التصميم الأصلي للزي الشعبي أزياء الرقصات الشعبية اليمنية
د/ زينب حزام خطوط الزي اليمني القديم هي ذاتها التي تقتبسها بيوت الأزياء العالمية ،والتي أصبحت اليوم الموضة السائدة في معظم دول العالم ،الثوب اليمني يتميز بزخرفته ونقوشه الحريرية والمطرزة ،إضافة إلى أنه ثوب واسع يتناسب مع تضاريس المناخ الحار صيفاً والمعتدل شتاء ،الثوب اليمني الواسع الهفهاف الدقيق هو الذي ترتاديه المرأة العدنية منذ أكثر من قرن ،وهو ذاته يشاهد في واجهات المحلات التجارية في معظم دول العالم.وحتى أكثر من مائة عام مضت كانت المرأة اليمنية ترتدي هذا الزي الواسع ( الدرع المطرز بالنقوش والزخارف)والتي كانت الجدات العدنيات يرتدينه .وهذا الزي يظهر في المناسبات الرسمية بينما يعرض دائماً في عروض الفلكلور اليمني .والثوب اليمني تصميمه يختلف من منطقة إلى أخرى حسب التضاريس والطبيعة .الزي العدني واسع ويتميز بالزخارف والنقوش والخطوط الحريرية والتطريز ،والزي الشعبي في مناطق شمال اليمن يتميز بالثوب والسروال أي (الزنة)وتزين رقبة الثوب وأسفل السروال الطويل بالزخارف وخطوط الحرير ،إضافة إلى طرحة الرأس التي ترتديه المرأة في تلك المناطق الباردة والمزينة بالخطوط الحريرية .وزي المرأة العدنية الذي يلبس بشكل يومي مصنوع من قماش (الويل) ويكون في معظم الحالات سادة دون تطريز ويلبس في المنزل ،اما الثوب الذي يلبس في الأعراس والمناسبات والزيارات يصنع عادة من القماش الجرجيت الطبيعي ويطرز إما بخيوط ذهبية أو خطوط فضية ،أويطرز الثوب بقطع مصنوعة من الذهب الخالص ،وفي فصل الشتاء يختلف زي المرأة العدنية قليلاً حيث يكون الثوب من قماش أثقل حرير ذى نسيج سميك وعادة تغلب عليه الألوان الغامقة ويكون الزي (الدرع) سادة أومطرز بخيوط حريرية فضية أو ذهبية.
تنظم الجمعيات النسائية العدنية باستمرار معارض للأزياء الشعبية اليمنية من أجل الحفاظ على الزي الشعبي اليمني في عدن ومختلف المناطق اليمنية ،وقد تم إنشاء متحف العادات والتقاليد اليمنية في منطقة كريتر يضم الزي الشعبي اليمني من مناطق مختلفة عدن وصنعاء ويافع وحضرموت وشبوه ومأرب وغيرها من المناطق اليمنية كما تقيم هذه الجمعيات النسائية معارض الزي الشعبي اليمني ،وتم إنشاء مشغل لهذا الغرض ،استطاع أن يعرض ثمرة انتاجة في معرض الثوب اليمني برعاية محافظ محافظة عدن ،وقدم المشغل معرضه المتعلق بالزي الشعبي اليمني ،ولم يصدق الذين شهدوه أن زي المرأة اليمنية كان منذ أكثر من مائة سنة بهذا القدر من الدقة والجمال وقد كانت هذه المرة الأولى التي تقدم فيها الفتيات اليمنيات عرضاً للأزياء.وحينما نذهب إلى الدراسة في الخارج أو زيارة دول العالم نجد أن الزي اليمني يلفت الأنظار ،أتذكر عندما كنت أدرس في موسكو ،حيث تقام احتفالات الربيع كنا نقدم الزي اليمني ،الذي كثيراً ماينال أعجاب المشاركين في هذه الاحتفالات .أن الزي اليمني جدير بأن نعتز به ،وأن نحمية من النسيان ،أن الزخارف والنقوش وتطريز المنسوجات وخاصة تطريز الأزياء الشعبية بالخيوط الحرير والقطع الذهبية والفضية التي يزين بها الزي الشعبي ،يتمثل في وحدة الأسلوب وشكلت في النهاية خصوصية محلية ،ويمكن التدليل على ذلك على ذلك من خلال قراءة وتأمل عميقين من مختلف الصياغات الفنية داخل حرفٍ متعددة فعلى سبيل المثال إن دراسته من طبيعة الزخرفة على المنتجات المحلية المختلفة ،يوضح كيف أن هناك أسلوباً فنياً تبلور ضمن هذا الفن وصار يكشف عن هويته ويؤكد وجوده كأسلوب فني عام في الفن اليمني حتى مع اختلاف تقنية كل منتج .لأننا في تطريز الأزياء الشعبية وفي النسيج الشكلي للأقمشة المنزلية مثل فن تطريز الستائر للنوافذ والأبواب وعلى قطع الحلي ،وفي تلاوين المنسوجات والأواني الفخارية يمكن أن نتبع نسقاً فنياً جمالياً موحداً ،منح هذه الفنون هويتها .وفي هذا النسق لا يمكن أن نغفل الصياغة الأخاذة لبعض من سمات الفنون التي أنتجتها الحضارات اليمنية القديمة ممزوجة بالتراث الإسلامي ،ومضاف إليها خلاصة القدرات الإبداعية للوعي الشعبي ولذا تلوح عليها قيم الفن الشعبي ،كالتلقائية والعفوية التي تصل حد الأداء الفطري أحياناً من إنتاج الشكل إن هذه الخصائص مجتمعة هي التي أوحت بثراء المنتوج الفني ،وبوحدة الجوهر الجمالي في وقت واحد.الاهتمام بالحلي والإكسسوارات له أهمية كبيرة في رفع الشكل الجميل والأنيق للزي الشعبي.
