التخلص من داء الأمية
[c1]* يحيى اليزيدي: لسنا راضين عن أنفسنا ولن نكتفي بهذا القدر من النجاح [/c]استطلاع / فوزية الكازمي لم نكن نعرف أن ذاك اللقاء الذي أجري في إدارة محو الأمية م / أبين سيقودنا لمعرفة نجاحات لا نبالغ إن وصفناها بغير عادية خاصة وإن الامكانيات التي تصلهم لا تصنع شيئاً . . لم نكن نعلم أن هذا اللقاء الذي اجريناه لمعرفة المشكلات فقط ومحاولة حلها للتخلص من داء الامية سيقودنا لاكتشاف قياديات ناجحات في المجتمع كن في الاصل أميات ونحن اللاتي كنا نحلم فقط بأن (يفكن الخط) ولا نطمح بأكثر من ذلك .. لم نتوقع ولو للحظة هذا النجاح الكاسح الذي حققته بعض النسوة ونقلت لنا صورة ذلك النجاح على لسان مديرة دائرة المرأة .. حيث أوضحت لنا الصورة بقلب يغمره الفرح قائلة : ها نحن اليوم وبعد تحقيق بعض أهدافنا وإن لم تكن كلها وهاهي هموم ادارة المرأة لمحو الامية في م/ ابين تطرح نفسها علينا ، ومع ذلك لم نقف مكتوفي الايدي ، ولم نندب الحظ ونقعد القرفصاء .. إطلاقاً ..فحبناً لعملنا ومدى إدراكنا لقيمة الرسالة النبيلة التي نحملها جعلتنا نبدأ من الصفر وبجهود تكاد تكون ذاتية وعن طريق المعايشة والاحتكاك العملي مع الدارسات استطعنا أن نحقق بعض أهدافنا واستطعن هن بدورهن ان يحرزن تقدماً ملحوظاً رغم شحة الامكانيات واحيطكم علماً أن هناك من تخرج منهن واصبحن قياديات والاروع من ذلك اصبحن امهات متعلمات يفخر بهن اولادهن وحالياً وبفضل جهود مدير محو الامية أ . يحيى اليزيدي بدأنا بتشغيل المركز السنوي وستقام دورات في مجال " التريكو" (الصوف اليدوي ) ومع بداية الصيف سنقوم بفتح مركز دورات الخياطة والنسالة وستكون على مدار الصيف .ثم توجهنا للاستاذ / أحمد فضل سالم نائب مدير عام محو الأمية م/ أبين والذي بدوره أوضح لنا وبإسهاب عن الامية وما تواجهه من صعوبات ومشكلات قائلاً : إن الامية تعتبر من أهم الصعوبات والمشكلات المعقدة في أي مجتمع من المجتمعات وهي داء يعيق التطور والتنمية حيث لا يمكن للمجتمع أن يتطور في ظلها وبلادنا أحد هذه المجتمعات التي تعاني من هم هذه المعضلة ، ولكن بتضافر جهود الخيرين من أفراد المجتمع وكل الفعاليات المختلفة استطاعت أن تخطو خطوات جيدة في الاتجاه الصحيح ومحافظة أبين وبالذات الادارة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بالمحافظة تعمل بكل تفان وجهد لا يستهان به ما في الاسهام للقضاء على الامية المتفشية في المجتمع والذين حرموا من التعليم ولكن يبقى هذا الجهد قاصراً ما لم تتضافر كافة الجهود وتتشابك الايدي بين مختلف شرائح المجتمع كل في مجال عمله ، وكذا الفعاليات المختلفة ولقد بذلت الادارة العامة لمحو الامية وتعليم الكبار جهوداً كبيرة في الوصول الى مختلف المديريات برغم الامكانيات المتواضعة حيث تم ترتيب وضعية المديريات وتجديد الادارات التي يعتمد عليها في النشاط المباشر في تلك المديريات مع أنه يوجد نقص في بعض الادارات لتلك المديريات والسبب يرجع الى عدم وجود رغبة لدى البعض للعمل في مجال محو الامية كما أننا ومع بداية هذا العام الدراسي 2005 - 2006م طرأ تحسين في الاداء من حيث التنظيم في التعامل والتواصل مع المديريات واللقاءات المثمرة التي تمت مع مدراء الدوائر بالادارة العامة بغرض شد العمل في الميدان كذلك كان هناك نزول مكثف من قبل المدير العام وفريق التوجيه الفني على صفوف محو الامية كما تجري حالياً الاستعدادات لاستلام النتائج العامة للدارسين على مستوى المحافظة موضحاً بعد أن أجريت الامتحانات في وقت واحد حسب البرنامج المجدد سلفاً سيتم فحصها ومراجعتها