ضمن نشاطاتها الثقافية نظمت جمعية تنمية الموروث الشعبي فعالية ثقافية استضافت خلالها أ.د ابو بكر محسن الحامد والاستاذ الدكتور عبد المطلب احمد جبر اللذين كرسا حديثهما في هذه الفعالية حول الاديب الشاعر صالح بن علي الحامد حيث اقيمت الفعالية مساء الخميس 22 ديسمبر 2005م في منتدى الفنان محمد سالم بن شامخ بالمعلا وفي مستهل الفعالية القى رئيس جمعية تنمية الموروث الشعبي كلمه باسم الحاضرين من اعضاء الجمعية ورواد منتدى الفنان الكبير محمد سالم بن شامخ الذين اكتظ بهم المنتدى لحضور هذه الفعالية مرحباً في مستهل كلمته بضيفي الفعالية وقال ان هذه الفعالية تعتبر متميزة واستثنائية كونها مكرسة للحديث عن البعد الصوفي في شعر صالح الحامد هذا الشاعر الذي رغم مايمثله من قيمة ادبية الا انه عاش حياته مغموراً ولا يعرف عنه الكثير حتى الادباء انفسهم الا النزر اليسير ونأمل ان تسلط هذه الفعالية الضوء على ماتركه هذا الاديب من موروث ادبي وثقافي كبير .متابعة/ علي حيمدثم قام المتحدث الاساسي في هذه الفعالية د. ابو بكر الحامد بتقديم نبذة عن حياة الشاعر الكبير صالح بن علي الحامد رحمه الله الذي عاش في الفترة (1903-1967م ) في مدينة سيئون م / حضرموت تخللها العديد من السفريات والرحلات الى اندونيسيا وسنغفورا ومصر وعلاقته بالاديب علي احمد باكثير وواصل أ.د ابو بكر الحامد محاضرته وقال بعد الاعراب عن سعادته بهذه الفعالية عنوان هذه الفعالية هو البعد الصوفي في اشعار صالح بن علي الحامد واريد ان اتوقف امام مفردة الصوفي قليلاً وقد جعلناه كذلك لان مفردة " الصوفي " اصبحت مالوفة بل وتقليدية ولكني في الواقع لا افضل استعمالها وافضل بدلاً عنها مفردة " روحي " ليصبح عنوان هذا الحديث " البعد الروحي " ولست مقتنعاً بهذا المصطلح في سير حديثنا ولكن اذا ادت ملاحظاتكم الى العودة اليه فلا بأس ان نعود اليه لانني افضل تيار الحوار بيني وبينكم والبعد الروحي المقصود به في سياق المحاضرة استحضار الذات الآلهية في لحظة تأمل لمخلوقات الله وربط المخلوق بالخالق فالبعد الروحي هو وجود الله في ما يدل عليه والشاعر الحامد التقط هذا البعد وركز على الجمال دليلاً على وجود وابداع الخالق . وان البعد الروحي في شعر صالح الحامد مربوط بوحدة الشهود وليس وحدة الوجود ويرى د. ابو بكر الحامد ان وحدة الوجود التي اتى بها ابن عربي أسيئ فهمها وانما هي في واقع الامر وحدة الشهود لا وحدة الوجود اذن البعد الروحي يتمثل في قول ابن عربي بما معناه لا نستطيع ان نرى الله ولكننا نراه في مخلوقاته التي تقودنا الى محبته . ولان صالح الحامد تشبع بالفكر الاسلامي عامة وبالذات بالتيار الروحي فيه كأبن عربي فاننا نقرأ في مقدمة ديوان الحامد " ليلي المصيف " قوله : فلا مندوحه للشاعر الصادق عن النظر في الجمال الانساني الفاتن نظراً فنياً صوفياً شاملاً لكل ما منحها الخالق من مفاتن وجمال وفطنة ويقول والجمال الانساني مظهر من مظاهر الجمال الكوني وجزء من الطبيعة التي تشد الشاعر الملهم ولا اقل ان يعطي الشاعر الكائن الحي البديع نظرة صوفية يشهد بها فيه جمال الخالق المعهود . ثم قرأ د. ابو بكر الحامد بعض النماذج من ديوان ليالي المصيف للشاعر صالح الحامد وكذلك بعض النماذج من ديوان الحامد " نسمات الربيع " وديوان على شاطئ الحياة ثم تحدث أ.