فؤاد احمد المليكي في مجتمعنا اليمني تبرز بعض الممارسات الخاطئة في بعض الأسر وتتمثل تلك الممارسات في أساليب التربية وطرق التعامل مع الأطفال من الجنسين ما يؤثر تأثيراً كبيراً في سلوكهم وكذا في مستقبل حياتهم. ففي ببعض الأسر يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه لا من قبل الأب ولا من قبل الأم أو من كليهما معاً حيث لا يجد الطفل في المنزل أي عناية أو اهتمام . وهنا تجد الطفل معقداً نفسياً وغير متكيف اجتماعياً لأنه لا يشعر بالأمن ولا بالحب من قبل والديه ما يؤثر على سلوكه الاجتماعي فيضطر إلى البحث عن الحب والأمن المفقودين بطرق أخرى. ومن المحتمل أن يلجأ إلى الكذب والسرقة والتشرد وغير ذلك بما يؤثر تأثيراً سلبياً في مستقبل حياته.وأيضاً بعض الأسر ترى الوالدين فيها يسيطران على الطفل سيطرة شبه كاملة حيث يتحكمان في مراحل نموه كلها وينوبان عنه في كل ما يحب ويكره ما يجعل الطفل يشعر بالاستبداد أو فقدان الإرادة وضياع الشخصية فسلوك الأطفال الذين يعيشون في مثل هذه الأسر غالباً ما يكون جيداً غير أن هذا السلوك سرعان ما يتلاشى وينعدم لأنه سلوك غير طبيعي لارتباطه بالاستبداد . فالأطفال عندما يصلون إلى مرحلة المراهقة ينحرفون لشعورهم بالنقص والخضوع أمام الآخرين مما يسهل على أصدقاء السوء قيادتهم إلى الضلال وهذا ما أكده علماء ودكاترة علم النفس.وفي بعض الأسر تجد الأبوين يهتمان بالطفل ويبالغان في العناية به وقد يسرفان في التساهل معه كما يبالغان في إظهار الحب و الحنان له ولا يأخذان بعين الاعتبار التغيرات الطبيعية التي تطرأ على نموه فيحاولان إبقاءه في مرحلة نمو أقل من المرحلة التي وصل إليها وينظران إلى طفلهما وهو في مرحلة المراهقة كما ينظران إلى الطفل الصغير متجاهلين أنه أصبح في مرحلة يحتاج فيها إلى نوع من الحرية حتى يتسنى له إثبات شخصيته .و بعض الأسر الأخرى تشاهد أنها تشجع أطفالها على اتخاذ القرارات التي تخصهم مع تعليلهم أن للوالدين حقوقاً وامتيازات يجب أن تحترم وهذه الأسر هي التي تستطيع أن تعيش في وئام وانسجام حيث أثبتت الدراسات بأن هذه الأسر هي الأفضل في تربية الأبناء لأنهم تعلموا أن يعالجوا مشاكلهم بالمناقشة والمحاورة وبروح التعاون والمحبة ففي هذه الأسر يعاقب الطفل عندما يتصرف تصرفاً غير لائق وفيها أيضاً يقدر لولي الأمر دوره في القيادة وحقه في التوجيه و الإرشاد.فخلاصة القول تقدر أن نقول أن سلوكنا مع أطفالنا شأنه في ذلك شأن أي سلوك محكوم بعدد من التصورات بعضها غير صحيح وبالتالي علينا أن نستبدل بها تصورات أخرى تساعدنا على معاملة أطفالنا معاملة صحيحة ، من خلال رعاية الأبوين والاستجابة للتغيرات وإبعادهم عن الأعمال التي تفوق عمرهم وإعطائهم الفرص لقيامهم بالأعمال الناجحة والاهتمام بنقاط قوة الطفل وإبرازها وتمكينه من التغلب على نقاط الضعف وغيرها من الأمور الأخرى التي تساعد على تربية الأطفال التربية الصحيحة.
|
اتجاهات
كيف نربي أطفالنا ؟
أخبار متعلقة