[c1]في التاريخ الحديث[/c]لسنا نبالغ إذا قلنا إن العلاقة اليمنية العثمانية علاقة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ الحديث وتحديداً في الفتح العثماني الأول لليمن في سنة ( 945ـ 1045هـ / 1538 ـ 1635م )الذي استمر قرابة مائة عام . وفي تلك الفترة إلى جانب الحروب التي قامت بين اليمنيين والعثمانيين وخصوصاً في أواخر عهد حكم العثمانيين لليمن وذلك بسبب أن بعض الولاة العثمانيين الأواخر جانبوا الصواب ، واستعملوا الشدة والقسوة ضد الأهالي في جمع الأموال . وإلى جانب ذلك كانت هناك علاقات اجتماعية وثيقة بين الكثير من اليمنيين والعثمانيين في صنعاء ، وتعز ، ومدن تهامة مثل زبيد وغيرها من مدن اليمن والكثير منهم انصهروا في المجتمع اليمني وصاهروا أهلها ، وصارت اليمن موطنهم. وهناك العديد من أسماء الأُسر و والبيوت في صنعاء ، ذمار ، تعز ، وزبيد تحمل أسماء عثمانية . وعندما رحل العثمانيون من اليمن سنة 1635م ، تركوا وراءهم العديد من عاداتهم وتقاليدهم التركية ومن تلك العادات والتقاليد على سبيل المثال بعض مفردات الكلمات التركية التي دخلت في اللهجة اليمنية ، وأيضاً دخول بعض الأكلات الشعبية العُثمانية الشهيرة في المطبخ اليمني . ولقد ضرب العثمانيون العملات العثمانية في اليمن ، وتداولها الناس في معاملتهم اليومية . [c1]في التاريخ المعاصر[/c]وبعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها في سنة 1918م ، وبدأ العُثمانيون يرحلون من اليمن في عهد الإمام يحيى بن حميد الدين فقد طلب العديد من الضباط الأتراك البقاء في اليمن ليعملوا في الجيش اليمني ، وكذلك طلب من غالب باشا التركي الذي كان يجيد اللغة الفرنسية إلى جانب اللغة التركية ، والعربية أن يتحمل مسؤولية الشؤون الخارجية فاستقر في اليمن حتى توفى في سنة 1959م في ثراها . وهذا دليل بأن اليمنيين والعثمانيين بينهم وشائج قوية ومتينة منذ أمد بعيد. وتلك الأمور من الطبيعي أن تدفعنا إلىَ أن نقيم معرضاً تحت عنوان (( المُتحف اليمني العثماني )) يروي بالكلمات والصور والتراث المادي قصة العلاقة اليمنية العثمانين في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر. أو قصة العُثمانيون في اليمن . [c1]في اسطنبول[/c]وقيل أن في اسطنبول العاصمة القديمة للدولة العثمانية يوجد فيها معرض يضم الكثير من أجنحة العلاقات العربية و العثمانية ، وتضم فيها الكثير من التراث الشعبي المادي العربي العثماني من ناحية والمخطوطات العثمانية التي تصور أوضاع البلدان العربية في العهد العثماني الأولى على وجه التحديد وبعبارة أدق عندما سقطت مصر المملوكية على يد العثمانيين في سنة 1517م ، والتفتت الدولة العثمانية للوطن العربي الذي دخل في حوزتها . [c1]في المستقبل القريب[/c]وكيفما كان الأمر ، فإنني أكاد أجزم بأن المسؤولين في الجهات المعنية بالثقافة والتراث الشعبي في بلادنا لديهم تفكير جاد في تأسيس مثل ذلك المتحف اليمني العثماني الذي يروي قصة العثمانيين في اليمن سواء في التاريخ الحديث أو التاريخ المعاصر . وعلى أية حال نرجو أن يخرج هذا المُتحف اليمني العثماني إلى حيز الوجود في المستقبل القريب بصورة مشرقة ومضيئة تكون على مستوى العلاقة اليمنية العثمانية في التاريخ وعلاقاتنا في الوقت الراهن التي تتوطد يوماً بعد يوم .
|
تاريخ
المتحف اليمني العثماني
أخبار متعلقة