سقوط ثلاثة شهداء .. وموظفو الحكومة الفلسطينية يبدؤون إضراباً مفتوحاً
فلسطين المحتلة/ وكالات:بدأ عشرات الالاف من موظفي الحكومة الفلسطينية اضرابا أمس السبت في الضفة الغربية وغزة احتجاجا على عدم دفع رواتبهم والفشل الملحوظ للحكومة التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس).واضراب أمس السبت هو أكبر اضراب عن العمل من نوعه منذ مجيء حماس للسلطة في مارس.وأغلقت معظم المدارس في انحاء الضفة الغربية التي يسكنها 2.4 مليون فلسطيني في أول أيام العام الدراسي الجديد حيث كان المدرسون من أكثر الملتزمين بالاضراب المفتوح الذي دعت اليه نقابة عمال رئيسية.كما أغلقت المكاتب الحكومية بعد ان شاركت في الاحتجاج نسبة كبيرة من موظفي الحكومة البالغ عددهم 165 ألفا.وكان التأييد للاضراب أقوى في الضفة الغربية لكن المفاجأة أنه كان قويا أيضا في قطاع غزة معقل حماس.وقال بسام زكارنة رئيس نقابة العاملين في المؤسسات الحكومية التي تنظم الاضراب للصحفيين في رام الله بالضفة الغربية أن الاضراب نجح بنسبة 95 في المئة.وتابع قائلا ان موظفي الحكومة منحوا الحكومة فرصا كثيرة لكنها لم تفعل شيئا.. وأضاف أن مطلب الموظفين هو الحصول على رواتبهم كاملة.ولم تصرف الكثير من رواتب موظفي الحكومة منذ مارس الماضي عندما جاءت حماس للسلطة مما دفع الدول الغربية الى قطع المعونات عن الحكومة الفلسطينية.ووضع نقص الاموال السلطة التي تقودها حماس في أزمة اذ عجزت من الناحية الفعلية عن اداء مهامها.وحث اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني العاملين بالحكومة الجمعة على الغاء خطط للقيام باضراب مفتوح قائلا انه يتعين على الفلسطينيين أن يظلوا صفا واحدا ويصبوا غضبهم على اسرائيل. لكن كثيرين تجاهلوا دعوة هنية.ووصف غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية أمس السبت الاضراب بانه غير قانوني وحث الموظفين على العودة الى اعمالهم. وقال المتحدث ان الاضراب لن ينفع الفلسطينيين في شيء بل على العكس سيزيد من معاناتهم.وقال رئيس نقابة المعلمين في غزة ان 70 بالمئة من المدارس أغلقت واضاف أنه يتوقع تزايد التأييد للاضراب في الايام القادمة.وقال فاضل قنديل المتحدث باسم النقابة ان الاضراب ليس موجها ضد الحكومة لكنه يمثل رسالة للحكومة تحثها على ضرورة التحرك وانهاء أزمة الرواتب.ولم يذهب الاف التلاميذ الى المدارس في مدينة غزة أمس لكن لم يكن هناك مدرسون في معظم المدارس. وأغلقت بوابات بعض المدارس في الضفة الغربية وحاول مؤيدون لحركة حماس فتح المدارس عنوة.وأجرى هنية وعباس مزيدا من المحادثات أمس السبت حول امكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية أملا في وضع حد للازمة الراهنة.وقال ممثل لعباس بعد ذلك انه يمكن التوصل الى اتفاق في هذا الصدد خلال الايام العشرة المقبلة الا ان مسؤولين من حماس شككوا في ذلك قائلين ان الاطار الزمني مفتوح.