباق الحمام الزاجل.. وطريق الألف ميل تبدأ بخطوة فقط نبدأها.وبطلب من رئيس الجمعية تنشر الصحيفة رقم هاتفه الجوال للمهتمين بهذه الرياضة:[c1]733388411 [/c]