هذه الزاوية مفتوحة لقراء الصفحة لإشباع تطلعهم المعرفي بطرح أي تساؤلات عن مشاكل البيئة في المجتمع.محررة الصفحة ما هو التلوث البيئي الصناعي وكيفية الحد منه ؟ مروان الجنزيريأن النشاط الصناعى قد أصبح من الأنشطة المهمة فى أى مدينة، بل إن كثيراً من المدن قد أنشئت على أساس قاعدة صناعية تمثل عصب الحياة فيها.و أن لأنشطة الصناعية ورغم ما توفره من جوانب إيجابية لهى أيضاً يصاحبها جوانب سلبية ضارة، بل وتصل فى بعض الأحوال إلى حد الخطورة على حياة الإنسان والكائنات الحية الموجودة فى البيئة. وأن المواقع الصناعية فى معظم المدن والأنشطة الصناعية على المستوى القومى تفتقر فى بعض الأحيان إلى التخطيط العمرانى السليم الذى يأخذ فى الاعتبار - عند اختيار مواقع هذه الصناعات - الحد من الآثار الخطرة للنفايات الناتجة عن النشاط الصناعى. عدم التزام التخطيط الإنشائى للمصانع بتنفيذ الاشتراطات الهندسية الوقائية للأخطار المحتملة لكل صناعة، وكذلك عدم الالتزام بوجود أحزمة أمان حول كل صناعة للسيطرة على أية أخطار محتملة. ولتركيز على حل مشاكل الصناعات الاستخراجية والتحويلية الكبيرة، وعدم الانتباه إلى الصناعات الصغيرة، والتى تنتشر عادة على رقعة جغرافية أكبر، وقد تفوق أخطارها على الصحة العامة والبيئة مخاطر الصناعات الكبيرة، وذلك لأن معظمها يتخلص من المخلفات دون أية معالجة. مما سبق يمكن تحديد أهم أهداف هذه الدراسة فيما يلى: - بيان الكيفية التى تساهم بها النفايات الصناعية الخطرة فى التلوث البيئى والصحى.- التعرف على أهم الآثار البيئية للنفايات الصناعية الخطرة. - التعرف على أهم الآثار الصحية للنفايات الصناعية الخطرة. وتقديم مقترحات فى شكل منهج مقترح للحد من التأثيرات السلبية للنفايات الصناعية الخطرة على البيئة الطبيعية وكذلك صحة الإنسان والكائنات الحية (البيئة الاجتماعية). ولتحقيق أهداف الدراسة فقد اعتمد البحث على المنهج التحليلى Analytical system للمعلومات التى تم الحصول عليها ذات الارتباط بالموضوع. ومن هنا فقد تم تضمين الدراسة لخلفية عامة عن التقدم الصناعى وعلاقته بالمدينة المعاصرة، كما تم التعرف على النفايات الخطرة التى تنتج عن مختلف الأنشطة الصناعية، كما تم استعراض تأثير هذه النفايات على عناصر البيئة الطبيعية (الهواء - الماء - التربة)، ومن ثم بيان تأثير هذه النفايات على صحة الإنسان، ثم يستعرض البحث عناصر المنهج المقترح للتغلب على هذه المشكلات، ويقدم البحث فى نهايته بعض التوصيات العامة فى هذا المجال. مع التقدم الصناعى .. والمدينة المعاصرة التي لازمت النفايات حياة الإنسان منذ الأزل، حيث كانت تقتصر على فضلاته وبقايا طعامه، ولم يكن يعانى من مشكلة التخلص منها، لأنه كان يعيش حياة التنقل والترحال مخلفاً نفاياته فى الأماكن التى كان يهجرها، ولأن هذه النفايات كانت عبارة عن مواد عضوية، فقد كانت تتحلل وتتحول إلى سماد عضوى يغذى النباتات. ولدى وللحد من هذه الظاهرة يجب ان تترجم الدراسات حول هذا الظاهرة الى أرض الواقع، أي أن الواقعية تعني أن تكون الحلول والمعالجات المتبناة للتعامل مع المشكلة أكثر ما يمكن تعبيراً عن احتياجات ومشكلات وإمكانيات البيئة المادية والإنسانية المحيطة، ولا يعتبر من الواقعية أن تستبعد تماما مدخلات خارجية بحجة أنها مستوردة مما يحرم المشروع فرصة امتلاك وسائل وتقنيات متقدمة مطلوبة لتحقيق الحل المنشود، ولكنها تعني التدرج في الاستفادة من الصالح من تلك المدخلات في إطار من السيطرة الفاعلة لمدخلات البيئة المحلية.