اقواس
الفنان الكبير الشيخ إبراهيم الماس من الفنانين الذين يمتلكون حنجرة قوية ساحرة ومؤثرة وفي نفس الوقت يستطيع استيعاب وإجادة أصعب الألحان اليمنية ويمتلك أيضاً صوتاً جميلاً في قمة النقاء والجاذبية ما يجعلك تطرب لسماع أغانيهوهذا أن دل على شيء فإنما يدل على موهبة فذة وهبة من الله إياها يستطيع بها الوصول إلى وجدان المستمع مباشرة، وقد غنى اللونين الصنعاني واليافعي ببراعة تامة وطريقة متفردة، وثراء لم يسبقه إليه فنان أخر في هذا المجال، وربما غنى ألواناً وأنماطاً يمنية أخرى ولكننا مع الأسف لا نمتلك تسجيلات لها.وقد غنى كثيراً من الأغاني الصنعانية واليافعية مثل أغنية “مرحباً بالربيع في أذار” “رحمن يا رحمن”، “يا مستجيب الدعاء عبدك دعاك أسمع” ، “يا مستجيب الداعي”، “قال أبن جعدان ياطرفي لما تسهر”، “أحبة ربي صنعاء عجب كيف حالكم”، “أفدي رشا”،”قال بوناصر إن الحب”،”قال المعنى سمعت الطير يترنم”، “قال الفتى القشبي “حوى الغنج” “بالله ما شأن الجفا”، “أشرقت بهجة وأعزت منالاً”، متع حياتك بالأحباب”،”مالي مريح سوى المداما “مالغصن الذهب”إن أول العشاق ماتوا من الأشواق”، “أقبس متى شئت” ،”إن يمنعوا عيني لحسنك أن ترى” ،”ذا نسيم القرب نسنس” ،”بلبل الحجف اليماني”، “كروبي فرجيها لي” وغيرها من الأغاني وهي كثر.أما تفرده في أداء الموشحات فهو لا يختلف في المستوى مع الفنان محمد الخميسي أو فضل اللحجي أو العنتري أو غيرهم ولنا أمثلة على ذلك نذكر منها تأديته للموشحات التالية “جل من بالصباح قد زحزح” ، “قف بالخضوع وناد ربك ياهو” ،”الناس عليك ياخل أو ياريم أقلقوني”، “يارب يارحمن فرج عن المظلوم”، “يا مقيل العثار”، “إن كان باب الرضى مقفل”، “يامنجي من اليم ذا النون” ،”لي في ربى حاجر”، “صلوا على من كان قبل الوجود”، “ فرج الهم يا كاشف الغم”، “نعم شكري لمولى النعم”، “الحمد لله الذي”، “يامن أيادينا إليه مداد”، “عالم السرمنا”، “غيري على السلوان قادر”، “الحمد لله الشهيد الحاضر”، “دع ما سوى الله واسأل” وغيرها من هذه الكنوز التي لم نستطع الحصول عليها من بعض المقتنين المحتكرين ويجدر بنا أن نتساءل كيف نستطيع توثيق هذه الفنون بالرغم من وقوف المحتكرين حجر عثرة تمنع إيصالها إلى الناس بالشكل المطلوب؟على أي حال فهذا هو إبراهيم محمد الماس ابن الشيخ محمد الماس الذي يرجع أصله إلى منطقة كوكبان كما يقول معاصروه من كبار السن الذين التقينا بهم في صنعاء وعدن ولحج، وكان الشيخ محمد الماس يسمى بشيخ مشايخ الفن الصنعاني والتراث الغنائي اليمني وكذا معاصروه من الفنانين الكبار أمثال الشيخ البار والشيخ على أبوبكر وعوض الجراش، ومحمد عبدالرحمن المكاوي وغيرهم.أخيراً نقول إن إبراهيم الماس قطب من أقطاب الفن الأصيل ورائد من رواد الزمن الجميل في عدن الجميلة هو وزملاؤه من المشايخا لفن والمطربين المتمكنين رواد جيله الذين يعتبرون علامة بارزة في صدى الوجدان الكلاسيكي اليمني وظهورهم في ذلك الزمن الذي لا يتكرر.من هذا المقام نسائل وعلى وجه الخصوص أولاً إذاعة صنعاء الحبيبة لماذا لا تبث عبر أثيرها بشكل دائم الأغاني النادرة أسوة بالمكررة؟ على الرغم من إمتلاك هذه الإذاعة لكثير من الأغاني اليمنية وحتى الخليجية والعربية القديمة، وثانياً متى يعرف هؤلاء المحتكرون للأغاني التراثية أن هذا الفعل الخاطئ بإنسان غيور على تراثه الفني؟!!!