ميدانياً استشهد ثلاثة فلسطينيين وجرح نحو خمسة آخرين في توغل لقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية إن قوات الاحتلال أطلقت النار على فلسطيني لم تعرف هويته بعد، وأكد الجيش الإسرائيلي قتله الفلسطيني قائلا إنه "رصد مشبوها قرب السياج الأمني لمعبر كيسوفيم وأطلق النار باتجاهه". وكان فلسطينيان هما محمد أبو عودة (60 عاما) وابنه إسماعيل (28 عاما) قد استشهدا فجر أمس برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية توغل في بيت حانون شمال قطاع غزة حينما اخترق رصاص قوات الاحتلال جدران المنزل، كما أصيبت ابنتاه بجروح خطيرة. وأفاد شهود أن قوة إسرائيلية خاصة تحاصر عدة منازل من بينها منزل يعتقد أنه يعود لأحد نشطاء كتائب عز الدين القسام الذراع المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وذكروا أن نحو خمسة أشخاص أصيبوا في هذه الاشتباكات وأن سيارات الإسعاف الفلسطينية لا تستطيع الوصول إلى المنطقة نظرا لمحاصرتها من قبل القوة الإسرائيلية.وأطلقت قوات الاحتلال النار على المواطنين بكثافة بمساندة طائرات الأباتشي.وباستشهاد الفلسطينيين الثلاثة يرتفع إلى 5377 عدد الذين قضوا منذ اندلاع الانتفاضة في نهاية سبتمبر/ أيلول 2000، أكثر من 80% منهم من الفلسطينيين. وتزامنا مع عمليات التوغل الإسرائيلي هذه قال نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيريز إن محادثات السلام مع السلطة الفلسطينية قد تستأنف العام المقبل. وأوضح بيريز لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية خلال وجوده في تشيرنوبيو بشمال إيطاليا الخميس بعد لقاء في روما مع رئيس الحكومة الإيطالية رومانو برودي، إن الحكومة الإسرائيلية ستستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين في مستقبل قريب وقد يكون ذلك بداية العام المقبل. وفي موازاة ذلك أبدت دول الاتحاد الأوروبي، على هامش لقاء لوزراء خارجيتها في فنلندا استعدادا لمحاورة حكومة وحدة وطنية فلسطينية تشارك فيها حماس، ودعت إلى تحريك عملية السلام المجمدة. فقد قال مسؤول السياسة الخارجية خافيير سولانا إن الاتحاد سيكون مستعدا لإجراء محادثات مع حكومة وحدة فلسطينية، حتى لو كانت حماس مشاركة فيها.وحول موقف الاتحاد الذي طالب الحكومة الفلسطينية بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والاعتراف بالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف، أجاب سولانا بأن "تلك الحكومة ستكون قد قبلت بالفعل شروط المجتمع الدولي".وتحدث المسؤول الأوروبي خصوصا عن تكييف خطة "خارطة الطريق" التي تبنتها اللجنة الرباعية للشرق الأوسط عام 2003م ونصت على إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية.وأضاف: "سيكون من الصعب جدا ابتكار خارطة طريق جديدة.. المواعيد لم تعد صالحة.. لكنني لا أعتقد أن علينا إدخال تغييرات كبيرة.. وما يجب فعله هو تطبيقها".من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي أن حكومة وحدة وطنية فلسطينية مكونة من حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ستشكل "انفتاحا" نحو انتهاء مقاطعة الاتحاد الأوروبي لحماس. ولكن الوزير الفرنسي أبقى على شروط أوروبا للحوار مع الحكومة. . كما شجع وزير الخارجية الإسبانية ميغيل أنخيل موراتينوس على إنشاء حكومة الوحدة الوطنية، وقال "إذا توصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركته فتح إلى اتفاق مع حماس فإننا واعتبارا من هذه اللحظة سنغير موقفنا". أما وزير الخارجية الفنلندي آركي توميويا الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي فقال "علينا أن نكون مستعدين للتحدث إلى كل الأطراف المعنية بما في ذلك حماس وسوريا". ولكن توميويا كغيره من الساسة الأوروبيين أكد على شروط الاتحاد الأوروبي للحوار مع حماس.