شخصيات خالدة
ولدت جليلة رضا سنة 1920م لأب مصري وأم تركية، وكانت أصغر أخواتها ، وكان والدها يعمل في سلك المحاكم الأهلية وينتقل بحكم عمله بين المدن والقرى في صعيد مصر ، فبدأت تعليمها الأولي في مدرسة الفشن الأولية. وعندما رجعت الأسرة إلى الإسكندرية لحقت بمدرسة العروة الوثقى الابتدائية ، ثم انتقلت إلى القاهرة فلحقت بالقسم الداخلي بمدرسة الراعي الصالح الفرنسية بشبرا . ومن هنا كانت فرصتها لإتقان اللغة الفرنسية إلى جانب اللغة العربية ، وتوغلت في قراءة الأدب والشعر الفرنسيين فظهرت ميولها الأدبية . وتزوجت رجلاً يعمل في سلك القضاء وأنجبت منه ابنة وابناً أصيب بمرض عقلي لازمه طول حياته فأضفى ذلك على شعرها الحزن والأسى . وقد انفصلت عن زوجها ، الذي تزوجت بعده محمد السوادي صاحب مجلة « السوادي » ولكن المنية عاجلته مما عمق حزنَها. كانت تلك المعاناة التي مرت بها دافعا لتوجهها بكل مشاعرها إلى إنتاج الشعر العربي فبدأت بنظم مجموعة من الأغاني ، وحدث أن جمعتها الصدف في مرضها سنة 1951 بطبيبها الشاعر د. إبراهيم ناجي واطلع على شيء من أشعارها فتهلل وقال وهو يكاد يقفز فرحاً : هذا شعر ناجي الصغير ! ومن هنا كانت بدايتها ورحلتها في عالم الشعر . وساعد على ذيوع شهرتها التقاؤها بالشاعر محمد الأسمر فنشر لها عدداً من قصائدها في صحيفة « الزمان » . وفي سنة 1952 رحل د. إبراهيم ناجي عن الحياة فطلب منها شقيقه الأكبر محمد ناجي أن تلقي قصيدة في رثائه في رابطة الأدب الحديث .. وهكذا غشيت المحافل الأدبية لتسهم فيها بأشعارها مما لفت إليها أنظار كبار النقاد . وقد تأثرت جليلة بالثقافة الفرنسية بشكل خاص ، فمن أهم من تأثرت بهم : فكتور هوجو- لامارتين- رامبو- بودلير، و ترجمت كثيراً من القصائد الفرنسية إلى العربية . وكان لها حضورا بارزا في العديد من الجمعيات كندوة شعراء العروبة التي أسسها خالد الجرنوسي- رابطة الأدب الحديث - اتحاد الكتاب- لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للفنون والآداب - لجنة الشعر بالمجلس القومي التخصصي . وحصلت على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1983، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عن ديوانها العودة إلى المحارة في عام 1983 ، وقد توفيت في العام 2001 م ومن أبرز أعمالها - اللحن الباكي - 1954 - اللحن الثائر - 1956 - الأجنحة البيضاء - 1959 ولها مسرحية شعرية بعنوان "خدش في الجرة " – 1969، ولها رواية بعنوان " تحت شجرة الجميز " – 1975 ، و دراسة بعنوان " وقفة مع الشعر والشعراء " تقع في جزأين ، كما سجلت سيرتها الذاتية في كتاب " صفحات من حياتي " صدر عام 1996.