نخب سياسية وثقافية ودينية وشرائح من منظمات المجتمع المدني في محافظة الحديدة لـ ( 14 اكتوبر ):
رصد ومتابعة / أحمد الكاف - أحمد كنفاني بات موضوع تشكيل هيئة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) من قبل بعض المتمصلحين سياسياً في حزب الإصلاح تحت مبرر نشر الفضيلة في المجتمع اليمني، مؤخراً من الموضوعات الأكثر إثارة للجدل الثقافي والفكري في بلادنا، وقوبل بالرفض القاطع من قبل الشارع اليمني للدولة مؤسساتها ودستورها وهي الوحيدة المخولة باستخدام القانون وتنفيذه ، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسألة مناطة بولي الأمر، ليس لجماعة من الإصلاح أو المتسبين إليه الحق أن يخولوا أنفسهم القيام بذلك في أوساط المجتمع المتمسك بقيمه وأخلاقه والمستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف باستخدام القوة أو التشهير أو أي وسيلة تتنافى مع الضوابط والشروط التي حددها ونصت عليها بنود الدستور والقوانين النافذة.. ومحاسبة الآخرين على أخطائهم هي في عصرنا الحاضر من اختصاصات القضاء. ( 14 أكتوبر) ومن منطلق حرصها على مناقشة الموضوع وأهميته التقت بعدد من النخب السياسية والثقافية والدينية ومختلف الشرائح في محافظة الحديدة لمعرفة آرائهم وانطباعاتهم جيال ذلك، وتعرض حصيلتها في الأسطر التالية :[c1]أكبر الكبائر[/c] بداية تحدث عدد من خطباء المساجد في مديريات الحوك والحالي والميناء وعلى رأسهم الشيخ/ علي محمد حمزة إمام جامع النور بمديرية المراوعة بالقول: مما لاجدال فيه أن لكل إنسان منا عرضه وشرفه وسمعته الطيبة ولذلك حرم الإسلام تحريماً قاطعاً تعدي الآخرين على ذلك وحرم انتهاك الأعراض ومس الشرف والإساءة إلى السمعة ومن صور ذلك الوصاية والظن ورمي الآخرين بالفاحشة حيث يقول جل في علاه : (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون). ولايحق لتجمع أو حزب أولاي إنسان الإساءة إلى أخيه المسلم أو أخته المسلمة أوفرض الوصاية عليهم ورميهم بالفاحشة دون أن يكون هناك دليل قاطع على ذلك ، فليس بالمسلم من يتعمد فتن الآخرين وقذفهم بالفاحشة والوصاية عليهم ولايتلك السلطة بدافع الكراهية أو العداوة أو لتعزيز نفوذ سياسي ونذكر الداعين إلى قيام هيئة الأمر بالمعروف ومن هم وراءها بأن الوصاية ومراقبة سلوكيات الآخرين وقذف المحصنات، والأخيرة من أكبر الكبائر كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديثة: ( إن من السبع المهلكات قذف المحصنات المؤمنات ) لإن ذلك العمل الشنيع الذي يقوم به المنافقون والحاقدون المتجردون من الدين والإنسانية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ويهدد كيان الأسر ويؤدي إلى الطلاق وتشويه سمعة الناس الشرفاء والمؤمنات المحصنات فلم يخلق الله عزوجل اللسان والعقل لأمثال هؤلاء كي يستخدموهما في الوصاية وقذف الآخرين والظن بهم. وقالت الطالبات مني محمود حسن وهدى سالم وفتحية عبدالوحود - سنة رابعة كلية الشريعة والقانون بجامعة الحديدة: إن تتبع عورات الآخرين ومراقبة أخلاقهم وسلوكياتهم في الحياة والظن بهم سوءاً وقذفهم بالفاحشة وإنشاء هيئة خاصة بها من قبل حزب الإصلاح وأتباعهم لغرض التمصلح السياسي هو قتل متعمد للآخرين لأن قذف امرأة صالحة وعفيفة وشريعة بالفاحشة وتشويه سمعتها معناه ضياعها وحرمانها من الزواج ولو كانت متزوجة لطلقها زوجها ولتعرضت لأقسى أنواع العنف وربما تنتحر