محمد رجب أبو رجب حاصرت اسرائيل ومنذ اليوم الأول للانتخابات التشريعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية في أبشع صور الحصار حيث أغلقت المعابر، ومنعت دخول المواد الغذائية والدواء والأموال، وتحكمت بتزويد القطاع بالماء والكهرباء والبنزين والمازوت، ولم تكتفِ بهذا ولكنها قامت بحملة اعتقالات واسعة شملت عدداً كبيراً من أعضاء المجلس التشريعي بما فيها رئيسه وعدد من الوزراء وكوادر وقيادات من المقاومة وارتكبت أبشع المجازر في جباليا، بيت حانون وخان يونس ورفح والشجاعية ومعسكر المغازي، ومجازر لا تقل عن دير ياسين وكفر قاسم وقبية ومئات المجازر التي سبق وأن ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني .هذا الحصار وتلك الجرائم تجد دعماً أمريكياً وأوروبياً منقطع النظير في ظل صمت اقليمي لم يتحرك له ساكن .حصار الشعب الفلسطيني لم يتوقف في يوم من الأيام، ولكن ازداد وأخذ أشكالاً مختلفة بعد مجيء حركة حماس على رأس الحكومة الفلسطينية، هذه الحركة التي تصفها أمريكا بالارهاب وكذلك اسرائيل ولن أقول أكثر من ذلك، ولن أسحب بالحديث عن الموقف الأوروبي ولكن كل من جهته شارك في هذا الحصار، وشن حربه على حكومة حماس بهدف إفشالها وإسقاطها وخلقوا لها مشكلة ومشكلة، نحن لا ندافع عن حماس ولكن والحق يقال، هل يعقل أن تتحمل حكومة حماس رواتب المواطنين؟ هل تكتفي بتوجيه التهم فقط دون أن تبحث عن الأسباب؟ ألم يكن عدم توصيل الأموال ضمن المخطط الذي سعى الجميع ليصب في مشروع إفشال الحكومة وجعلها في مواجهة مع المواطن العادي البرئ؟ لماذا لا نتحدث بصراحة؟ لماذا لا نضع النقاط على الحروف؟ لماذا نبالغ في تحميل مسؤولية طرف دون الآخر؟.الموضوع أكبر من الرواتب، والحصار يسعى وبدرجة أساسية إلى إفشال حكومة حماس وإسقاطها، وهذا ما يجب الحديث عنه صراحة.السؤال اليوم، كيف نرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني ونخفف عنه الحصار، إن أمكن ونخفف من عذاباته وجوعه ؟هذا لن يتأتى إلاّ بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي أولاً وقبل كل شيء، هذا لن يتأتى إلاّ من خلال الالتفاف حول وثيقة الوفاق الوطني، هذا لن يتأتى إلاّ من تشكيل حكومة وحدة وطنية لن يتأتى إلاّ من خلال وقف الفلتان الأمني والسياسي وتعدد المرجعيات، لن يتأتى إلاّ من خلال مواجهة التحديات والمشاريع الهادفة إلى استئصال قضية شعب فلسطين، لن يتأتى إلاّ بموقف عربي داعم حقيقي لنضال الشعب الفلسطيني المشروع الذي كفلته له كل المواثيق الدولية.لم يعد مقبولاً أن نسمع عن اقتتال فلسطيني، واغتيال هذا الكادر أو ذاك من أي فصيل كان وعلى أيدي مسلحين فلسطينيين، التاريخ لم ولن يرحم من يحقق أهداف الصهيونية التي سعت لها منذ أمد طويل في إيصال الشعب الفلسطيني إلى حالة الاقتتال الداخلي.ستبقى قضية فلسطين هي المركزية، قضية الأمة العربية التي يصعب تجاوزها.ستبقى القضية المحركة لكل مشاعر المسلمين وفي مختلف أنحاء العالم.ستبقى قضية كل أحرار العالم وستنتصر .
الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني .. أسبابه وأهدافه
أخبار متعلقة