اقواس
د/زينب حزامليس المراجعة تقهقراً في كل ألأحوال، بل هي محاولة للاستبصار حتى نستطيع وضع أقدامنا في المواقع التي نريد تصحيحها ونحن هنا نريد لفت أنتباه الهيئة العامة للآثار التي نراها تنهب بسبب الإهمال وعدم الوعي،منها بهدف البناء العشوائي في المناطق النائية،وعدم فرض العقوبة الرادعة على كل من تسوَّل له نفسه سرقة القطع الأثرية وتهريبها إلى الخارج.أن الاهتمام بالمواقع الأثرية وحماية القطع الأثرية من النهب والسرقة،هو الاهتمام بالماضي والحاضر،فالحاضر مهما قيل في مشابهته وفي مماثلته للماضي،لن يكون صورة طبق الأصل له،إن الآثار التي وجدت هي تاريخ الأجداد الذين رسموا لنا في هذه القطع الأثرية عاداتهم وتقاليدهم قبل الإسلام وأن القطع الأثرية من الأدوات المنزلية التي كان يستخدمها الإنسان القديم في اليمن،والتي أتقن صنعتها من الأدوات الحجرية المنمقة التي استعملها في حياته اليومية وأتخذ من الحجر سلاحاً للدفاع عن نفسه،وصنع الثياب من جلود الحيوانات المفترسة،وإن هذه القطع الأثرية والموميات التي تسرق من المدافن في المواقع الأثرية وتهرب إلى الخارج وتباع بالألآف من الدولارات لدراسة حضارة وتاريخ اليمن،بينما نحن لا نهتم بآثارنا ولا نهتم بدراسة هذه الموميات التي تدل على اهتمام الإنسان اليمني القديم وحرصه الشديد على دفن موتاه بعناية فائقة، وفق شعائر وطقوس دقيقة وما ذلك إلا لمعتقداته الدينية،ولاعتقاده بأن الإنسان لا يفنى بالموت وإنما يبعث من جديد ويحيا حياة ثانية،وهناك على سبيل المثال القطع الأثرية التي تسرق من مدافن الموميات في مديرية جهران والتي تعود إلى العصور الحميرية القديمة والحقب المتعاقبة من القرن الثاني الميلادي وهذه القطع التي تحتوي على الأواني والأدوات المنزلية التي استخدمها الإنسان اليمني القديم في هذه الفترة هي أدوات مصنوعة من الذهب والبرونز وعليها النقوش الحميرية وفي مديرية رضوان عاصمة اليمن في عهد المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم والتي تزخر بموروث حضاري وتاريخي عريق،ضمن مسجد الحسن بن القاسم وأثار المدينة القديمة التي جاء عليها الزلزال الذي ضرب المنطقة عام1982م إلى أعلى جبل رضوان هناك حصن(الدامغ)وبه مسجد المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم الذي يحتاج إلى ترميم لإعادة النقوش والزخارف التي تزين سقف المسجد القديم.هناك العديد من القطع الأثرية في متحف مأرب وذمار التي تحتاج إلى إعادة ترميمها وهناك العديد من المخطوطات في مكتبة الأحقاف تحتاج إلى ترميم إن هذه المخطوطات التي نجدها على رفوف مكتبة الأحقاف التي تحتوي على نوادر الموضوعات ونفائس العلوم تبين مدى ازدهار الفكر اليمني والطريقة الخاصة التي يتميز بها علماء اليمن في مؤلفاتها أن هذه المخطوطات تصور لنا الحركة الأدبية والعلمية خير تصوير.إن القطع الأثرية والمخطوطات والنقوش واللوحات المرسومة على الكهوف التي نجدها في المواقع الأثرية تدعونا إلى حماية الآثار من النهب الذي تتعرض له الآثار والمواقع اليمنية وأخطرها هو الزحف عليها والبناء العشوائي الذي لا تستطيع فيه الهيئة العامة للآثار فرض العقوبة الرادعة على الجناة.إننا ندعو الأجهزة الأمنية والقضاة إلى إعادة الاعتبار للتاريخ اليمني من خلال حماية القطع الأثرية من النهب والسرقة،وندعو وزارة الثقافة بدعم الباحثين والمتخصصين في مجال التاريخ والآثار مادياً ومعنوياً حتى يستطيع المتخصص مواصلة جهوده في البحث والتنقيب في المواقع الأثرية واكتشاف كل جديد وقيم يعرفنا الحضارة اليمنية.