غضون
* يعتبر تنظيم القاعدة أن المتاعب التي تنهك البلاد في الشمال والجنوب قد أوجدت بيئة مثالية لنشاطه في التنظيم والتدريب وتحديد الأهداف ومهاجمتها، وأنه بالنظر إلى ما تواجهه الدولة في صعدة وبعض المناطق في الجنوب فإن التنظيم لايمثل اولوية لها، وكثير من الكتاب حاولوا تزكية مثل هذا الاعتقاد رغم أن ما كان يقوم به التنظيم الارهابي يدل على عكس ذلك، حيث نفذ خلال الأشهر الأربعة الأخيرة عمليات انتحارية وأعدم مسؤولين أمنيين في مأرب وتوعد بأن يحول اليمن إلى ساحة جهاد ضد أمريكا والكفار كما زعم، ومن الأرجح أن يكون وراء اختطاف وقتل الأجانب العاملين في العمل الإنساني بمستشفى صعدة، وأكد هو نفسه اغتيال ضباط أمن ومحققين بدعوى انهم يلاحقون المجاهدين أو بالأصح الارهابيين.* فجر أمس وجه منفذو القانون أقوى ضربة للتنظيم الارهابي في مناطق أرحب والمحفد وفي العاصمة، وهذه الضربة حالت دون تمكين الارهابيين من تنفيذ هجمات كانوا على وشك البدء بها لاثبات قوتهم من خلال الحاق أذى كبير بالمجتمع والدولة، ولكن الضربة الاستباقية التي وجهت لهم احبطت اعمالهم الشريرة. إن خسارة تنظيم القاعدة لهذا العدد الكبير من افراده في يوم واحد سيكون بالنسبة له يوم عار، وعلى هذا التقدير يمكن القول ان الحرب الحقيقية بين الدولة والارهابيين قد بدأت فجر أمس وسوف تستمر إلى النهاية ما دام هؤلاء العنيدون والشاردون مصرين على إيذاء هذا البلد بمشروعهم القائم على القتل المجاني والعشوائي والتدمير الذي لايستثني أي منشأة لمجرد انها هدف سهل. لو كان لهؤلاء مشروع حضاري لكانوا يستحقون معاملة أخرى ولكنهم لم يعلنوا عن شيء سوى الانتحار والقتل والتدمير والمصيبة انهم يفاخرون بذلك ويطبقونه عملياً ومع ذلك يلومون منفذي القانون لأنهم يحمون المجتمع من الإرهاب.* بعض وسائل الإعلام العربية غير المحايدة تناولت الحدث أمس بطريقة كيدية ،حيث قللت من أهمية الضربة ودقتها في تصويب اهدافها، وراحت تستدعي متابعين غير نزهاء ليتحدثوا عن استهداف الحملة للمدنيين دون غيرهم، وزعم البعض ان الطائرات امريكية جاءت من وراء البحار، وان لاصحة لخبر وجود إرهابيين أجانب بين الصرعى والجرحى والمقبوض عليهم .. وأفضل وسيلة لتبديد هذه الشائعات هو قيام منفذي القانون بإعلان الحقيقة إلى الناس.هذه الحقيقة قد تحتاج بعض الوقت لإخراجها إلى الناس، والمهم هو ان يتم اطلاعهم عليها بمجرد اكتمال تقييم الضربة ونتائجها .. أعني لابد من إعلان اسماء وصور الارهابيين الذين استهدفوا أكانوا محليين أم أجانب، وكشف مخططاتهم التي تم إفشالها.