حدث وحديث
طريق جهنم مفروشة بالنوايا الحسنة، وكثيرون من الناس يقعون في المحذور، عندما يعرضون المعلومات وبالمجان لمن هب ودب، والدعوة الى عالم بلاحدود او عالم مفتوح على مصراعيه، او عالم بلا ضوابط او قيود، او بضوابط ضعيفة ومهترئة، قادنا دوما الى ازمات واختراقات مشبوهة ومضرة بمصالحنا الوطنية الكبرى وصار العمل الاستخباري والتجسس يمر عبر النشاطات الاستخبارية المختلفة في كل البلدان، كما صارت الشعارات نفسها وكراً لهذا العمل الخطير على امن البلدان ومستقبلها السيادي.هكذا كان الامر ومنذ وقت مبكر والى الآن، وبالذات من قبل البلدان الكبيرة على البلدان الصغيرة، وهكذا نشأت تبعية البلدان وتبعية حكامها لوصاية الدول الكبرى، وهي سر لعبة الامم في العالم، وزادت الحروب الاعلامية وحرب المعلومات النار اشتعالا ولاسيما في عصر تكنولوجيا المعلومات، وعبر الاقمار الاصطناعية المختلفة وانشاء القنوات الفضائية وشبكة الانترنت، الامر الذي سهل والى حد كبير العمل الاستخباراتي الذي يعتبر رأس الحربة للتدخل في شؤون الاخرين في أي مكان من العالم.والعمل الاستخباري صار يشمل الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية، وليس مقصورا على المسائل الدفاعية والامنية فقط، حدث ذلك مؤخرا في البلقان وافغانستان والعراق وغيرها من البلدان قبل الغزو ومعه وبعده، وكان من شأن ذلك تدمير هذه البلدان وزرع الفتن فيها وتفتيتها وشرذمتها الى قبائل وعشائر وطوائف ومناطق ليسهل اضعافها والسيطرة عليها ونهب ثرواتها، وان لاتقوم لها قائمة بعد ذلك، وهكذا يجري القضاء على الكيانات الوطنية والقومية دائما وابدا، وتكرار اللعبة من جديد.هكذا تعامل معنا بعض الاوروبيين والامريكان وبواسطة يدها المطلقة (اسرائيل) ولم نتعلم الدرس بعد حتى الآن، ولم نفق من غيبوبتنا نحن العرب والمسلمين، ولم تنشأ لنا كياناتنا الاستخباراتية الموازية، وبالقوة نفسها لنتصدى بحزم وقدرة وامكانية لدسائس الاعداء ومؤامراتهم الجهنمية والخبيثة، وظلت تتوالى الضربات تحت الحزام مرارا وتكرارا دون أي مواجهة، وما احوجنا لهذا اليوم لحماية حرياتنا واستقلالنا وسيادتنا الوطنية والقومية من أي اختراق، ومن أي نوع من الاذى.