إعداد/ زكي نعمان الذبحاني:لا يرتاب عاقل في حقيقة ما يسببه مرض الحصبة الفيروسي من ضرر كبير وشر مستطير، فما ان يتمكن من جسم الإنسان حتى يلحق به الكثير من الأذى، فقد تلحق به مضاعفاته عاهات وإعاقات، أبرزها العمى والصم، ومن شأنها ايضاً ان تلحق أضرار سيئة بالدماغ. وليس بالهين ولا سبيل إلى وقفة والحد منه إذا ما أنتشر وتفشى إلا باتباع إجراءات الوقاية وقواعد النظافة الشخصية والعامة وواكبه أيضاً حرص شديد على تحصين الأطفال بكامل الجرعات ضد أمراض الطفولة القاتلة التي من بينها هذا المرض الوخيم، وأخذ كل جرعة بحسب موعدها المحدد في كرت التطعيم الذي يمنح من مركز التحصين، إلى جانب تحصين الأطفال في الفئة العمرية من (9 أشهر ـ 15 عاماً) حتى المرضى والذين يعانون من سوء تغذية ومن حصنوا مسبقاً ضد هذا الداء القاتل، وذلك خلال الحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة التي لم يتبق من محاور تنفيذها سوى محور ثالث أخير يضم مجموعة أكبر من محافظات الجمهورية، قوامها 14 محافظة من تلك التي لم تشمل بالتغطية مسبقاً خلال المرحلتين السابقتين، وهذه المحافظات هي:[c1]المحافظة المستهدفة[/c]1/ عدن . 2/ تعز . 3/ حضرموت الوادي . 4/ حضرموت الصحراء . 5/ لحج . 6/ ذمار . 7/ المحويت . 8/ أبين . 9/ مأرب . 10/ حجة . 11/ الضالع . 12/الجوف . 13/ المهرة . 14/ صعدة[c1]المديريات المستهدفة[/c]جميع المديرياتكما تتيح الحملة للفئة العمرية من (9 أشهر ـ 5 سنوات) فرصة الحصول على جرعة من فيتامين (أ) المعزز صحتهم والداعم نموهم ومناعتهم ضد الأمراض الخطرة وعلى رأسها الحصبة والالتهابات التنفسية الحادة.ولمن يمنع أطفاله من التحصين ضد داء الحصبة فانه مقصر دون شك في بعض الواجبات الملقاة على عاتقه، وربما خفي عنه ان مضاعفات الحصبة على درجة عالية من الخطورة، وأنها كثيراً ما تبقي المريض عرضة لالتهابات بكتيرية ثانوية في الجهاز التنفسي، كالتهاب الرئة البكتيري والتهاب الأذن الوسطى والتهاب أنسجة المخ أو أنسجة الحبل الشوكي، وهذا بدوره يفضي إلى إعاقات وعاهات، كالصمم والعمى والإعاقة الحركية.فالالتهابات التنفسية التي تسببها الحصبة قد تؤدي إلى توقف التنفس ومن ثم وفاة المريض.كما تبقى الإصابة بالحصبة الجهاز الهضمي عرضة لالتهابات خطيرة، عدا عما تسببه الحصبة من اسهالات شديدة وسوء تغذية وجفاف بشكل خطير قد يسبب الوفاة، ما يتعين بالضرورة إعطاء المريض بالحصبة عموماً فيتامين (أ) لتعويض الجسم عما فقد منه ليساعد على رفع المناعة وعلى الحد من المضاعفات الشديدة، خاصة وان الحصبة تتسبب اساساً في نفاذ مخزون فيتامين (أ) في الجسم بما يساعد على ظهور بعض المضاعفات السابق ذكرها، وبالاخص إذا كان الطفل المريض بالحصبة يعاني أصلاً من نقص هذا الفيتامين الحيوي الهام.من جهة أخرى ليس هناك من إحصاءات وحصر شامل لعدد الإصابات بداء الحصبة إجمالاً على المستوى المحلي مع ان الحصبة تحتل في البلاد مرتبة متقدمة بين الأمراض المهددة صحة وسلامة فلذات الأكباد، حتى انها تصنف رابعاً في قائمة الأمراض الأكثر تسبباً في وفاة الأطفال دون الخامسة من العمر.ويتراوح عدد حالات الإصابة بالحصبة التي تسجلها المرافق الصحية بين ثمانية آلاف واثني عشر ألف حالة إصابة سنوياً.أما ما تخلفه الحصبة من وفيات بشكل عام ـ بموجب تقديرات منظمة الصحة العالمية ـ فتصل إلى ألف وخمسمائة حالة وفاة كل عام.ولعل أبرز ما يقود إلى هذا الوضع المؤسف ما درج عليه بعض الناس لاسيما في الأرياف من تهاون وخذلان لأطفالهم بعدم الذهاب بهم إلى مراكز التحصين لتطعيمهم بجرعتي الحصبة.. الأولى عند بلوغهم الشهر التاسع من العمر والثانية لدى بلوغهم من العمر عام ونص، وكذلك تخلفهم عن التحصين ضد الحصبة أثناء الحملات ومنها الحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة والتي نحن بصدد تنفيذ آخر مراحلها، ألا وهي المرحلة الثالثة على نحو ما ذكرناه سلفاً.ومن الأهمية بمكان الإشارة أن ثمة من يتعرض لانتكاسات خطيرة جراء المضاعفات الشديدة للحصبة، حتى أن منهم من يتوفى في المنزل دون علم القائمين على رصد وتسجيل حالات الإصابة والوفاة في الوحدات او المراكز الصحية او المستشفيات الحكومية، وبالتالي لا يدونون في الإحصاءات، وهو ما ليس في صالحهم البتة ولا صالح الأطفال الآخرين الذين لم يسبق لهم أن أصيبوا بهذا المرض الوخيم.فاعلام الجهات المعنية بالحالات المرضية والوفاة الناجمة عن الحصبة أمر ضروري يساعد كثيراً على فرض التدخل السريع في منطقة أو مناطق انتشار المرض للحد من تفشي الإصابة بين المعرضين لها من الأطفال بعزلهم عن المصابين وتحصينهم إن لزم الأمر ضد المرض هذا من جهة. ومن جهة ثانية العمل على إنقاذ المصابين من التعرض للمضاعفات الشديدة، ومنح حالات الإصابة في طور المضاعفات الرعاية الصحية اللازمة.فالأسلم والأفضل لفلذات الأكباد تجنيبهم الإصابة بالحصبة ووقايتهم منها والتطعيم من أجل حمايتهم، ذلك لانه يعمل على رفع درجة التأهب والجاهزية الدفاعية القصوى للجسم الممكنة من صد المرض من الدخول والإنتشار في الجسم والذي نشهد له هذه الأيام صدأ واسعاً لما له من أهمية لا يمكن على أية حال التهاون بها أو إغفالها.فحذاري من التهاون والإعراض عن تحصين الأطفال المستهدفين ضد الحصبة، فمن يحرم طفله من التطعيم لا محالة خاسر ومفرط في مسؤوليته الأبوية.. مسؤولية محاسب بها أمام الله عز وجل.* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكانيبوزارة الصحة العامة والسكان
|
تقارير
التحصين وحياة آمنة من داء الحصبة
أخبار متعلقة