مطرب ابين الأسمر محمد يسر :
[c1]في أبين تشكلت أول فرقة موسيقية نسائية !![/c]اجرى اللقاء / علي حيمد:الفنان محمد يسر الحاج واحد من رموز الحركة الفنية اليمنية في م/أبين فهو يعتبر من الرعيل الأول من فناني المحافظة وواحد من أجمل الاصوات الغنائية التي ظهرت في م/أبين منذ بداية النهضة الفنية في هذه المحافظة ، بالاضافة إلى ذلك فهو فنان مثقف يمتلك رؤى ثقافية وفنية ثاقبة لمختلف الشؤون والشجون الفنية ولقاؤنا معه في هذه الصفحة التي يتحدث اليها بعد غياب طويل عن الظهور الإعلامي يؤكد ما اسلفنا ذكره ومن يصدق ان فناناً بهذه الامكانيات الفنية والثقافية أحيل إلى المعاش التقاعدي ليصبح فناناً متقاعداً؟! لمزيد من التفاصيل ولمعرفة العديد من جوانب خصيته الفنية الثقافية دعنا عزيزي القارئ نتابع اللقاء.[c1]محمد يسر في سطور [/c]- محمد يسر حسين الحاج.- من مواليد 1952م في منطقة الحصن م/ خنفر م /أبين.- متزوج وأب لثلاثة اولاد وبنتين.- التحق بسلك التدريس في التربية والتعليم م/أبين في فبراير 1968م.- انتقل للعمل بمكتب الثقافة م/ابين في مارس 1981م.- تولى مناصب ادارية وفنية اثناء فترة عمله بمكتب الثقافة م/أبين كان آخرها نائب مدير عام مكتب الثقافة م/أبين.- أحيل إلى المعاش التقاعدي في يوليو 2006م.- فنان وله العديد من الأعمال الغنائية في اذاعة البرنامج الثاني والقناة الثانية في عدن والقناة الفضائية اليمنية.- تحصل على العديد من الشهادات التقديرية من وزارة الثقافة والسلطة المحلية بمحافظة أبين ومكتب الثقافة محافظة لحج ومكتب الثقافة محافظة المحويت ومؤسسات رسمية وأهلية في محافظة أبين.[c1]* أين محمد يسر الآن ؟[/c]- أنا في الوقت الراهن متقاعد عن العمل وقاعد في البيت.[c1]* كيف تقيم واقع الحركة الفنية في أبين وفي اليمن بشكل عام؟[/c]- شكلت الحركة الفنية في أبين بمختلف فروعها مثلثاً فنياً للحركة الفنية في لحج ، فعلى المستوى الموسيقي ظهور عدد من فناني أبين البارزين في الساحة الفنية وفي مقدمتهم الفنان محمد محسن عطروش، تزامن مع تأسيس التجمعات الفنية في أبين أذكر منها الندوة الفضلية في زنجبار والتي شكلت حجر الاساس للحركة الفنية في أبين ثم تلتها ندوة يافع بني قاصد في جعار وندوة الحصن الموسيقية في منطقة الحصن وفرقة النور في لود /وفرق فنية وشعبية اخرى تشكلت في الستينات في مناطق مختلفة من أبين ، وهذه التجمعات الفنية التي شهدتها ابين في الخمسينات والستينات قدمت العديد من شعراء الاغنية والملحنين والمطربين والعازفين والمهتمين بالنشاط الفني والكثير منهم معروفون حالياً على مستوى الساحة الفنية.بعد الاستقلال تغيرت مسميات هذه الفرق الفنية التي أشرت إليها فالندوة الفضلية سميت "بفرقة بنا الذهبية" وندوة يافع بني قاصد سميت "بفرقة الريف الموسيقية" وهكذا بالنسبة للفرق الاخرى، كما ظهرت فرق فنية اخرى كان لها حضور على الساحة الفنية أذكر منها الفرقة الموسيقية في مودية بقيادةا لفنان محمد ميسري الذي يشكل في الوقت الحاضر خط الدفاع الثاني بعد الفنان محمد محسن عطروش للحركة الفنية في أبين بعد غياب الفنان سعيد