د عبدالمطلب احمد جبر استاذ اللغة العربية بجامعة عدن والمسئول الثقافي لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين حيث قال : ما اريد ان اتحدث به هو عبارة عن خواطر وتداعيات حول صالح الحامد قبل ان آتي الى جوهر المداخلة التي قدمها د. ابو بكر الحامد . والذي لا يعرف صالح بن علي الحامد فهو اول شاعر يمني يقوم بطباعة اول ديوان في مصر عام 1937م وكتب مقدمة الديوان الشاعر الكبير احمد رامي بقصيدة تصدرت الديوان في الصفحة الاولى اضافة الى ان صالح الحامد دخل الحياة الادبية في وقت مبكر جداً ربما كان السبب في عدم متابعة ما ينشر من اعماله مما ادى الى جعله شخصية مغمورة الى قبل حوالي عشرين عاماً اما المجتمع الحضرمي عرف صالح الحامد لان صالح الحامد لم يكن شاعراً عادياً في زمن عاش به شاعراً لم يقل عنه قامة هو حسين البار وكان منفذ هؤلاء الشعراء الى العامة هو الفنان الكبير محمد جمعة خان لا اتصور ان قروياً ممكن يردد( بشراك هذا منار الحي ترمقه) ولا اتصور ان مواطناً بسيطاً ممكن يردد قصيدة ( قف معي نشهد جمالاً لصالح الحامد ) ولا اتصور ان عابراً ممكن ان يردد اغنية لحسين البار مثل يامن على البعد اهواها وتهواني ماذا افادك تعذيبي وحرماني اقول ان هذا الفنان الفذ - محمد جمعة خان- كان احد الجسور التي ارتفعت بالذائقة الفنية على مستوى اللحن وعلى مستوى الكلمة وتمكن ان ينقل هذه القصائد الجميلة من بطون الدواوين الى العامة حتى انك تجد مواطناً عاديا بشراك هذا دون ان يعرف كثيراً من مفرداتها لانه لحد ما سيطر عليه فهذه او كلمات ما سيطرت عليه واحدة من الجوانب التي تسلل عبرها صالح الحامد الى العامة وكان وصوله الى القراء من باب اول وفي وقت مبكر كان ديوانه يشهد له على القدرة التعبيرية العالية حتى ان بعضهم قال اننا حيث نتحدث عن مدرسة ابوللو في الشعر العربي وهذه المدرسة كان لها ممثلون في اكثر من بلدٍ عربي لماذا لا يكون الحامد وباكثير هم ممثلوها في اليمن لان الاحمد كان كما يقال صديقاً لاحمد زكي ابي شادي مؤسس هذه المدرسة وقد نشر كثيراً من قصائده في مجلة ابو للو وبالتالي فان صالح الحامد وضع القدم الاولى في ظاهرة في التجديد في الشعر اليمني . اما الجانب الاخر في حياة صالح الحامد فانه كان شاعراً من كبار شعراء العامية في اليمن وحين اقول واحد من كبار شعراء العامية في اليمن هذه واحدة من الظواهر التي تلفت الانتباه في الحياة الثقافية في اليمن ان هؤلاء الذين تزودوا بثقافة لغوية وفقهية ربما لم يكن الشعر الفصيح قادراً على ان يستوعب المشاعر التي ارادوا ان يعبروا عنها يمتلكون زاداً من اللغة ويمتلكون زاداً من قراءة الفقه والشريعة وعلوم الدين وكتبوا شعراً فصيحاً ولكنهم حين كتبوا في العامية لم تقصر قاماتهم بل ارتفعوا اكثر اما لان وهج الغناء في تلك السنوات لم يجعلهم يقفون كالمتفرجين كان عليهم ان يشاركوا في الارتقاء بمستوى كلمات العامية في تلك السنوات وهذا ما فعلوه هذا من جانب اما ان يكون هذا بسبب الغناء او انهم نظروا الى ان البلاغة لا تقتصر على الكلام الفصيح بل يمكن ان تكون بليغاً دون ان تكون فصيحاً وهذا هو السبب الذي يجعلنا نقرأ تلك القصائد اليتيمة جداً التي كتبها حسين المحضار بالفصحى وتردت الى اسفل السافلين بينما ظلت قامة المحضار رفيعه بشعره العامي . ولكن احمد شوقي كانت بلاغته في الفصحى الشيء الاخر ان صالح الحامد تولى وظائف قضائية في الدولة . وكلنا نعرف ان قضايا النار كانت مصدراً للشعر في الجاهلية وان الفاحشة كانت هي الاخرى مصدراً للشعر لذلك فان الشعر لا يرتبط دائماً بالفضائل والا اصبح اقرب الى الوعظ لكنه يتصل في بعض الاحيان حتى بالشرور لذلك قالت العرب ( الشعر نكد بابه الشر فاذا دخل في الخير ضعف ) . لذلك نشر صالح الحامد في وقت متأخر كثيراً من قصائده التي كان لا يجرؤ على نشرها حين كان في موقع من هذه المواقع