جودي كبرت / رفائيل ميدوفترجمة/ عثمان عصام ـ مركز المعلوماتيشعر المسلمون في كل أنحاء العالم بالإهانة الشديدة لنشر صحيفة دانماركية صور كاريكاتورية لمؤسس الإسلام محمد والتي تم إعادة نشرها فيما بعد في عدة صحف أخرى في كافة أرجاء أوروبا مما أدى إلى اندلاع حشود المسلمين الغاضبة في أنحاء الشرق الأوسط وخارجه محرقة السفارة الدانماركية وعدة سفارات أوروبيةأخرة في سوريا ولبنان وإطلاق النار بجانب المركز الثقافي الفرنسي في الاراضي الفلسطينية وحُصرت مكاتب الاتحاد الأوروبي وتم خطف الماني اعتقاداً من الخاطفين بأنه دانمركي الأصل، وفي رام الله هتف المتظاهرون مطالبين بمعاقبة الدانمارك، في غزة طالب واعظ بقطع الرؤوس رداً على الصور، أما في لندن فقد رفعت امرأة مسلمة شعار كتب عليه "استعدوا للمحرقة الحقيقية".كشكل من أشكال الفن أحياناً تؤخذ هذه الرسوم الكاريكاتورية على أنها غير جادة إلا أنها حصدت رد فعل خطير.في الواقع أن الكاريكاتير السياسي يعتبر من أقوى أنواع التخاطب، فقد تُملأ صفحات بتعليقات مصورة ولكن يشكل رسم كاريكاتيري واحد ضربة مؤثرة أكثر من الكلمة.لا تعتبر الرسوم الكاريكاتورية السياسية حديثة المنشأ إذ أنها متواجدة من أزمنة قديمة قد تصل إلى ما قبل التاريخ، ففي زمن الإنسان الأول كان يتم هجاء الصياد غير الماهر عن طريق رسم صور هجائية لها على جدران الكهوف، هنا بعض الأمثلة لعدة صور كاريكاتورية حصدت رد فعل قوي:1/ طبع رسم كاريكاتيري ساخر من مرشح الحزب الجمهوري جامس بلاين بالصفحة الأولى من والصق في لوحات الإعلانات عشية الانتخابات مما أدى بشكل رئيسي في نجاح مرشح الحزب الديمقراطي جروفر كليفلاند في الانتخابات.2/ أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى مكتب للرسوم الكاريكاتورية محاولة استخدام الرسوم في دعم الحرب معترفة بالدور العظيم للرسم الكاريكاتيري.3/ في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حاول سياسيون غاضبون مما سببته لهم الرسوم الكاريكاتيرية بإصدار تشريع لتقييد ما يمكن ان يرسم إلا أن هذه التشريعات أبطلت فيما بعد وأكدت الفاتيكان بان الحق في التعبير لا يورث الحق بإهانة شعور المؤمنين، أما الرقابة فقد تكون تشريع خاطئ لأنها قد تمنح الجماعات الدينية الحق في التدخل في كتابات، رسومات أو خطابات معارضيها.لاشيء يبرر العنف نعم قد يكون رسامو الكاريكاتير مبهورين برسوماتهم ولسؤ الحظ قد يلجأ الرسام لرسم رسومات مشينة بغرض إثارة الرأي العام وهذا ما حدث في نيويورك عندما قام بعض الرسامين برسم رموز مسيحية بطريقة مهينة ولكن هذا أيضاً لا يبررأي اضطرابات بسبب هذه الرسوم أو لا يبرر الرقابة في المجتمعات الحضارية الرد لرسومات كتلك المهينة يكون بالامتناع عن دخول المعارض أو عن شراء الصحيفة المحتوية على هذه الرسوم.نشرت صحيفة رسوم مهينة ليهودي على فرن بشكل يدعو للسخرية وقد أتهمت هذه الرسوم بتدنيس ذكرى المحرقة ولكن لم يتم احراق الجامعة التابعة لها الصحيفة ولم يضرب عنق المحرر.أما المسؤولون في الغرب فكان ردهم يتسم بالحذر آملين ان يتجنبوا زيادة غضب المسلمين.علق المتحدث باسم الحكومة بإن الرسومات المهينة لمحمد مرفوضة كما هي مرفوضة الرسومات المعادية لليهود المنشورة في الصحف العربية ولكن كان عليه ان يلاحظ ان الرسومات الدانماركية نشرت في صحيفة مستقلة بينما الرسومات المعادية لليهود تنشر في صحف رسمية للحكومات كامل السيطرة عليها.ومن الضروري أن يصرح المسؤولون الغرب بانه قد يجد المسلمون الرسوم الكاريكاتيرية مهينة ولكن الرد العنيف عليها مرفوض.كما يجب ان يكون هدفنا هو إنشاء نقاش حضاري بدلاً عن إنشاء غوغاء غاضبة ويجب ان نكافح لنعيش في عالم يحكمه العقل وليس عالم فيه يخاف المحرر ورسام الكاريكاتير على حياته.ـــــــــــ*نقلاً عن صحيفة: نابت رايدر تايون
إهمال مطالب الرقابة
أخبار متعلقة