تعتبر اليمن واحدة من الدول التي وقعت على عدد من الاتفاقيات الدولية ابرزها اتفاقية حقوق الطفل وسنت التشريعات التي تحمل نصوصها عبارات تهدف إلى صون وحماية الطفل، كما انشأت المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للاهتمام بشؤون الطفل ومن ضمن التجارب التي خاضتها بلادنا وهي برلمان الاطفال اليمن الذي يعد من التجارب الفريدة والسباقة في الوطن العربي الهادفة إلى توعية الاطفال بالنهج الديمقراطي وجعلهم يعرفون حقوقهم.وبالنظر إلى جميع تلك الجهات الحكومية السالفة الذكر والتي مهمتها العناية بشؤون الطفل وجعله اسعد حالاً من باقي اطفال العالم الذين يفتقرون لجهات حكومية تعنى بهم، إلا أن النظرة الفاحصة والمتمعنة في شأن الطفل اليمني تجعلنا نجد أن هناك انتهاكات سافرة تتم بحقه لعل ابرزها ما يخص عمالة الاطفال ففي ظل غياب التفعيل الحقيقي للقوانين التي تمنع الاطفال من العمل وعدم استجابة البعض للجهود التي تبذلها بعض مؤسسات المجتمع المدني العاملة في هذا الشأن، فان سوق العمل اليمني تستقبل يومياً اعداداً كبيرة من الاطفال للعمل .وتشير أحد الاحصائيات إلى أن هناك ما يقارب "5" ملايين طفل خارج المدارس الامر الذي يعني بقاءهم بالشوارع أما كمتسولين أو العمل في بعض المهن التي يتعرضون من خلالها للاستغلال من قبل اصحاب العمل الذين يستغلون حاجة الاطفال الملحة فيوكلون اليهم اعمالاً لاتتناسب مطلقاً مع امكاناتهم الجسدية ناهيك عن الاجور الزهيدة التي يحصلون عليها والتي لاتتلاءم مع طبيعة وحجم العمل الذي يقومون به وقلة منهم يتعرضون للضرب من قبل اصحاب العمل من ناحية اخرى ان بقاء الاطفال لساعات طويلة في العمل وحتى اوقات متأخرة قد يجعلهم عرضة للاستغلال الجنسي.لقد وجد ان من أهم مسببات عمالة الاطفال هي الفقر والبطالة فعندما تعجز الاسر عن ارسال ابنائها للمدارس بفعل الظروف فإن كثيراً من الاطفال يجبرون على العمل لمشاركة ابائهم في تحمل مسؤولية الاسرة ، كما ان غياب بعض ارباب الاسر بفعل الوفاة أو الطلاق يحمل الابناء مسؤوليات تفوق قدراتهم في البحث عن عمل واعالة باقي افراد الاسرة.وهنا نسأل انفسنا اين دور اجهزة الدولة وكافة الجهات ذات العلاقة للتقليل من حدة المشكلة بدلاً من تركها تتفاقم يوماً بعد آخر! لماذا يتم التوقيع على اتفاقيات دون ان يتم العمل بها ؟ لماذا لايتم زيادة اعداد مراكز الطفولة الآمنة وقدراتها الاستيعابية التي تستوعب المئات ، بينما اطفال الشوارع اعدادهم مئات الآلاف ؟! اين دور برلمان الاطفال ليناقش أهم قضية من قضايا الطفولة وهي حق كل طفل في الأمان والتنشئة السليمة والحصول على نصيب وافر من التعليم !!إننا نوشك بحق أن نكون مقبلين على كارثة حقيقية عندما نترك ابناءنا ينتظرهم المستقبل المجهول .[c1]أثمار هاشم [/c]
عمالة الأطفال ، انتهاك سافر لحقوق الطفل
أخبار متعلقة