وكثيراً من الشعراء الذين كتبوا شعراً فصيحاً فانه ايضاً كتبوا شعراً عامياً ليس في حضرموت فقط ولكن في كثير من المدن اليمنية مثل العنسي صاحب ( وادي الذر ) والقصائد الحمينية او العامية الملحونه هي التي خلدتهم . وهناك اليوم الكثير من الرسائل الجامعية التي كتبت عن صالح الحامد والمتتبع للحركة الثقافية في العصر الحديث ان ينظر الى الحامد كاحد الذين وضعوا اللبنة الاولى وربما اكتملت ذروة الرومانسية مع لطفي امان . واضاف الدكتور عبدالمطلب جبر قائلاً وفيما يتصل بالموضوع المتعلق بالجانب الروحي وهذه مسألة الجميع يمتلك وعياً وثقافة حول بعض المعلومات حول الفكر الصوفي ولكن يقول الكثير ان الخيط الرفيع الذي حول ظاهرة الزهد الى التصوف هي فكرة الحب بمعناها الشمولي . بهذا القدر نكتفي بما جاء في مداخلة أ.د عبدالمطلب جبر ونظراً لاهميتها فاننا نعد القراء بنشرها كاملة في عدد لاحق ان شاء الله . ثم تلقى الحاضرون اتصالاً هاتفياً من مدينة المكلا من الاستاذ الفنان المسرحي علي سالم الحامد الذي تحدث في مداخلته عن الشاعر صالح بن علي الحامد ثم شارك في الحديث الاستاذ الفنان القديرعصام خليدي حيث استهل حديثه قائلاً : في الواقع سعدت كثيراً بما استمعت اليه من دكتور ابو بكر الحامد والدكتور عبدالمطلب جبر ولدي ثلاث نقاط اود طرحها : يقال ان معظم شراء القصص يبتعدون عن الشعر العامي خوفاً من السقوط في ركاكة المفردات العامية ولكنني اليوم استمعت الى ماهو مغاير لذلك وتأكدت قناعتي الشخصية ان الشعر العامي هو الوعاء الحقيقي الصادق والمعبر الذي يحوي مكنونات واصالة الشاعر في التعبير عن بيئته ومجتمعه . البعد الصوفي او الروحي هل نستطيع ان نعمم ان كل علاقة الحب التي تنص الى المنحى الصوفي في اعتقادي ان هناك فارقاً بين طبيعة النفس البشرية ومفاهيمها في تحويل ذلك الحب من شيء محسوس الى شيء يرتبط بالذات الالهية . البعد الصوفي احد اهم الملامح الشعرية وكذلك البعد الرومانسي عند الحامد هل يمكننا ان نتعرف على الصفات والملامح الاخرى في شعر صالح الحامد . بعد ذلك تحدث الاستاذ الفنان صالح عبدالله التوي الذي عرف عن قرب الشاعر صالح الحامد حيث قال : اسرة الحامد في حضرموت غنية عن التعريف كونهم رجال العلم والفقه ولها اياد بيضاء منذ مئات السنين في نشر العلم والاسلام في حضرموت وسنغفورا واندونيسيا وشرق اسيا . والنابغه العلامة الشاعر صالح بن علي الحامد له صولات وجولات في كثير من المنافع الحياتية فهو اديب وكاتب سياسي ومؤرخ وصاحب اشعار جميلة جداً ومن حبه للعلم والمعرفة كون مكتبة ثقافية اغناها بالمطبوعات والمخطوطات في سيئون استفاذ منها الكثير تعرفت عليه رحمه الله في عام 1956م عندما زرته في منزله بسيئون برفقة ابن عمي الشاعر علي بن عبدالله التوي وتحديداً في منطقة علي امبدر وذلك عند عودته من السفر وبعد ذلك تعمقت الصداقة وتكررت الزيارات كما انني تعرفت في عام 1975م على الاخ العزيز علي محسن الحامد الذي عرفني على اخيه الدكتور ابو بكر محسن الحامد الموجود معنا الليلة كما شارك الحديث الاخوة صلاح بن جوهر والقاص عبدالاله سلام ونجوان شريف ناجي وعبدالقادر الخضر والاستاذ الدكتور محمد علي ناصر ورياض محمد سالم بن شامخ . تم اختتمت الفعالية بمجموعة غنائية رائعة قدمها الفنان القدير انور مبارك والفنان الشاب نجوان شريف ناجي وقدم الشاعر الشعبي حاتم النهدي مجموعة من اعماله الشعرية نالت استحسان الحاضرين . حضر الفعالية عدد من الادباء والفنانين والشخصيات الاجتماعية .
|
ثقافة
من وحي فعالية الشاعر صالح الحامد في منتدى بن شامخ
أخبار متعلقة