هروباً من واقعها المر والقاسي ، ومن آثار ذلك هدم كيان الأسرة وتشريد الأطفال وكسر العفة والشرف ولا أخفى عليكم أنني قد عايشت حادثتي طلاق وحادثة تشويه سمعة إحدى الفتيات في المنطقة التي أقطن فيها، والسبب فيها يعود إلى ما قام به بعض المسمين أنفسهم بجماعة أو هيئة الأمر بالمعروف وتلفيق التهم ضدهن وتبين أتهن بريئات منها، ألاً يخافون الله، الا يعلمون أن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، وكل إنسان لديه عرض وأهل فعندما يستخدم ذلك في حق الآخرين ، هل يرضى أن يتعمد أحد أن يقذف أبنته أو زوجته بالفاحشة دون أن يسلكا ذلك السلوك المخرف؟ [c1]( الأعمال الشنيعة واكتساب الإثم) [/c]وأشار كل من عبدالرحمن سعيد عبدالرحمن وهادي هيثم وعبدالرحمن سالم، من النخب المثقفة إلى أن : اللسان نعمه فلايحق لك أيها الإنسان تحويله إلى نقمة وإلحاق الأذى والضرر بالآخرين وصدق الله تعالى حيث يقول : ( لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) ويقول سبحانه ( ولا يغتب بعضكم بعضاً ) ويقول : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) وكما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه أن الناس يكبون في نار جهنم بسبب حصائد ألسنتهم ، واللسان قد يستخدم في الغيبة والنميمة وقذف الآخرين بالفاحشة ، فأعراض الناس ليست مباحة لأحد حتى يتجرأ بعض أعضاء حزب الإصلاح على هدم وهتك تلك الأعراض ، فالله سبحانه وتعالى مطلع على كل شيء وقد برا جل جلاله أم المؤمنين عائشة عندما تعرضت لحديث الإفك كما جاء في سورة النور حيث يقول الواحد الأحد : (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم .. الخ الآية ) فيما من تعودت ألنتهم لحادة وقلوبهم الميتة على إلحاق الأذى والضرر بالآخرين في غيهم يعمهون - وعبر صحيفة (14 أكتوبر) الغراء تقول لهؤلاء المتمصلحين من هيئة الأمر بالمعروف ولأتباعهم من الحزب : كفوا كفوا عن أعمالكم الشنية واتركوا الآخرين يعيشون في أمان وطمأنينة فلا تبثوا فيهم سموم أحقادكم وعدوا نيتكم وتهتكوا أعراضهم وتسيئوا إلى حياتهم .. ومهما عملتم أو خططتم لن تفلحوا ولن تجنوا سوى الذلة والمهانة والاحتقار وكفى بالله وكيلاً.[c1]الوصاية والنقص في الأخلاق[/c]وتحدث الإخوان خالد الذبحاني وخالد يحيى الويس من الشخصيات الاجتماعية المعروفة بالقول : يتفاوت الناس فيما بينهم غنى وفقراً ، سعادة وحزناً ، جمالاً وقبحاً، صحة ومرضاً ، ويتفاوتون أيضاً من حيث طاعتهم لله عزوجل ومعصيتهم له ، كما لاتجيز الشريعة الإسلامية أن يعير واحد من الخلق أخاه بنقص بتفوقه في المجالات الدنيوية المختلفة ، أو يستطيل عليه بنفوته في هذه المجالات كذلك ، وحرام أن يعير المسلم أخاه بمعصية وقع فيها ويتفاخر عليه بتقواه لله عزوجل وطاعته له فضلاً عن أن يفضحه أو يشهر به ، إن التعيير بالذنب نوع من إظهار الشماتة بالمسلم وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( لاتظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك) رواه الترمذي والمتأمل في هذا الحديث الشريف يجد الرفض والنهي الواضح عن إظهار الشماتة والتشهير بالمسلم إن الله عزوجل قد يعافي أخاك من المعصية التي وقع فيها وقد يغفر له ذنبه وتقصيره ويهيئ له سبل التوبة والعودة والإنابة ولكنك لاتدري إن ابتلاك مولاك وخالقك بمثل ما وقع فيه أخوك هل سيغفر لك الله ويقبل توبتك أم لا ؟ وقال بعض المشايخ والعلماء ومنهم فضيلة الشيخ /محمد علي:مما روي من روائع الإمام ابن القيم قوله : (إن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثماً واشد ذنباً من المعصية ذاتها .. وهل تعي جماعة وهيئة الفضيلة من حزب الوصاية الإصلاح أن سعيهم لإنشاء تلك الهيئة يحمل في طياته معاني الخيانة والتكبر والغرور بالطاعة لدى صاحبه ويعبر عن تزكية النفس وشكرها ووصفها - ضمنياً - بالبراءة من الذنب والتنزه عن المعصية ، ويضيف أبن القيم : (لعل كسر نفس أخيك بسبب ما وقع فيه من ذنب وما حدث له من الذلة والخضوع بسبب ما اقترف من معصية ووقوفه بين يدي الله عزوجل منكس الرأس ، خاشع الطرف، لعل هذا أنفع له وخير من وصوله طاعتك وزهوك بها والثمن بها على الله وعلى خلقه). ومما أثر من حكم ابن عطاء الله السكندري قوله : (رب معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً) وكلام ابن عطاء يتسق مع ما قاله ابن القيم من أنه ( ما أقرب المذنب العاصي من رحمه الله ، وما أقرب المغرور المتكبر من مقت الله). [c1]الاستغلال وفرض الوصاية[/c]وأكد الطلاب علي عبدالخالق حسن وفتحي سالم وعادل تامر من جامعة الحديدة أن : من رحمة الواحد الأحد الفرد الصمد البارئ المصور بنا أنه قد يجعل في ذنب ترتكبه دواء لمرض عضال لانقوى على مواجهته وهذا المعنى هو ما أكده الإمام ابن القيم حين قال : ( لعل الله قد سقى أخاك بهذا الذنب دواءً استخرج به داء هو فيك) فلله جل وعلا في أهل طاعته ومعصيته أسرار لايعلمها إلا هو ولايطالعها إلا أهل البصائر ولا يأمن كرات القدر وسطوته إلا أهل الجهل بالله، لذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لوم وتقريع المذنبين وفرض الوصاية عليهم ، ومراقبة أخلاق وسلوكيات المسلمين حتى ولو كانوا من أصحاب الكبائر ، وليس لحزب معين أو جماعة من سبيل عقاب على هؤلاء ، يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ، ولايثرب عليها) رواه الترمذي ومعنى (لايثرب عليها) : لايعيرها ولايوبخها ، فقد نالت عقابها الذي كتبه الله عزوجل عليها فهل يعي دعاة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من حزب الإصلاح أن ذلك ليس كمالاً بل نقص؟ وهو خطر يهدد كيان الجميع. واختتمت الحديث الأخت/ صبحية أحمد راجح رئيسة فرع اتحاد نساء اليمن بالقول : فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسألة مناطة بولي الأمر ، وليس لأحد من الناس (كجماعة حزب الإصلاح) أن يحول نفسه القيام بذلك في اوساط المجتمع باستخدام القوة أو التشهير أو أي وسيله تتنافى مع الضوابط والشروط التي نصت عليها بنود الدستور والقوانين النافذة، والمسألة والعقاب في عصرنا الحاضر من اختصاصات القضاء ، كما أن استغلال منابر المساجد ودور العبادة لأغراض سياسية وشخصية وإثارة النعرات المذهبية والحزبية وتصفية الحسابات أمر مرفوض من الجميع ومن كافة فئات المجتمع المدني في اليمن ، فالجوامع والمساجد مخصصة للعبادة والعلم والتنوير والهداية واستغلالها في مثل هذا يفقدها روحانيتها وسموها وقدسية رسالتها ، وعبركم وعبر كل الوسائل الإعلامية نناشد أبناء الوطن الغيورين على وطنيتهم وأرضهم وعلى رأسهم القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بالزعيم الوحدوي فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية بقطع دابر تلك الجماعة وعدم تمكينهم من إنشاء ما يدعون إليه .. إنا لله وإنا إليه راجعون.