خسائر متزايدة للقوات الأميركية في العراق
بغداد / متابعات :يأتي إعلان القوات الأميركية في العراق عن ارتفاع عدد قتلاها هناك لأكثر من مائة خلال شهر أكتوبر الجاري، في وقت بالغ الدقة بالنسبة للإدارة الأميركية.فالاعتراف بمقتل أكثر من مائة جندي، حسب الأرقام التي تتبناها وزارة الدفاع الأميركية، يأتي ليضيف "أخبارا سيئة أخرى" إلى حزمة الأخبار الواردة من العراق، والتي جعلت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش أكثر استعدادا للحديث عن خيارات لم يكن ممكنا التفكير بها أو الحديث بشأنها من قبل.ورغم أن الكثير من الخبراء والمحللين كانوا منشغلين، ولا يزالون، بالتوصيف الدقيق لما يجري في العراق وما إذا كان حربا أهلية أو لا، إضافة للدخول في متاهات تعريف ذلك المصطلح، إلا أن توالي ارتفاع قتلى القوات الأميركية في الميدان، أفرز دلالات أخرى أبعد من مجرد الحديث الغامض عن الحرب الأهلية.وتتمثل أبرز الدلالات، كما يرى الباحث الإستراتيجي الدكتور منذر سليمان، في الاستهداف الواسع للقوات الأميركية، رغم الصراعات الداخلية التي باتت تميز المشهد العراقي. وأضاف الدكتور منذر سليمان حسب موقع الجزيرة نت أن هذا يدل على أن "هزيمة الأميركيين" تبقى بالنسبة للقوى المناوئة للاحتلال العنصر الحاسم في تحديد وجهة الأحداث داخل العراق والتأثير سياسيا داخل الولايات المتحدة نفسها.وفيما إذا كان يمكن أن تشكل الخسائر الأميركية عاملا من عوامل تسريع الانسحاب، اعتبر الدكتور سليمان أن هناك تلميحات من قبل الإدارة لما يمكن اعتباره "معايير لعملية الانسحاب التدريجي" من العراق، في خطوة قد تمهد لإقناع الرأي العام لهذا التطور.. وبخصوص الانتخابات النصفية المقررة في السابع من نوفمبر المقبل، اعتبر أنه حتى في حال فوز الديمقراطيين فإنه لا يمكن التفاؤل بشأن انسحاب مبكر، لأنهم لا يريدون أن يكونوا كمن تخلى عن الجنود الأميركيين في المعركة، ورأى أن الديمقراطيين بحاجة لبعض الوقت قبل أن يمارسوا أي ضغط بهذا الاتجاه. ورأى الدكتور منذر سليمان أن الأميركيين يتكبدون خسائر كبيرة في العراق، وأشار بشكل خاص إلى ألوف الجرحى وحالات الإصابة المستدامة.وقال إن أرقام القتلى المعلنة لا تشمل أولئك الذين يموتون نتيجة الإصابات، وبالتالي فإن القيادة العسكرية لا تعد أولئك ضمن من يقتلون في الميدان.وقال إن الإدارة والقيادات العسكرية الأميركية رفضت الدخول في لعبة الكشف عن الأرقام، كما منعت وسائل الإعلام من الكشف عن الحقائق. وشدد على أن الإدارة تصر على إخفاء الحقائق وليس فقط إنكارها. وبخصوص تأثير هذه الخسائر على الرأي العام الأميركي، قال الدكتور سليمان إن الإدارة دربت المواطن الأميركي على قبول بعض الأخبار. ورأى أنه ما لم تحدث عمليات نوعية ضد القوات الأميركية أو عمليات يقع فيها جنود أميركيون أسرى، فإن العمليات الأخرى، رغم أهميتها، لا تؤدي لحصول انعكاسات داخلية مباشرة.وفيما إذا كانت القيادة العسكرية الأميركية قادرة على تعويض خسائرها عبر التجنيد الإلزامي، قال الدكتور منذر سليمان، إن الإدارة لا تستطيع فعل ذلك خوفا من ردود الفعل الشعبية، وإنها تلجأ، بدلا من ذلك، إلى إقرار قوانين تحول دون ترك الجنود للخدمة أو التقاعد.وقال إن معظم الولايات الأميركية تبدي تذمرا من الاستعانة بقوات الاحتياط وعناصر الحرس الوطني للقتال في العراق، وأشار بشكل خاص إلى تداعيات إعصار كاترينا وذريعة عدم وجود أعداد كافية من قوات الحرس الوطني أو الاحتياط.