عبدالله الشعوي والفنان أحمد عمر عوذلي ، ايضاً فرقة الصمود في مكيراس والتي برزت من خلالها الفنانة لولة حسين، هذا بالاضافة إلى انتشار العديد من الفرق الفنية على مستوى المنظمات الجماهيرية والتعاونيات الزراعية وتحديداً في بداية السبعينات والتي برز نشاطها من خلال فعاليات المعرض الزراعي في عدن "معرض المعارض" وأود الاشارة هنا إلى دور اتحاد نساء اليمن في أبين في دفع وتشجيع المرأه ذات الميول الفني للمساهمة في النشاط الفني وذلك من خلال معسكر المرأة العاملة في المحافظة الذي تأسس في عام 1975م في مدينة جعار هذا المعسكر شكلت فيه فرقة فنية نسائية في مجال العزف والغناء وشاركت في عدة مناسبات مختلفة على مستوى نشاط المرأة، وكذا الفعاليات الاخرى في المحافظة وتدريب وظهور هذه الفرقة الفنية النسائية يحسب للفنان سالم أحمد البوك مؤسس ندوة يافع بني قاصد في جعار في عام 1958م والتي مثلت امتداداً للندوة الفضلية في زنجبار، وبالعودة إلى بداية السبعينات شهدت الحركة الفنية في أبين ظهور رافد فني جديد تمثل في تأسيس الفرق الفنية الطلابية على مستوى المدارس وأذكر من هذه الفرق الفنية والطلابية في زنجبار وفرقة الفنون الطلابية الاستاذ الفنان محمد أحمد بن عيسى مؤسس النشاط الفني الطلابي في أبين، وهناك عدد من عناصر هذه الفرق الطلابية يشكلون حالياً الفرقة الفنية لمكتب الثقافة محافظة أبين كعازفين وملحنين ومطربين ، لما شهدت الحركة الفنية في أبين في بداية السبعينات ايضاً تأسيس فرع اتحاد الموسيقيين اليمنيين ثم تغيرت التسمية إلى اسم المجلس اليمني الاعلى للموسيقى والمسرح والفنون الشعبية واخيراً اتحاد الفنانيين اليمنيين الديمقراطيين هذا الاطار النقابي الفني شكل حافزاً جديداً للمبدعين في ابين لتبني قضاياهم وتحقيق مطالبهم المشروعة وساهم في تفعيل النشاط الفني وشارك في مختلف الفعاليات الفنية منذ تأسيسه بالتنسيق والاشتراك مع الجهات ذات العلاقة في المحافظة، كما شهدت الحركة الفنية في أبين في بداية الثمانينات ارسال عدد من الكوادر الفنية في مجال الموسيقى والمسرح والفن التشكيلي والفنون الشعبية للدراسة الاكاديمية في الخارج وايضاً التحاق عدد من الكوادر الفنية للدراسة في معهد الفنون في عدن.وإلى جانب فن الموسيقية شهدت الحركة الفنية ابين فنوناً اخرى مثل فن المسرح الذي واكب فن الموسيقى منذ الخمسينات وانطلقت الفرق المسرحية من المدارس ثم تشكلت العديد من الفرق المسرحية على مستوى الكبار فرق رسمية وأهلية شاركت في مختلف الفعاليات المسرحية على مستوى محافظة أبين وخارجها كان آخرها المشاركة في مهرجان باكثير الثالث للمسرح في صنعاء في أكتوبر /1995م شاركت في المهرجان فرقة المسرح في زنجبار بمسرحية "جثة على الرصيف" وفرقة المسرح في لودر بمسرحية "طائر الخرافة" ثم تم عرض هاتين المسرحيتين في محافظة المهرة وتحديداً في مدينة الغيظة ومدينة الفيدمي وذلك في اطار فعاليات المهرجان.فن المنلوج والذي تميز به الفنان عثمان عبدربه الذي كتب ولحن وقدم العديد من المنلوجات التي عالجت الكثير من القضايا الاجتماعية من الخمسينات حتى السبعينات.