وإرسالها الى جهاز محو الامية ، وهناك جهود كبيرة بذلت لاحياء نشاط المركز حيث تمت المتابعة من قبل المدير العام واحضار مواد خام لتشغيل المركز وتم تسجيل الملحقات بنشاط المركز ولا يفوتنا هنا الاشادة بما يعمل حالياً حيث شكل الاخوة مدراء الدوائر والمدير العام حلقة متكاملة في تسيير دفة الامور على مستوى المحافظة ولكن ما زلنا نعاني من بعض القصور في مجال محو الامية حيث لايعتمد للمحافظة سوى (140) مائة واربعين عقداً ، وهذا لا يتناسب وحجم الامية بالمحافظة والاعتمادات للتشغيل لا تفي بالغرض وكذلك وهو الاهم إنعدام وسيلة المواصلات للمتابعة والتقييم لاداء الميدان ونعاني من نقص في الوظائف الادارية نظراً لاحجام العاملين بالتربية للتفرغ .وباعتبار الاعلام المرآة التي ترى بها المجتمعات الامور من زاوية صحيحة كان لابد من معرفة كيف خدم الاعلام الادارة العامة لمحو الامية وتعليم الكبار م/ أبين وكان لابد من أن نتوجه لدائرة الاعلام في الادارة حيث أوضح لنا الزميل ردفان عمر حال الاعلام في الادارة قائلاً : من خلال تجربتي البسيطة في مجال الاتصال الجماهيري في الادارة العامة لمحو الامية م/ أبين ، أقول إن هذا النشاط الاعلامي الهام كاد يكون غائباً تماماً ولأهميته ورسالته الهامة باشر الاخ يحيى اليزيدي / مدير الادارة العامة بتكييف القائمين على الادارة بأهمية الرسالة حيث شعرت ومن الوهلة الاولى بضرورته وأهميته ، ولذلك عملنا على إصدار نشرة فصلية بعنوان القلم والتي تعتبر المولود الاعلامي الاول للإدارة بوجود الاستاذ / يحيى الذي كان داعماً معنوياً لي لاحساسه بنبل هذه الرسالة وفي النشرة ربطت بين الماضي والحاضر وتم النزول الى منازل اوائل الخريجين من الدراسة ، ومعرفة آرائهم ومشاكلهم. أخيراً أنا شد بالاهتمام الاكثر بهذا الجانب وادعو الى دعمه مادياً ومعنوياً واتطلع لربط الادارة اعلامياً مع الاذاعة المحلية والصحف والمجلات الرسمية والتي قد باشرنا بالاتصال بهم ونشر نشاط الادارة عبرهم . وأطالب بعقد حلقات توعوية ووسائل الاعلام المختلفة لنشر الوعي التعليمي بين الآباء والامهات المحرومين من نور العلم .ولكي تكتمل الصورة توجهنا بالسؤال الآتي لمدير محو الامية م/ أبين :* خلال فترة وجيزة أحرزت بنجاح لا بأس به هل أنت راض عنه ، وما الصورة المستقبلية الذي تتوقعها لمحو الامية؟أولاً أود أن أصحح صيغة ماقلته عن نجاح أحرزته ، أنا لم أحرزه وحدي فنحن في ادارة محو الامية م/ أبين نعمل كفريق عمل واحد أو ممكن أن تصفيه بخلية نحل فكل واحد منّا يكمل الآخر ، وحالياً ما زلنا غير راضين عن انفسنا ولن نكتفي بهذا القدر من النجاح . أما عن ما أسميته بالصورة المستقبلية المتوقعة لمحو الامية فنحن نسعى جاهدين للتخلص من داء الامية ، حيث أننا ندرك جميعاً بأن الطريق للنجاح في الحياة ومواكبة التطور هو بتر داء محو الامية من جذوره ، ومع ذلك لا ننكر بأن واقعنا صدمنا عندما وجدناه لا يتسع لطموحنا .* وماذا عن تقييمك لتعاون الجهات المسؤولة ؟هناك دعم وخاصة من محافظ محافظة أبين م/ فريد مجور ونحن نشكره على تعاونه معنا وتفهمه لنا ، وإن كنا ما زلنا نعاني من نقص في الامدادات .الخاتمة :بعد جولتنا الاستطلاعية عن إدارة محو الامية م/ أبين والذي آثرنا أن نوضح لكم الصورة لهذه الادارة برغم النجاحات إلاّ أنها وفي الحقيقة تسير على البركة ، ولم نصف لكم الصورة الحقيقية للادارة إلاّ لثقتنا بفطنة القارئ ورغبتنا في تقديم ما يجري على الطرف الآخر " محو الامية م/ أبين " بقدر من الامانة تكفي للحكم عليه ، وتحديد موقف واقعي إزاءه وخاصة من القيادات المسؤولة .