في جلسة (مقيل) جمعتني بعدد من الأصدقاء في منزل صديق بصنعاء.. تحدثنا على مدى حوالي خمس ساعات عن العديد من القضايا الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة في بلادنا.. وهي قضايا مهمة جداً تستحق اهتمام الحكومة من خلال الأخذ والعمل بالمقترحات الوطنية الإيجابية المذكورة أدناه التي طرحها الأصدقاء في (المقيل) والمشهود لهم بالكفاءات العالية والخبرات الواسعة في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.بداية تحدث أحدهم قائلاً: (في خضم هذه الظروف العصيبة التي تشهدها بلادنا حالياً، ما علينا إلا أن نحمد الله سبحانه وتعالى ونشكره على لطفه باليمن ورعايته لها. ويتوجب علينا جميعاً أبناء اليمن “مسؤولين وأحزاباً وتجاراً ومنظمات جماهيرية ومواطنين” المزيد من التقرب إلى الله جل شأنه بالعبادة والتقوى والأعمال الصالحة التي ترسخ الخير والمحبة والأمانة والصدق والوفاء في مجتمعنا اليمني، وبذلك سيبارك الله خطانا وسنتغلب على تلك التحديات الخطيرة الراهنة التي اتضح لنا أنها ناتجة عن مخطط تآمري خارجي تقوم بتنفيذه مجموعة من العناصر الارتزاقية الإرهابية في عدد من مديريات محافظة صعدة وبعض مديريات المحافظات الجنوبية في محاولات بائسة لإثارة الفتنة وإقلاق الأمن والاستقرار وإعاقة مسيرة التنمية والاستثمار في البلاد، مستغلين بذلك ظاهرة البطالة لاستقطاب الشباب العاطل عن العمل في تنفيذ مخططهم التآمري الإرهابي، ما يعني أن الشباب المغرر بهم أصبحوا ضحية البطالة التي أدت إلى إثارة المشاكل).قال صديق آخر: (هذا كلام صحيح، البطالة هي الهم الأكبر الذي يقاسي مجتمعنا منه الأمرين، مع العلم أن الفقر والبطالة وجهان لعملة واحدة. ولو تخلصنا من البطالة لن يكون هناك فقر، وهو ما أكد عليه الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في رسالته التي وجهها إلى الحكومة قبل حوالي ثلاثة أشهر بضرورة العمل على تنفيذ الأولويات التي تتطلبها المرحلة الراهنة وحينها شكلت الحكومة مكتباً تنفيذياً خاصاً بإنجاز تلك الأولويات. ولكن لا ندري ما هي أسباب تقاعس الحكومة حتى اليوم عن تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية؟! فقد كنا نتوقع من الإخوة رئيس وأعضاء الحكومة التفرغ الكامل لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بالعمل يومياً ليلاً ونهاراً لإنجاز المهام الوطنية الكبيرة المناطة بهم، فإذا بالحكومة تترك الأولويات جانباً وتعقد اجتماعاً واحداً فقط يوم الثلاثاء من كل أسبوع لمناقشة قضايا عادية، وكأن الأمر لا يهمها من قريب أو بعيد. وما يهم رئيس الوزراء والوزارة هو التنافس على شراء ولبس آخر موديل من البدلات والكرافتات والظهور كل ثلاثاء في التلفاز ناهيك عن أحدث أنواع السيارات وغيرها من الامتيازات وبدلات السفر وحضور الندوات المحلية والتفنن في إلقاء الكلمات غير عابئين بما يدور في البلاد من مشاكل اقتصادية واجتماعية وأمنية. فمتى إذن ستتحرك الحكومة وتلتزم بتنفيذ الألويات التي أحالها إليها فخامة رئيس الجمهورية)؟!.أما أحد الأصدقاء المتخصصين في المجال الاقتصادي فقال: (المفروض على الحكومة اليوم أن تبادر بمعالجة وحل ظاهرة البطالة التي تعتبر السبب الرئيسي للمشاكل القائمة في بلادنا. حيث يتوجب على الحكومة إنشاء صندوق لمكافحة البطالة، بتمويل ذاتي من المخصصات المالية المعتمدة من خزينة الدولة والخاصة بمكافحة الفقر والمتمثلة في صندوق الرعاية الاجتماعية الذي أثبت عدم جدواه في مكافحة الفقر، ولذا يمكن أن يؤخذ جزء كبير من ميزانية صندوق الرعاية إضافة إلى استغلال الاعتمادات المالية المحلية والخارجية المخصصة لمكافحة الفقر واعتمادها لصالح (صندوق مكافحة البطالة) وكذا إسهام الجهات الحكومية الأخرى بالأموال المجمدة لديها في دعم الصندوق مثل وزارة الأوقاف /هيئة التأمينات/ مؤسسة التأمينات الاجتماعية إضافة إلى صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي، وغيرها من البنوك مثل: البنك اليمني للإنشاء والتعمير والبنك الأهلي وبنك التسليف التعاوني والزراعي.وبذلك سيحصل الصندوق على رأسمال كبير، وبالتالي يتم اختيار وتعيين قيادات اقتصادية ذات كفاءة عالية وخبرة واسعة للقيام بإنشاء الصندوق ووضع خطة العمل المطلوبة لمكافحة البطالة في بلادنا تبدأ عام 2010م في المحافظات الجنوبية والشرقية، ثم في عام 2011م في المحافظات الشمالية والغربية.ويهدف الصندوق إلى خلق مجتمع إنتاجي، من خلال إقامة مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة ومشاريع زراعية تستوعب مجاميع الشباب حسب ميولهم ومؤهلاتهم.ويشارك في ذلك الإخوة المحافظون والمجالس المحلية والجامعات ومكاتب الشؤون الاجتماعية وغيرها من الجهات المعنية في كل محافظة بحيث يقوم الأكاديميون بوضع دراسة جدوى اقتصادية للمشاريع الإنتاجية المطلوب إقامتها في كل محافظة حسب مقوماتها الطبيعية. كما تقوم المجالس المحلية وغيرها بعمليات مسح شامل وحصر وتسجيل الشباب العاطلين عن العمل والأسر الفقيرة القادرة على الإنتاج، وإقامة معارض لتسويق منتجاتها... الخ.وبذلك سيرتبط وينشغل الشباب بالعمل، ولن تكون هناك مشاكل بل وسيقف الشباب بصلابة أمام أي مرتزق يحاول إثارة الفتن والمشاكل في البلاد).ثم تحدث صديق آخر عن دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى الحوار الوطني قائلاً: (هذه الدعوة مبادرة حكيمة لأن الحوار ضرورة ملحة تحتم على كافة الأطراف المشمولة بالدعوة إلى الحوار تحت سقف الثوابت الوطنية وتحت قبة مجلس الشورى، أن تبادر إلى طاولة الحوار وتطرح ما لديها من رؤى وطنية صادقة تعود على اليمن أرضاً وشعباً بالخير والأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، لأن المسؤولية الوطنية في المرحلة الراهنة تفرض على كافة الأطراف من أحزاب وعلماء ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية المشاركة الفاعلة في هذا الحوار الوطني بدون أي تردد أو وضع أي شروط تعجيزية، لأن اليمن ملك الجميع، والوطن فوق الجميع).وهكذا في نهاية جلسة (المقيل) دعونا الله سبحانه وتعالى أن يهدي الحكومة والأطراف المعنية بالحوار إلى ما فيه خير وصلاح واستقرار وازدهار اليمن أرضاً وإنساناً.
أخبار متعلقة