فن النحت والذي تميز به المرحوم الاستاذ/ محسن بوعطيف وحالياً يمارسه الفنان سالم علي سالم.والفن التشكيلي الذي تميز به العديد من الفنانين الشباب في محافظة أبين وشارك في مختلف المعارض الفنية داخل وخارج المحافظة وهناك الفنون الشعبية التي كانت تمارس في مختلف المناسبات الاجتماعية والتي تشكل المرجعية للتراث الشعبي في أبين أضحت اليوم في عداد المفقودين.وأود الاشارة إلى احداث فنية هامة في تقديري تميزت بها الحركة الفنية في أبين هي :ـ الوحدة الفنية الاندماجية لفرقة بنا الذهبية في زنجبار وفرقة الريف الموسيقية في جعار في اطار فرقة فنية واحدة عام 1969م سميت "بالفرقة المشتركة بقيادة الفنان محمد محسن عطروش وهذه الفرقة المشتركة كانت تمثل بحق الواجهة الفنية للحركة الفنية في أبين وكانت تضاهي كبريات الفرق الفنية في عدن مثل الفرقة العربية والفرقة الحديثة وبشهادة الفنان أحمد بن أحمد قاسم والفنان محمد عبده زيدي والفكرة بدمج الفرقتين في فرقة واحدة اساساً هي فكرة "عطروشية".ـ أول رئيس لاتحاد الموسيقيين اليمنيين على مستوى الجمهورية عام 1973م هو الأستاذ عبدالقادر الكيلة وهو من أبرز رموز الحركة الفنية في أبين وأحد مؤسسيي الندوة الفضلية ومن الفنانين الذين كان يشار اليهم بالبنان كمطرب وملحن وهو الذي سجل له الفنان عوض أحمد من الحانه أغنية "عادشي رحمة" وهي من كلمات الشاعر ناصر صالح غرامة في اواخر الخمسينات في اذاعة عدن.ـ حصول فرقتي الانشاد والمسرح في أبين على المرتبة الاولى في مهرجان الفنون الثاني في عدن عام 1982م وذلك من خلال الاعمال الفنية الجماعية وكذا العرض المسرحي لمسرحيةايذري الغفاري" اشترك في التمثيل للمسرحية نخبة من الممثلين المسرحيين من مديريتي لودر وزنجبار.ـ الاشادة بفرقة الفنون الشعبية مديرية رصد لعروضها المتميزة الخاصة بعادات وتقاليد الزواج في منطقة يافع وذلك من قبل لجنة مهرجان الفنون السادس في عام 1986م.ـ المهرجان الأول للتراث الشعبي الذي اقيم في نوفمبر 1995م لمدة أسبوع شمل العديد من مناطق مديريتي زنجبار وخنفر وتوج بالعرض الكرنفالي في ساحة الشهداء زنجبار هذا المهرجان الذي برزت فيه العديد من المظاهر الفنية والشعبية والمعرفية، المتمثلة بالرقصات الشعبية والالعاب الشعبية والزوامل والاهازيج الشعبية والعادات والتقاليد والصناعات الحرفية الشعبية والتي عكست اصالة وعراقة التراث الشعبي في أبين هذا هو تقييمي لواقع الحركة الفنية في ابين على مستوى الامس أما اليوم فهي تعاني من مشكلات عديدة وهذه المشكلات هي انعكاس لواقع الحركة الفنية اليمنية.[c1]* لما لم نعد نسمع ونشاهد جديدكم ؟[/c] - عندما تتوفر الاعتمادات المالية السنوية لتسجيل الاعمال الفنية في اذاعةالبرنامج الثاني والقناة الثانية في عدن واذا ما اتيحت لي الفرصة في التسجيل ستسمع وتشاهد جديدي ومن اولوياته اغنية "دموع الحبايب" التي هي من كلماتكم والحان الزميل الفنان نجيب سعيد ثابت.[c1]* ماذا شكلت لك مرحلة ازدهار الاغنية اليمنية ؟ ومن هم الفنانون الذين احتكيت وتأثرت بهم ؟