إن الاهتمام بالحلي والإكسسوارات تعمل على إعطاء الزي الشعبي الشكل الأنيق خاصة في زي الرقصات الشعبية اليمنية التي تعتمد بشكل كبير على لبس الحلي الذهبية والفضية وكذلك في مجال تصميم الرقصات الشعبية ،وذلك الحال في حالة عرض المسرحيات الشعبية التي تعتمد على الزي الشعبي ،ومازالت صناعة المنسوجات اليمنية للصناعة الأزياء الشعبية تتقدم حتى يومنا هذا وتضيف كل يوم شيئاً جديداً على ماسبق أن قدمته دار الأزياء اليمنية فيحظى الزي الشعبي اليمني بإعجاب جمهور الدول الأوربية والأسيوية والأفريقية التي تزورها فرق الرقص الشعبي اليمني .أن تصميم الأزياء الشعبية للعروض المسرحية الشعبية والرقص الشعبي تحتاج إلى موهبة فنية في تصميم الأزياء وهذه الموهبة تحتاج إلى فنان تشكيلي مقتدر على وضع الخطوط الفنية للمنسوج الذي يصنعه وتحتاج إلى أشراف وتنفيذ الفنان التشكيلي حتى يضمن أن تظهر الأزياء على المسرح محققه الرؤية الفنية ،ومن ناحية أخرى ،حتى يضمن الفنان التشكيلي أن تتوفر في الزي الشعبي الاشتراطات المسرحية الضرورية التي تخدم ظروف العمل المسرحي وتسهل على الراقص أداء حركاته ،وتناسب الإضاءة الساطعة على الزي ،وقبل هذا وذاك أن يحتفظ الزي بعد تطويره بالروح الأساسية للزي الشعبي.الحلي الذهبية في زينة الأزياء الشعبية اليمنية.تذكر سير الأدب اليمني ،أن الأزياء الشعبية اليمنية لا تكتمل دون الحلي الذهبية والفضية وقد اهتمت المرأة اليمنية منذ عهد الملكة بلقيس والملكة أروى بتطريز الأزياء الشعبية بالخطوط الذهبية والفضية ولبس الحلي من الخواتم الذهبية ، وهناك حكايات مختلفة عن السحر الخاتم الذي يحقق الرغبات المستحيلة والتي ذكر في الأساطير اليمنية ،كم من صياد فقير وجد في بطن سمكة خاتماً سحرياً فأصبح من أصحاب القصور .ولا يقتصر لبس الحلي الذهبية في إكمال زينة الزي الشعبي للمرأة اليمنية ،وهو كذلك ضروري للزي الشعبي للرجل حيث يرتدي الخاتم الفضي ،حيث كان يعتبر خاتماً يستخدمه ملوك حمير ،حيث كان هناك قوانين تنص على ارتداء الأزياء الشعبية مع الحلي الفضية والذهبية ،حيث كانت تستخدم الخواتم الذهبية والأزياء الفاخرة المطرزة بالخطوط الذهبية والفضية للملوك أثناء العمل الرسمي.وقد تطورت الأزياء الشعبية اليمنية وتطورت صناعة الحلي الذهبية والفضية في اليمن .حتى أصبحت تواكب الصناعة الحديثة التي تتناسب مع الحياة المعاصرة ،وفي متاحف العادات والتقاليد في عدن وصنعاء وشبوه ومأرب نجد تطور الأزياء الشعبية والحلي القديمة والحديثة ،حيث يشاهد الزائر لهذه المتاحف تطور صناعة المنسوجات والأزياء الشعبية التقليدية والإكسسوارات ،وأدوات الزينة في البيت اليمني بزخارفه الفاخرة وتطور صناعة السجاد النادر الذي لايمكن أن نراه إلا في البيت اليمني ،رائحة البخور والأواني النحاسية والفضية والستائر الحريرية المستوردة من الصين،حيث كانت القوافل اليمنية تصدر اللبان والبخور والبن وتستورد الحرير والأقمشة.أن الاهتمام بتطوير فن صناعة الزي الشعبي اليمني تدخل ضمن الثقافة اليمنية من أعماق الشخصية اليمنية مهما كانت قوة التحولات الدولية والانهيارات المالية التي أثرت على الاقتصاد الدولي خاصة في مجال الصناعات الخفيفة ،وفيها صناعة المنسوجات والأزياء الشعبية اليمنية.