[/c]- شكلت لي مرحلة ازدهار الاغنية اليمنية بشخوصها الفنية من شعراء وملحنين ومطربين لوحة فنية كبيرة جميلة الصور،متعددة الالوان، غزيرة المعاني، وتأثرت بالفنان محمد سعد عبدالله واحتكيت بالفنان محمد محسن عطروش.[c1]* بعد قراءة سريعة للواقع الفني في أبين ماهي من وجهة نظركم الحلول والمعالجات للازمة التي تعيشها الحركة الفنية اليمنية ؟[/c]- ليست هناك أزمة بمفهوم الازمة ولكن كما اسلفت هناك مشكلات تعاني منها الحركة الفنية اليمنية تأثرت بها من جراء الاحداث والمتغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد منذ العقد الاخير من القرن الماضي وهذا ما عكس نفسه حتى على الحركة الثقافية ، ولكن هناك جهودا مبذولة وملموسة ومشهودة لقيادة وزارة الثقافة ممثلة بشخص الاستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة وهذه الجهود في تقديري تصب في الاتجاه الصحيح المتمثل في تحريك العملية الثقافية والفنية وذلك منذ مطلع العام 2004م مناسبة صنعاء عاصمة للثقافة العربية ابرزت فيها مختلف الانشطة والفعاليات الثقافية والفنية وتكريم اعداد من المبدعين بمختلف مصنفاتهم الثقافية والفنية من مختلف محافظات الجمهورية ولازالت هذه الانشطة والفعاليات تتوالى تباعاً على المستوى الداخلي والخارجي للجمهورية اليمنية هذا بالاضافة إلى الدعم المتواصل الذي تقدمه الوزارة لفروعها في المحافظات وهو مايخدم سياستها في تفعيل واستمرارية الانشطة الثقافية والفنية وتحسين المجال الخدمي على مستوى المحافظات، أما وجهة نظري فهي تنطلق من تجربتي العملية المتواضعة كموظف سابق بمكتب الثقافة بمحافظة أبين طيلة خمسة وعشرين عاماً عاصرت فيها العمل الثقافي والفني والاداري واوردها على النحو الاتي :1 ) مع هذا التوجه الذي تقوم به وزارة الثقافة والدعم الذي تقدمه على المستوى الثقافي والفني ارى القيام بمراجعة تقييمية شاملة للعملية الثقافية والفنية على مستوى المحافظات حسب ظروف وخصوصية كل محافظة وذلك من خلال عقد ورش عمل تحت اشراف الوزارة وفروعها في المحافظات ومشاركة الجهات الرسمية ذات العلاقة مثل السياحة والاثار والتربية والتعليم والشباب والإعلام في المحافظات وكذا مؤسسات المجتمع المدني ومن ذوي الخبرة من المبدعين والمهتمين بالعمل الثقافي والفني ومن خلال هذه الورش تشخص مكامن القوة ومواطن الضعف والفرص والتهديدات والمشكلات والخروج باستنتاجات تضع على اساسها الاهداف السياسية المتضمنة توفير المتطلبات الرامية إلى تفعيل الانشطة الثقافية والفنية وتحسين المجال الخدمي للبنى التحتية على مختلف المستويات الثقافية والفنية حسب الاولويات بطريقة علمية ومبرمجة لمشاريع العمل الثقافي والفني مستقبلاً.2 ) تقوم الوزارة بوضع خطة استراتيجية على المدى المستقبلي تهدف إلى تحقيق نهضة تنموية ثقافية شاملة توازي التحولات الجارية في البلاد وتلحق بركاب الثقافات العربية والعالمية هذه هي مجرد وجهة نظر ليس إلا من انسان عادي حب الثقافة ويعشق الفن على مدى ثمانية وثلاثين عاماً .. ورحم الله امره عرف قدر نفسه.
صورة مشتركة مع الفنان عوض احمد في حفل فني لنقابة الصحفيين عدن عام 1989م